المؤتمرنت - في أول ظهور له منذ أكثر من عام، هدد أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في شريط جديد له، بتنفيذ هجمات مشابهة لاعتداءات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة، مؤكدا أن أمن الشعب الأمريكي ليس في أيدي جون كيري ولا جورج بوش المرشحين لرئاسة الولايات المتحدة.
وشرح ابن لادن في الشريط الذي بثته قناة الجزيرة ليل الجمعة 29-10-2004، لماذا اختار الولايات المتحدة لتنفيذ هجمات 11 سبتمبر قائلا: "نحن أحرار لا ننام على الضيم ونريد إرجاع الحرية لأمتنا. فكما تهدرون أمننا نهدر أمنكم".

وأضاف أنه بالرغم من مرور 4 سنوات على 11 سبتمبر فإن بوش يمارس أعماله وبالتالي سيكرر ما حدث.
وأشار ابن لادن في الشريط إلى أن الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 هو الذي ولد لديه الفكرة في التخطيط لهجمات 11 سبتمبر. وقال "طفح الكيل عندما أذنت أمريكا لإسرائيل باجتياح لبنان وما تلاها من أحداث".
وعن نتائج هجمات 11 سبتمبر التي استهدفت برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ومقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في واشنطن، قال زعيم تنظيم القاعدة إنها كانت ناجحة، وقال "لم نجد صعوبة في التعامل مع بوش نظرا لتشابه إدارته مع الأنظمة الملكية والعسكرية الفاسدة في بلادنا"، في إشارة إلى الأنظمة العربية الحاكمة.
وقال إن تأخر بوش في التحرك بعد إصابة البرج الأول في نيويورك أتاح استكمال ضرب البرج الثاني ووزارة الدفاع الأمريكية في واشنطن.
وموجها كلامه إلى الشعب الأمريكي، قال ابن لادن: "إنني أعجب منكم فبالرغم من دخولنا السنة الرابعة بعد أحداث الحادي عشر (من سبتمبر 2001) فما زال بوش يمارس عليكم التشكيك والتضليل وتغييب السبب الحقيقي عنكم" مضيفا "وبالتالي الدواعي قائمة لتكرار ما حدث".
وقبل أيام من الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة يوم 2-11-2004، اعتبر ابن لادن أن أمن الشعب الأمريكي "ليس في أيدي كيري ولا بوش أو القاعدة.. أمنكم في أيديكم أنتم، وكل ولاية لا تعبث بأمننا فهي تؤمن تلقائيا أمنها".
ويعود آخر شريط فيديو ظهر فيه ابن لادن إلى 10-9-2003 عشية الذكرى الثانية لاعتداءات الحادي عشر من سبتمبر.
وبثت قناة الجزيرة الفضائية شريطا صوتياً لزعيم تنظيم القاعدة يوم الأحد 4-01-2004، انتقد فيه الموقف الأمريكي المنادي بتغيير المناهج في الدول العربية، واعتبره من "المؤامرات العظام" التي تحاك ضد المسلمين. كما انتقد ابن لادن بشدة مواقف حكام المسلمين التي اعتبرها "متخاذلة" إزاء الجهاد ضد قوات الاحتلال في فلسطين والعراق.

"توقيت مدروس"
وعلق عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة القدس العربي في لندن على ظهور ابن لادن في شريط جديد قائلا "إنه توقيت مدروس وبعناية لظهوره ويكشف أن ابن لادن بمكان آمن وصحة جيدة ويستطيع مخاطبة العالم بأسره وليس العالم الإسلامي وحده ويطرح نفسه بديلا للزعماء العرب الذين تخلوا عن فلسطين والعراق".
وأكد عطوان لقناة "الجزيرة" أهمية هذا الشريط الذي ينفي قيام الرئيس بوش باعتقال ابن لادن، وهو ما قد يكون سببا في إسقاط بوش في الانتخابات، مشيرا إلى أن زعيم تنظيم القاعدة كان يتحدث بثقة ودقة ويقوم بتحليل السياسة العالمية ويوجه حديثه للشعب الأمريكي.
"طريقة جديدة"
أما ضياء رشوان الخبير في شئون الجماعات الإسلامية فقال للجزيرة إن ابن لادن يبدو في هذا الشرط مختلفا، فهو يجلس على منصة ويتحدث مثل الزعماء وهي طريقة جديدة خلافا للماضي؛ حيث كان يظهر وهو جالس على الأرض، كما أنه يتحدث ببطء بلا نزعة تحريضية بل بنظرة تحليلة تبريرية.
وأضاف أنه يريد أن يوصل رسالة للشعب الأمريكي أن هجمات 11 سبتمبر وما سيتكرر مثلها هي رد على السياسة الأمريكية.
وخلص رشوان إلى أن مضمون هذا الشريط سيؤثر بعمق على الناخب الأمريكي لأنه يخلو من نزعة التحريض العسكري.

- مقتطفات من تسجيل ابن لادن