ما علاقة النوم بطنين الأذن؟
الخميس, 27-نوفمبر-2025المؤتمرنت - يُعد طنين الأذن من الاضطرابات الحسية الغامضة عند الإنسان، إذ يشعر المصاب به بسماع أصوات داخلية لا يسمعها أحد سواه، وقد تتخذ شكل هسهسة أو أزيز أو طَرق خفيف. وقد يكون طنين الأذن مستمراً على مدار الوقت، أو يظهر بشكل متقطع ثم يختفي، مسبّباً إرهاقاً نفسياً وجسدياً لمن يعاني منه.
في تطوّر علمي لافت، كشف تقرير نشره موقع Science Alert عن اشتباه علماء الأعصاب في جامعة أكسفورد بوجود رابط وثيق بين طنين الأذن والنوم داخل الدماغ. وأظهرت نتائج تجاربهم، التي نُشرت في مجلة Brain Communications، أن العلاقة بين النوم وطنين الأذن أعمق مما كان يُعتقد سابقاً، بل جرى تجاهلها لفترة طويلة بطريقة مثيرة للدهشة.
يشرح عالم الأعصاب لينوس ميلينسكي من معهد علوم النوم والإيقاع اليومي في أكسفورد أن ما أثار فضول فريقه البحثي هو التشابه الواضح بين الحالتين. فمن جهة، يُعد طنين الأذن حالة طبية مُنهِكة، ومن جهة أخرى يُعتبر النوم حالة طبيعية يمر بها الإنسان يومياً، إلا أن كليهما يعتمد على نشاط دماغي تلقائي.
لأن طنين الأذن الذاتي لا يزال يفتقر إلى علاج فعّال حتى الآن، يرى ميلينسكي أن فهم هذه الروابط قد يفتح باباً جديداً لدراسة ما يُعرف بـ “الإدراكات الوهمية”. ويُقصد بذلك الحالات التي يخدع فيها الدماغ الإنسان ليعتقد أنه يسمع أو يرى أو يشم أشياء غير موجودة فعلياً. وعلى الرغم من أن معظم الناس يختبرون هذه الظواهر أثناء النوم، فإن نحو 15% من سكان العالم يعانون منها أثناء اليقظة أيضاً.
يُعد طنين الأذن أكثر أشكال الإدراك الوهمي شيوعاً على مستوى العالم، ومع ذلك لا يزال سببه الدقيق غير معروف، رغم وجود العديد من الفرضيات العلمية. في عام 2022، قاد ميلينسكي مراجعة علمية وُصفت بأنها الأولى من نوعها التي تدرس بشكل وظيفي كيف يمكن للنوم أن يؤثر في طنين الأذن، والعكس.
رجّح باحثو أكسفورد أن الموجات الدماغية القوية التي تظهر أثناء النوم العميق (غير المصحوب بحركة العين السريعة) قد تساعد في تثبيط النشاط العصبي المسؤول عن طنين الأذن. وأوضح ميلينسكي أن مشاكل النوم تظهر غالباً في الوقت نفسه مع ظهور الطنين بعد التعرّض للضوضاء، ما يشير إلى وجود علاقة مباشرة بينهما.
أضاف أن النوم العميق قد يساعد على تخفيف حدة الطنين مؤقتاً عبر تنشيط دوائر دماغية معيّنة، الأمر الذي يكشف عن آليات طبيعية يملكها الدماغ لضبط النشاط غير الطبيعي.
رغم ذلك، يحذر الباحثون من أن العلاقة قد تكون أشبه بـ حلقة مفرغة، إذ يمكن لطنين الأذن أن يفاقم اضطرابات النوم، كما أن قلة النوم تزيد من شدة الطنين. ويُعد التوتر عاملاً رئيسياً في هذه الدوامة، إذ يؤدي الحرمان من النوم إلى زيادة التوتر، وهو ما يُعد من أقوى العوامل التي تحفّز طنين الأذن أو تزيد من حدته، خصوصاً لدى كبار السن، حيث قد تتفاقم العزلة ومشاكل الصحة النفسية.