الامين العام: المؤتمر قاد اعظم التحولات ويسطر اليوم صمود اسطوري في وجه العدوان
الأربعاء, 24-أغسطس-2016بقلم الاستاذ/عارف عوض الزوكا- الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام - - تهل علينا الذكرى الرابعة والثلاثون لتأسيس المؤتمر الشعبي العام في الـ24 من اغسطس 1982م ليحتفل أعضاء المؤتمر وأنصاره وجماهير الشعب بذكرى يوم مجيد في تاريخه سطر فيه اليمنيون صورة من صور التسامح والحوار وجسدوا فيه عظمة قول رسول الانسانية الكريم (الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية) فكان لهم ان صهروا تبايناتهم وتوجهاتهم الفكرية والسياسية في بوتقة واحدة هي الميثاق الوطني وأعلنوا تأسيس التنظيم السياسي الرائد المؤتمر الشعبي العام الذي جسَّد عنواناً لقيم ومبادئ الحوار والإخاء والتعايش والتسامح والاعتدال والوسطية والقبول بالآخر والشراكة الوطنية في أبهى صورها .
لقد جاء تأسيس المؤتمر الشعبي العام في لحظة مهمة من تاريخ شعبنا وتجلت فيه حكمة القائد المؤسس الزعيم علي عبدالله صالح -رئيس الجمهورية السابق رئيس المؤتمر الشعبي العام- الذي استطاع ان يحقق عبر الحوار المجتمعي تجربة نادرة من الاجماع الشعبي والسياسي الذي انتج واحدة من اهم الوثائق الناظمة للعمل السياسي والإداري والفكري والتنظيمي وهو الميثاق الوطني.. وبتأسيس المؤتمر الشعبي العام نجح الزعيم علي عبدالله صالح في ايجاد متنفس سياسي استطاع الجميع من خلاله ان يعبروا عن آرائهم وأفكارهم ويشاركوا في رسم معالم بناء الدولة اليمنية الحديثة .
لقد مثل تأسيس المؤتمر انطلاقة جديدة نحو استكمال اهداف الحركة الوطنية والثورة اليمنية فحقق المؤتمر اعظم الانجازات والتحولات في تاريخ شعبنا المعاصر وفي المقدمة منها منجز اعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في الثاني والعشرين من مايو 1990م بالتعاون مع الحزب الاشتراكي اليمني وكل القوى الوطنية الشريفة ،وتحمل على عاتقه مسؤولية الدفاع عنها ضد كل المؤامرات .
لقد ظلت الوحدة اليمنية ولا تزال خياراً استراتيجياً بالنسبة للمؤتمر الشعبي العام الذي سيظل يضع الدفاع عنها والتصدي للمؤامرات التي تواجهها في مقدمة اولوياته الفكرية والتنظيمية والسياسية والوطنية، مدركاً ان كل ما يحاك اليوم من مؤامرات تستهدفها ستفشل وستتحطم على صخرة الوعي الوطني لشعبنا اليمني العظيم ،وتماسك وصلابة وقوة المؤتمر الشعبي العام وقاعدته الجماهيرية الشعبية التي تمتد في كل شبر من ربوع الوطن، مجسدةً بذلك اللحمة الوطنية للشعب اليمني شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً.
إنه لمن المحزن جداً أن نحتفل بالذكرى الرابعة والثلاثين لتأسيس المؤتمر الشعبي العام، واليمن -أرضاً وإنساناً -تتعرض وللعام الثاني على التوالي لأبشع عدوان تشنه السعودية وتحالفها، أدى الى سقوط عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، ودمر البنية التحتية وكل مقدرات الشعب اليمني العسكرية والمدنية والاقتصادية، ويفرض في ذات الوقت حصاراً جائراً على شعبنا تسبب في كارثة انسانية وصحية واقتصادية حيث بات المواطن اليمني يفتقر لأبسط مقومات الحياة .
عام وخمسة اشهر من العدوان والحصار المخالف لكل المواثيق والقوانين والأعراف الدولية، وسط صمت مطبق من العالم اجمع لما يتعرض له الشعب اليمني الذي تُنتهك ابسط حقوقه وتُرتكب بحقه ابشع جرائم الحرب ضد الانسانية والتي اهلكت الحرث والنسل، عدوان يستهدف وحدة وسيادة واستقلال اليمن، وكرامة شعبنا، وأمام ذلك كله لم يكن امام المؤتمر الشعبي العام إلا ان يكون في صدارة القوى الوطنية المتصدية لهذا العدوان الهمجي والمتغطرس، باعتبار الدفاع عن الوطن وسيادته واستقلاله ووحدته مبدأً ثابتاً وراسخاً في فكر وممارسة المؤتمر، مبدأً لا يقبل الجدال او المساومة ولا يخضع لأي اعتبارات مهما كانت التحديات ومهما بلغت التضحيات.
لقد تصدر المؤتمر الشعبي العام مشهد الدفاع عن الشعب اليمني انطلاقاً من واجبه الوطني المقدس الذي يؤكد عليه الميثاق الوطني(فالولاء الوطني مبدأ شريف لا ينسجم بأي حال من الاحوال مع التبعية أياً كان شكلها او نوعها) وبرنامجه السياسي ونصوص دستور الجمهورية اليمنية وشرعية الشعب اليمني مصدر السلطات ومالكها ،وعلى مدى اكثر من عام وخمسة اشهر بذل المؤتمر الشعبي العام جهوداً جبارة على مختلف الصعد من اجل ايقاف العدوان ورفع الحصار عن شعبنا اليمني ،فقدمت قيادته السياسية ممثلة بالزعيم علي عبدالله صالح -رئيس الجمهورية السابق رئيس المؤتمر - المبادرات تلو المبادرات منذ اليوم الاول للعدوان، كما شارك المؤتمر ضمن الوفد الوطني في كل جولات المشاورات التي رعتها الامم المتحدة وآخرها مشاورات الكويت لكن الطرف الآخر المتمثل بالعدوان السعودي ومرتزقته القادمين من الرياض الى طاولة المشاورات أوصدوا كل الابواب وقابلوا الايادي الممتدة الى السلام بالتعنت والرفض وأصروا على مواقفهم الرافضة للسلام واستكبروا استكباراً.
لقد استمد الوفد الوطني صموده وثباته خلال كل تلك المشاورات من الصمود الاسطوري للشعب اليمني وقواته المسلحة والأمن واللجان الشعبية والمتطوعين من ابناء القبائل في وجه العدوان الغاشم.
وهنا في سياق الحديث عن المشاورات ورغبتنا في السلام لليمن والإقليم والعالم، ونجدها مناسبة لنعبر عن شكرنا للكويت الشقيقة -قيادة وشعباً- لاستضافة المشاورات ،كما نثمن عالياً دور الاشقاء في سلطنة عمان وعلى رأسهم جلالة السلطان قابوس بن سعيد وحكومة وشعب عمان الشقيق على كل جهودهم الداعمة للشعب اليمني ولمسار الحل السياسي السلمي .
ولم يكن امام المؤتمر الشعبي العام والقوى الوطنية المناهضة للعدوان سوى المضي في توحيد الجبهة الداخلية عبر توقيع الاتفاق الوطني بين المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأنصار الله وحلفائهم بتشكيل المجلس السياسي الاعلى لإدارة شؤون البلاد ومنحه الثقة من مجلس النواب ،وإكسابه المشروعية الشعبية التي عبرت عنها الحشود الملاينيية في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء يوم السبت الموافق العشرين من اغسطس الجاري ليكون ذلك رسالة للعالم اجمع بأن الشعب اليمني لن يستكين وسيظل يدافع عن وطنه وسيادته واستقلاله وكرامته بكل غالٍ ونفيس .
وبهذه المناسبة أحيي وأهنىء كل قيادات وقواعد وكوادر المؤتمر الشعبي العام وعلى رأسهم -القائد المؤسس الزعيم علي عبدالله صالح- رئيس الجمهورية السابق رئيس المؤتمر الشعبي العام- الذي يمثل لأبناء الشعب اليمني رمزاً وطنياً ورجل السلام والحوار الاول والوطني الغيور والقائد الشجاع والسياسي المحنك واليمني الاصيل حفيد سبأ وحمير ،وكل مؤتمري على امتداد الساحة اليمنية الذين اثبتوا انهم عند مستوى المسؤولية والتحدي فكانوا في مقدمة الصفوف دفاعاً عن اليمن وثورته ووحدته وسيادته واستقلاله.. والتحية والتقدير للشعب اليمني الصامد صموداً اسطورياً في وجه عدوان غاشم وحصار جائر، واثبت انه قادر على مجابهة كل التحديات والمؤامرات، كما اسجل الشكر والتقدير لكل اعضاء مجلس النواب الذين انحازوا للشعب وللوطن..
وأجدها فرصة لأشيد بالملاحم البطولية التي يسطرها أبطال القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية وكل المتطوعين من ابناء القبائل في الذود عن الوطن والشعب، ومواجهة العدوان ومرتزقته.. وأترحم على كل شهداء الوطن رجالا ونساءً اطفالاً وشيوخاً شباباً وشابات.. ونسأل الله العلي القدير ان يمن بالشفاء العاجل على الجرحى والمصابين.. مجدداً باسم كل قيادات وقواعد المؤتمر العهد لله ثم للشعب ولقيادتنا السياسية بأن يظل المؤتمر في مقدمة الصفوف المدافعة عن الجمهورية اليمنية وسيادتها واستقلالها ،وان يبذل كل ما يستطيع من اجل ايقاف العدوان ورفع الحصار وإعادة الأمن والاستقرار الى ربوع اليمن، وان يظل الموتمر الشعبي العام التنظيم الوطني الرائد الذي يجسد الوسطية والاعتدال والحوار والتسامح والتعايش
الرحمة والخلود للشهداء
النصر للشعب اليمني
وحفظ الله الجمهورية اليمنية .