د مها النجار -

سيدي النائب العام،

هذه قضية اغتصاب لجيل بأكملة
مقدمة إلى سيادتكم فاسمح لي أن أدينك و لن استثنى أحدا، حتى أبى .
سيدي الفاضل
لماذا تعلقون لجيلنا المشانق؟ لماذا دائما تنعتوننا بأننا جيل متسرع.. جيل أحمق..جيل فاسد منحرف لا أهدف له… جيل ساخط متمرد؟؟
سيدي نحن نتاج هذه الأمة هناك مثل يقول: “كل أمة تستحق أبنائها لأنهم نتاج تربيتها”، ونحن نتاج تربية هذه الأمة.
حين تختل سلوكات إنسان لابد أن نسأل أنفسنا ما الذي دفع به إلى هذا السلوك؟؟
الم تسألوا أنفسكم عنا؟؟

نحن جيل تربى في عهد سماسرة الكلمة.. سماسرة الحروب.. سماسرة السياسة وبيع الأوطان والضمائر والمصائر وسماسرة الأرض والوطن يبيعون الحاضر والماضي والمستقبل.

أي مستقبل..؟؟.. لا أعرف جيل تربى في عهد عري وعهر الفضائيات.
نحن جيل اغتصب حقه في كل شيء.
باعوا له الحلم..
نحن جيل نعانى فراغا سياسيا ودينيا واقتصاديا..
جيل لا يجد الحلم في بيت ولا في عمل ولا في مستقبل..

بأقلامكم المأجورة خدعتمونا وأوهمتمونا أننا الأحسن والأقدر.. وأننا خارج المنافسة، وماذا كانت النتيجة؟؟؟ صفر.
هل الصفر يعتبر بداية ؟؟
هل الصفر يعتبر نهاية جيل ووطن؟؟
ماذا يعنى الصفر سيدي النائب؟؟؟

نحن نعانى فراغا دينيا، نرى رموزنا الدينية وقد وليتم علينا أشباه رجال ولا رجال.. يتشدقون بالدين للدولة فقط.

ونحن نشاهد اكبر رموزنا الدينية يحلل ما حرم الله لتخلع المرأة المسلمة حجابها وسترها.

نحن جيل يرى المرأة المسلمة تغتصب ولا نجد أئمة الإسلام تجتمع لتتخذ قرارا.

سيدي الفاضل كلما تمسكنا برمز، اسقط آلاف الأقلام المأجورة و أصبح من يتمسك بالدين إرهابيا والمحجبة خيمة..
نعانى فراغا سياسيا ..

أوهمتمونا أن الثورات جاءت لإسقاط الملكية اى إسقاط وأي ملكية؟؟ وأنا أرى أعمار حكام الدول العربية في الحكم اكبر من أعمارنا.. أرى كل الدول العربية أصبحت ملكية مرة أخرى توارثها الأبناء. لماذا توجهون انحرافتنا بالعنف،و العنف لا يولد إلا العنف.
أين رموزنا السياسية ؟؟
لقد وليناكم علينا وزراء وأعضاء مجالس ومحليات، وفي كل يوم افتح جريدتي أجدكم على صفحات الحوادث تجار مخدرات وسماسرة ومهربين وصفقات مشبوهة…
هل ناقشت الأحزاب يوما فكرنا؟؟
هل ناقشتم يوما مشاكلنا ؟؟
هل تواصلتم معنا؟؟
لا أعتقد.

أنتم فقط أقنعه من النفاق والزيف المزيف، والصراع الخفي من اجل التكالب على المال والمنصب والسلطة.. حتى صراعاتكم السياسية تصفية حسابات شخصية أو ادعاءات بطولة. لم تكن خلافاتكم فكرية أو صراع مواقف.
من حق الشباب أن يكون شريكا في الفكر والممارسة والقرار لكن كيف وانتم محتلين السلطة لا تخرجون منها إلا بنهاية والقرار لكن كيف وانتم محتلين السلطة لا تخرجون منها إلا بنهاية أعماركم؟؟.

اغتصبتم أخلاقنا.

إن من يملك الإعلام في هذا العصر هو من يحكم و الإعلام هو الذي يشعل العقول والبشر ويوجه فكرهم وأذواقهم وأخلاقهم ورؤيتهم..
أجيبوني، ماذا يقدم لنا الإعلام اليوم ؟؟
غير وجبات ساخنة من الجنس والعرى وأفلام الاكشن والمخدرات
وأقلام مأجورة لإسقاط كل رمز شريف..

بالأمس أخذ الرواد من الغرب جوهره، عاد شوقي من اسبانيا يحمل شعر المسرح الغنائي، و عاد محمد حسن هيكل بالرواية، عاد طه حسين ليقلب موازين النقد، وعاد مختار من فرنسا عملاق فن النحت..
انتم بماذا أتيتم لنا من الغرب غير أفلام الجنس والمخدرات والعري؟؟؟.
في الغرب يوجد فن راقي وآخر فاسد ولكل فن له أقلامه، هنا، أين هو اليوم الفن الراقي؟؟.
سيدي الفاضل،
اغتصبتمونا..
اغتصبتم حقنا في حياة كريمة.
اغتصبتم حقنا في أن نتخذ القرار.
اغتصبتم حقنا في حياة كريمة في بلدنا فتركتمونا نهاجر لنعمل عند من يستحق ومن لا يستحق.

اغتصبتم أموالنا وهربتموها إلى الخارج، اغتصبتم أحلامنا في أن نعيش في حياة كريمة ومستقبل مبهر.

اغتصبتم مدخراتنا في شركات توظيف الأموال وكشوف البركة..
اغتصبتم حقنا في تعليم كريم واضح حتى أصبحنا فئران تجارب لبرامج تعليمية خربة.
اغتصبنا في سجون ومعتقلات لمن يقول لا.

أعلم يا سيدي، أن هناك آباء شرفاء، لكن هم أيضا مدانون.
لماذا صمتوا أمام القرارات الخطيئة وصافحتم اليد المشلولة والعقول الكسيحة لماذا ؟؟. اعتبرتم تربية الأولاد تربية منزلية أسريه فقط و لم يعتبروها تربية جيل ووطن؟؟.

سيدي الفاضل، هل أصبحت تربينا على أن الشرف عملة نادرة؟؟ وأن هذا سيظل صالحا لكل زمان لان؟؟.

العملات الرديئة أشياء طارئة في حياة الإنسان لا يمكن أن تدوم.
هل تربينا لكي نقول الحق ولو دفعنا الثمن غاليا؟؟.

هل تعلمنا كي نكون أصحاب قضية و مبدأ ولو تحولت الحياة إلى مجموعة سماسرة وتجار قضايا ؟؟.

هل تربينا على معرفة أن عذاب الحق أجمل كثيرا من كل متع الضلال؟؟.
وأن انتظار الصبح لا يقل جمالا على رؤيته وان القبح سيظل قبحا ولو غير ثيابه؟؟….

هل تربينا على أن ننطق بالحق ولو صارت الحياة كهوفا للخرس؟؟؟..
سيدي لماذا تحاسبوننا؟؟؟
نحن اليوم نريد أن نحاسبكم و أن نعيد تربيتكم لتعيدوا تربيتنا أيها الآباء.

أنتم الأنبياء والشرفاء ودعاة الفضيلة.. أنتم المأجورون والقتلة والسماسرة انتم.. كل هؤلاء.

انتم أفسدتم جيلا وأضعتم وطنا. وأصبح من يتمسك بالدين والمبدأ والفضيلة كضوء شمعة تطاردها الرياح.
هذه هي قضيتي يا سيدي النائب