يحيى علي نوري - خسارة فادحة مُنِيَ بها الوسط الصحفي العربي برحيل الكاتب الصحفي الكبير إبراهيم سنجاب، نائب رئيس تحرير صحيفة الأهرام المصرية، حيث كان له -رحمه الله- وخلال مسيرته الصحفية والمهنية مواقف شجاعة مع كل ما له علاقة بالقضايا العربية العالقة وعلى رأسها الأزمة اليمنية التي اعتبرها من خلال رؤيته الاستراتيجية المعهودة واحدةً من أخطر الأزمات التي يشهدها العالم العربي في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها العرب، والحافلة بكل جوانب الإخفاق والتصدع وعوامل الصراع والتطاحن والتآمر على بعضهم البعض.

كما اتسمت مواقف الفقيد -رحمه الله- بالانتصار لمظلومية وطننا جَرَّاء العدوان الغاشم، وفي مقارعته بقوة وعنفوان، وكشف أهدافه ومآربه التدميرية على الحياة اليمنية، معبّراً بروحة القومية الصادقة عن أمله في أن يغادر اليمنيون مربع الصراع والتطاحن، وأن يأخذوا بالحوار المسئول كأداة وحيدة لتجنيب وطنهم عدم الانزلاق أكثر في أتون الصراع ومتاهات أجندة القوى الكبرى؛ وكذا العمل على تجنيب الأمن القومي العربي الأخطار والمهالك التي قد تنتج بفعل كل إرهاصات وتداعيات الواقع العربي المزري والذي تمعَّن في التخطيط له بهدف بلوغ مصالحها الاستراتيجية على حساب مصالح أوطاننا وأمتنا.

وقد أبدى -رحمه الله وغفر له- تعاوناً مثمراً مع صحيفة الميثاق "لسان حال تنظيمنا الرائد"، حيث أتيح لي إجراء أكثر من حوار صحفي شامل معه، علاوةً على إسهاماته في الكتابة خصيصاً للميثاق عن كل ما يتعلق بالمشهد اليمني ومواكبة تطوراته من وقتٍ لآخر، وكذا تداعياته الخطيرة ومآلاتها المستقبلية، محذّراً غير مرة النظام الرسمي العربي من مغبة إدخال اليمن النفق المظلم، وما سيحدثه ذلك من تأثيرات فادحة على الأمن القومي العربي.

وبرغم سوداوية المشهد اليمني الذي شكلته معطيات أحداثه المريرة، نجده يعبّر عبر سطوره القومية الصادقة عن أمله الكبير أن يرى في القريب اليمانيين وقد ولجوا مشهداً جديداً حافلاً بالخطوات العملية نحو الخروج من الأزمة، معرباً عن رأيه الواضح والجلي الرافض لكل السياسات والإجراءات التي اتخذها العدوان ضد اليمنيين لزيادة معاناتهم، بفرضه الحصار الجائر والإضرار بِبُناهم التحتية، كاشفاً كل أهداف ومآرب العدوان وبشجاعة مطلَقة ودون أي مبالاة لحساسية موقعه الوظيفي كنائب لرئيس تحرير صحيفة الأهرام المصرية والتي تُعد أكبر صحيفة مصرية، ومعروفٌ عنها قُربها من النظام والتعبير عن مواقفه وتوجهاته.

رحم الله الصحفي العربي الكبير إبراهيم سنجاب.. وتعازينا لأهله وكل محبيه وللوسط الصحفي العربي عموماً بهذا المصاب الجلل.. "إنا لله وإنا إليه راجعون"