المؤتمر نت- تقرير- جميل الجعدبي - لأول مرة منذ إحدى وأربعين عاماً وقف عصر اليوم العشرات من رواد سينما بلقيس أمام اللوحة الإعلانية لأفلامها غير مصدقين بعدم دخولهم مرة أخرى إلى قاعتها.
حيث أكدت مصادر خاصة لـ"المؤتمر نت" قرار إغلاق أقدم دار سينما في اليمن بغرض هدم مبناها الواقع في قلب العاصمة صنعاء وتحويله إلى مركز تجاري.
وأرجحت المصادر أسباب إغلاق وهدم السينما إلى شحة إيراداتها المالية التي قالت المصادر أنها لم تعد تغطي نفقات التشغيل بسبب عزوف الجمهور عن ارتياد السينما وانخفاض نسبته إلى ما بين 400 و300 شخص خلال السنوات العشر الأخيرة.
مشيرة إلى أن انتشار أجهزة الستلايت ومقاهي الإنترنت وراء أسباب عزوف الجمهور عن ارتياد الدار.
ويرى عدد من رواد "بلقيس" أن ادارتها كانت ترغب في إغلاقها ، حيث تعمدت عدم عرض أفلام جديدة ما أدى لعزوف الجمهور عنها.
أحمد العنسي تحدث لـ"المؤتمر نت " قائلاً: (منذ (5) سنوات وهم يعرضون أفلاماً قديمة مكررة، ما جابوش حاجة جديدة، من أجل يبعدوا الناس ويحولوها إلى سوق تجاري).
وهو نفس الرأي لـ"حسين الوصابي" حيث يقول (القائمون عليها لم تكن لديهم عقلية تجارية. ولو كانوا يتابعون الأفلام الجديدة لما وصلت إلى هذا الحال).
بينما عبر محمد الريمي عن غضبه لقرار إغلاق السينما قائلاً (مش معقول. في كل العواصم العربية 20 إلى 30 دار للسينما ونحن في صنعاء لا توجد غير أربع دور، وعادهم يغلقوا واحدة أنا مش مصدق.. هم قالوا أن صنعاء عاصمة الثقافة).
وأنشئت دار سينما بلقيس في العام 1962م بواسطة شركة إيطالية قامت بتصميمها وافتتحت رسمياً عام 1964م وتتسع قاعاتها الثلاث "تحت، وسط، بلكون" لـ2000 متفرج.
وارتفعت أسعار تذاكر الدخول للسينما من ربع ريال عند إنشائها فـ(3) ريالات، في السبعينات ثم عشرة ريالات في الثمانينات من القرن الماضي لتصل في العام 2000م إلى (80-90) ريالاً.
ارتفاع سعر التذاكر والطوابير الطويلة لمتابعي المتزاحمين على أبواب بلقيس طوال (30) عاماً وأكثر، لم يشفعا لهما لدى إدارة السينما بالتراجع عن قرار الإغلاق ما دفع بالأول للوقوف أمام بوابة شاشته المفضلة متأملاً لوحة إعلاناتها الخالية من أي صورة لبطل في فيلم سينمائي، وكأنه في حلم ممتع استيقظ على حقيقته المرة.
مستذكراً المشاهد التراجيدية لقصة فيلم هندي كثيراً ما تفاعل بمشاهدها، وطالما شعر بالحزن لموت بطلها في نهاية الفيلم مثلما يقف اليوم حزيناً على انتهاء الدار برمتها وصد أبوابها لأول مرة في وجهه.
واحتضنت صالة عرض سينما بلقيس منذ إنشائها المئات من الاحتفالات الجماهيرية والعمالية في اليمن، كما استضافت العشرات من الفنانين اليمنيين والعرب منهم أيوب طارش والعوامي وتقية الطويلية،والفنانة المصرية "شريفة فاضل" التي صدحت بـ أنشودة اليمن أشعلها ثورة في الأعوام الأولى للثورة اليمنية وعرضت بها العديد من العروض المسرحية اليمنية لأقدم فنانين الكوميديا أمثال يحيى السنحاني، وعبدالله شاكر.
واعتبر عدد من الفنانين والمثقفين إغلاق الدار السينمائية انتكاسة فنية وثقافية مهما كانت مبررات إغلاقها باعتبارها مركزاً إشعاعياً ثقافياً ومتنفساً لشريحة واسعة من الجمهور.
إلى ذلك قال مستثمر يمني فضًل عدم ذكر اسمه- أنه تقدم لإدارة السينما بطلب التعهد بتشغيلها متفائلاً بتحقيق زيادة في نسبة إقبال الجمهور وتحقيق أرباح معقولة في إيرادات التذاكر. لكن إدارة السينما رفضت عرضه.