واشنطن/كارل هارتمان - يقول الكتاب المقدس "جاء الملوك من الشرق واحضروا معهم الذهب والبخور والمُر للرضيع يسوع." وتلك منتجات معروفُ بها اليمن ، التي يتم الان تقديم حضارتها القديمة للاميركيين في اكبر عرض للاكتشافات يُقام منذ منتصف التسعينات.

ويشرح معرض "ممالك القوافل" في صالة ارثر ساكلمر التابع لمعهد سميث سونيان، دور بلاد اليمن كمركز تجاري غني في الشرق الاوسط قبل 3000 عام. فـ (سبأ – او- شيبا) كما يسميها الانجيل- كانت لفترة طويلة المملكة المسيطرة في اليمن، التي تقع في الساحل الجنوبي لشبه الجزيرة العربية. وكان البخور والمُر – لبان صمغي كان يستخدم في العطور والبخور- مطلوبا كثيرا في المعابد القدمية والزينة الشخصية. وكان يؤخذ من أشجار صغيرة في المنطقة ومن الشمال الجنوبي من افريقيا المجاورة، ما تسمى اليوم بالصومال (بونت لاند).

وما زال الذهب منتجاً تصدره اليمن.

وكان اليمنيون يحبون النحت على المرمر- لونه ابيض او ملون بخفة ويشبه الرخام لكنه اكثر نعومة وشفاف الى حد ما. والتماثيل القديمة في المعرض قصيرة وصندوقية ذات اذرع ممتدة وكأنها تقدم شيئا. والعمل التالي اكثر ابهارا، مثل، رأس امرأة من الفترات الاولى للعصر المسيحي، ذات عينين من زمرد ازرق وشعر مقصوص يجعلها تبدو وكأنها امرأة من بدايات القرن العشرين.

وقد استخدموا البرونز ايضا. ففي المعرض توجد مؤخرة حصان طولها يزيد عن الثلاثة اقدام وقطع موجودة بجانبها ربما تكون لرأس الفارس. اما اثمن قطعة من بين القطع الـ 129 الموجودة في المعرض فهو تمثال برونزي لمعد يكرب، وهو حاكم تواجد قبل 2.500 تقريبا، مكسي بـإزار وجلد اسد.

وتقول جوليان رابي، مديرة صالة ساكلير:"انها تجعلنا نتخيل معابد العالم القديم، ومن بينها عصر سليمان، مليئة بسحب من البخور اليمني. ومن ثم تجعلنا نتصور الطريقة التي حصلت بها ارض سبأ على الثروة. فلقد غير شعب اليمن القديم الارض وحولوا الوديان الملتفة الى مدرجات زراعية خضراء وبنوا سلسلة من المدن على طول الحافة الجنوبية للربع الخالي".

ويخبرنا الكتاب المقدس كيف اخذت ملكة سبأ الاف الاطنان من الذهب من بين هداياها الاخرى الى سليمان. ويضف كتاب الملوك الاول بقوله:"لم يحضر احد مثل تلك الكمية الكبيرة من البهارات كالتي اعطتها ملكة سبأ للملك سليمان".

وقد طور اليمنيون القدماء دينهم الخاص بهم. فإله السبأيين الخاص بهم كان اسمه المقه (القمر) ويمكن مشاهدة بقايا المعبد المخصص له في مأرب، العاصمة القديمة لسبأ. وقد عبدوا ايضا آلهة اخرى، مذكرة ومؤتثة. وبنيت المعابد بطريقة مميزة. اما موائد القرابين فيها – وبعضها في المعرض- فقد نُقشت فيها صور لواجهات المعبد، ولذلك فالعديد من موائد القرابين كانت عبارة عن صور للمعابد.

وكانوا يتحدثون اللغة السامية وترتبط بالعربية والعبرية وكتبوها في مخطوطتهم الخشنة الخاصة بهم. ويعتقد كورتر ان جينتر ان الحروف الابجدية مأخوذة من الفينيقيين، وهم الشعب الذي عاش على ساحل البحر المتوسط، ويُعتقد بشكل واسع ان احرفهم كانت ايضا ممهدة للاحرف الابجدية الاغريقية والسريالية والعبرية بالاضافة الى الرومانية الموجودة الان في الاستخدام الغربي المعروف.

ومازال الطرف الجنوبي لشبه الجزيرة العربية اكثر الأجزاء استيطانا من جمهورية اليمن الحالية، وهي دولة بحجم فرنسا يسكنها 20 مليون نسمة. ويعجب السائحون بالفن المعماري المميز والمزركش والشاهق، ومعظمه بُني قبل عصر المصاعد.

وقد حضر وزير الثقافة والسياحة اليمني، خالد عبدالله الرويشان افتتاح المعرض يوم الثلاثاء للقول بانه يأمل ان يصبح (أي المعرض) "نافذة سياحية" للاميركيين.

معرض "ممالك القوافل: اليمن وتجارة البخور القديم" مفتوح حتى 10سبتمبر، والدخول مجاناً.
وكالة الاسوشييتد برس
ترجمة: خديجة السنيدار