الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 07:30 ص - آخر تحديث: 11:05 م (05: 08) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
كلٌّ يدَّعي وصلاً بليلى..



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


كلٌّ يدَّعي وصلاً بليلى..

الأربعاء, 16-فبراير-2005
بقلم-عبدالفتاح الشهاري* - من أصدق وأعظم الأمثال التي قيلت: (كلمة حقٍّ يراد بها باطل)، فمن يتتبع في بلادنا مقولات كل اتجاه، وكل حزبٍ، وكل طائفة يجد أنها تتبنى نفس الخطاب، ونفس المنهج، ونفس الهدف، حتى لأن المتابع تساوره الشكوك فيما يرى، ويبدأ باستعادة ذاكرة الزمان حتى يحاول استخلاص الحق من الباطل، والخطأ من الصواب، فيجد نفسه في آخر المطاف خارجاً من حلبة الصراع، فلا يدري أيُّ الفريقين أهدى وأيهما أضل سبيلاً.
مشكلة الخطاب الإسلامي عامة هو أنه غير دقيق في اختيار ألفاظه، غير آبهٍ بمقومات وملكة الإحساس المرهف للفرد المسلم، أياً كان توجهه خاصةً عندما يكون هذا الخطاب موجهاً إلى دينه وعقيدته، واضعًا أمامه يقينه بأنه يمتلك بمفرده الرؤية الإسلامية المستخلصة من أية شوائب، فوضع نفسه في خانةٍ ضيقة، وجذَّر في أعماق أفراده معتقداتٍ تجعله يعود إليها بين حينٍ وآخر ليحاول ترميمها، أو تقويمها بما يناسب حداثة طرحه المتناغم مع حداثة الواقع؛ فخرج الخطاب الإسلامي إقصائيًا على خلاف ما ينادي به، أحاديًا يرى لنفسه الأحقية في البقاء، فوقياً يستنقص من دونه، استعلائياً يهمش من يخالفه، ازدرائياً لكل وجهةٍ تخالف وجهته، استغراقياً في استنكار ما يراه ضد رأيه، فأخرج من مدرسة هذا الخطاب نفسيةً انغلاقية، متقوقعة على نفسها تنظر بحذر على ما يحيطها من اتجاهات مخالفة لها.
ومشكلة الاتجاه الإسلامي في بلادنا تحديداً ممثلاً بالتجمع اليمني للإصلاح بأنه أصبح في مأزقٍ تأريخي وضع نفسه بنفسه فيه منذ انزلق تحت مظلة السلطة في العام 94م، بعد أن كانت قاعدته الجماهيرية في ظل المعارضة ممتدة ومكتسحة في أنحاء البلاد، وبعد الهزيمة التي تلقاها في العام 97م وحاول جاهداً الرجوع إلى قاعدته العريضة فشل في هذا الأمر فشلاً ذريعاً، فزاد من ذوبان القاعدة وتميهها أكثر وأكثر اقتحامه للعبة السياسية بكل جرأة بتحالفه مع مخالفيه ومعارضيه أيديولوجياً، ومنهجياً، ضارباً عرض الحائط بكمٍّ هائل وعظيم من التراث الفكري والتربوي الذي أنشأ به جيلاً كاملاً من أجيال الصحوة الإسلامية، فتحطمت على أبواب هذه التحالفات آمال فئات، وجماهير عريضة من مخالفي الإصلاح قبل محبيه، ومؤيديه، ومنتسبيه..
ولهذا فإن الإنصاف يدعونا أن لا نلغي حق الآخر في انتمائه لوطنه، ولا تمسكه بشريعته، ولا ولائه لدينه وخالقه ونبيه، وأن لا نلصق الوطنية والتضحية في فئةً لتكون ممثلاً لها دون غيرها، فخيوط اللعبة أصبحت واضحة للجميع، وتطبيق شرع الله في اليمن قائمٌ كأفضل ما يكون عليه الحال من أي دولة عربية في العالم بشهادة كل من زار اليمن، ونظر إلى مجتمعه.. فلتدخل جميع أطياف اليمن، وأحزابه، وتوجهاته في إطار المنافسة ولتختر أي الشعارات شاءت إلا أن تجرِّد الآخر من هذه الشعارات دون وجه حق فكلٌّ يدَّعي وصلاً بليلى.
* كاتب صحفي
رئيس مركز صدى الشرق للدراسات والبحوث
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024