كتب - رئيس التحرير - ·الشاعر التركي ناظم حكمت قال" أجمل الأيام تلك التي لم نعشها بعد" هكذا أرى الوضع في وطني اليوم.. أرى أن اجمل الأيام لم نعشها بعد" لان الآتي بإذن الله سيكون أجمل.. أجمل ليس بالأماني وأحلام اليقظة، لكن بالكثير من الجهد والعمل والإخلاص.. الأيام الأجمل لم نعشها بعد لكننا سندك الأرض دكا فاتحين طريق الخلاص والاستقرار والحياة الكريمة حتى تصبح الأيام الأجمل على مرمى حجر.
· " أجمل الأيام تلك التي لم نعشها بعد" لأننا ومنذ إعلان دولة الوحدة في 22 مايو/ 1990م تحملنا كشعب تحدي الإعلان عن أنفسنا عن إرادتنا، عن خيارنا في الوحدة، عندما أعلنا للجميع أن الوحدة عنواننا الدائم.. وعاني وطننا من تحديات سلسلة محاولات المساس به وبأمنه وباستقراره وتصويره للدنيا على أنه مساحة جغرافيا تفتقر للأمن.
· كنا معا وطنا ومواطنين نحفر في صخر التحدي الصلد كي نؤكد أن خيارنا بالوحدة هو خيارنا بالحياة، وأن الوطن مهما تعرض للتخريب والتآمر عليه سيظل بنا وسنظل به وحدة واحده نحمل مشاق التجربة ونواجه تحديات الواقع.
- أضرنا التطرف من أقصى اليمني لأقصى اليسار.
- أضرنا الغلو والمبالغة والتكبر.. في كل مرحلة من مراحل البناء عندما أراد البعض الخروج عن الصف، والإعلان عن ذات محدودة العدة والعدد رأت أنها أكثر أهمية من الجميع.
- اضرتنا الممارسات السياسية والحزبية غير المسئولة والتي عجزت عن التفريق في خلافها مع الحزب الحاكم كجزء من اللعبة السياسية وخلافها مع الوطن، إذ راحت تتلذذ لمصاعبنا وتتباهي بأزمتنا وتفرح لتعبنا.
- أضرتنا هذه الممارسة التي نظرت للحياة والوطن وكل ما يعتمل به منذ صبيحة الثاني والعشرين من مايو 90م حتى اللحظة بنظارة سوداء وبنظرات سوداوية، وكأن الوطن وطيلة الخمسة عشر عاما من عمر الوحدة لم يشهد إنجازا واحدا مهما صغر شأنه أو عظم يستحق الذكر والاعتراف.
- اضرنا قصور الوعي ومحدودية المعرفة عند البعض الذين أرادوا الديمقراطية أولا ليعلنوا عن أنفسهم، ثم استغلوها للإعلان عن مآربهم غير المفيدة لا لهم ولا للوطن ولا لوحدته ولا حتى للممارسة الديمقراطية فجاءت ممارساتهم خليطا من الفوضى ومزيجا من البلبلة وحزما من اللاانضباط.
- ومع كل ذلك الضرر والتعطيل الذي كان مستوعبا منذ البدء ومعروفا من البدء، فإننا كوطن غالبا ما تخطينا همومنا وعثراتنا والأضرار التي لحقت بنا.. الأمل بالغد مازال مشرعا وجهد الرجال لاصلاح الحال مازال مشروعا، وقوافل الشرفاء والوطنيين من أبناء هذا الشعب لا تزال تسير زراقات. زرافات في طريق الغد الجميل.
نعود فنقول: ناظم حكمت قال: "أجمل الأيام تلك التي لم نعشها بعد" وإن شاء الله فإننا عاقدون العزم على أن نعيشها.