387 شهيداً جراء التجويع في غزة
الأحد, 07-سبتمبر-2025المؤتمرنت - سجّلت وزارة الصحة في غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، 5 وفيات نتيجة التجويع وسوء التغذية، جرّاء الحصار الإسرائيلي المشدّد المفروض على القطاع، إذ تغلق قوات الاحتلال كلّ المعابر المؤدية إلى غزة، مانعةً إدخال أي مواد غذائية أو علاجات أو مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده مع مصر، وذلك بالتزامن مع استمرار حرب الإبادة الجماعية.
وذكرت وزارة الصحة، اليوم الأحد في بيان، أنّه من بين حالات الوفيات الخمس المسجّلة، ثلاث حالات لأطفال، مشيرةً إلى ارتفاع إجمالي وفيات التجويع وسوء التغذية إلى 387 شهيداً، من بينهم 138 طفلاً.
ومنذ صدور إعلان التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، وهو مرصد عالمي لمراقبة الجوع، بأنّ المجاعة تفشّت في مدينة غزة، سُجّلت 109 حالات وفاة، من بينهم 23 طفلاً، بحسب ما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية، وسط توقعات باستمرار تسجيل حالات وفاة جديدة في ظل انهيار المنظومة الصحية وتردّي الأوضاع المعيشية واستمرار حرب الإبادة للشهر الثالث والعشرين.
وفي 22 أغسطس الماضي، أعلنت الأمم المتحدة رسميّاً المجاعة في غزة، وهو أول إعلان من نوعه في الشرق الأوسط خارج نطاق قارة أفريقيا. وقد أرجع التقرير أسباب ذلك إلى السياسات الإسرائيلية المتّبعة بحق سكان قطاع غزة ومنع وصول المساعدات.
في المقابل، أكدت مؤسسات حقوقية ورسمية وجهات صحية حكومية في غزة أنّ السلوك الإسرائيلي لم يتغيّر منذ صدور التقرير الأممي، إذ لا زال الاحتلال يعرقل دخول المساعدات بحريّةٍ إلى القطاع، ويمنع وصولها.
ووفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي، فإنّ إجمالي المساعدات التي وصلت إلى غزة في الفترة ما بين يوليو/تموز وأغسطس المنصرمين لا تتجاوز في أفضل حال 15% من الاحتياجات الأساسية للقطاع، فضلاً عن منع الاحتلال دخول أصناف معيّنة من الطعام.
خطر المجاعة يتفاقم والوضع كارثي
من جهتها، حذّرت المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، تيس إنغرام، من تفاقم خطر المجاعة في مدينة غزة، وامتدادها إلى وسط القطاع في غضون أسابيع، إذا لم يتمّ التدخل واتّخاذ إجراءات عاجلة. وقالت في تصريحات صحفية، إنّ خطر انتشار المجاعة في مدينة غزة قائم، مؤكدةً أن العائلات باتت عاجزة عن توفير الغذاء لأطفالها، وأن الوضع في القطاع أصبح "كارثيّاً".
ومن غزة، أشارت إنغرام إلى أنّ الفلسطينيين في القطاع، ولا سيّما شرق وشمال مدينة غزة، يعيشون تحت وطأة تهديد مستمر من القصف الإسرائيلي المتصاعد. وقالت إنّ "فلسطينيّي تلك المناطق يفرّون من القصف إلى الغرب نحو البحر، حيث تزداد أعداد المخيمات والخيام على طول الشريط الساحلي".
وأكدت أنّ مدراء المستشفيات أبلغوها بارتفاع عدد الأطفال المصابين بكسور وحروق وجروح جراء القصف الإسرائيلي في الأيام الأخيرة، وأنّ الكثير من فلسطينيّي مدينة غزة يفكّرون في النزوح جنوباً، لكنّهم يدركون أن الأوضاع هناك مشابهة، مع شحّ المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب واستمرار القصف. وقالت: "لا يوجد مكان آمن في غزة".
وفي معرض وصفها للوضع في غزة، قالت المسؤولة الأممية: "الأهالي يبحثون بيأسٍ عن طعام وماء، التقيت بآباء وأمهات يمسكون يدي باكين، ويسألون متى سيصل الطعام؟ هل سيبقى طفلنا على قيد الحياة حتى ذلك الحين؟ الوضع كارثة كاملة".
ولفتت إلى أن العاملين في القطاع الصحي والإنساني والصحافيين ظلوا منذ أشهر يحذّرون من المجاعة في غزة، "لكن شيئاً لم يتغيّر". وأضافت أن الأهالي الفلسطينيين يعيشون حالة عجز لأنهم يعلمون أن الأسوأ لم يأتِ بعد، وأنه "لا يوجد ضغط دولي كافٍ لتغيير هذا الواقع".
وقالت إنغرام إن العيادات التي تدعمها "يونيسف" تشهد ازدحاماً من الأهالي الذين ينتظرون إجراء الفحوصات لأطفالهم الذين يعانون من مؤشرات سوء التغذية، وكثير منهم يتلقى العلاج بالفعل.
الأطفال يموتون جوعاً
وعن زيارتها مؤخراً عيادات خاصة بسوء التغذية في غزة، قالت إنغرام: "النسبة العامة تشير إلى أن 15إلى 20% من الأطفال الذين خضعوا للفحص يعانون سوء تغذية. هذه نسبة مرتفعة جدّاً، بل تتجاوز عتبة المجاعة".
وأضافت: "هذا يعني أن آلاف الأطفال بحاجة ماسّة للعلاج، وأنّه يجب إدخال كميات كبيرة من الغذاء والمياه النظيفة إلى غزة فوراً".
وتابعت: "إذا لم يتغير الوضع، فالمزيد من أطفال غزة سيواجهون خطر الموت جوعاً". وأفادت إنغرام أن أكثر من 110 أطفال توفوا حتى اليوم بسبب سوء التغذية، نصفهم تقريباً خلال العام الجاري وحده. مؤكدةً أن هذه الوفيات "من صنع الإنسان"، وكان يمكن تفاديها.
وشدّدت على أن الأطفال بحاجة ماسّة للغذاء والمياه والدواء، مؤكدةً أنّ مئات الشاحنات يجب أن تدخل يوميّاً إلى غزة لتغطية الاحتياجات الأساسية، "لكن ذلك لا يحدث حتى الآن".