معوقون في قارعة الطريق
الأحد, 14-يناير-2007المؤتمر نت - وضع اللقاء المشترك بعد الانتخابات الرئاسية والمحلية يثير الشفقة والرثاء ،فبعد الخسارة القاسية التي خلفت كسورا في عظمها بدت الأحزاب المتحالفة اليوم بصورة ذلك المصاب الذي لم يعد يقوى على السير فيما يمد يده إلى كل عابر طمعا في أن يحمله إلى المكان التي يرنو إليه ولو سحبا .
فما تكاد تتناقل الصحف أو المواقع شائعة عن نية بتشكيل حكومي إلا وتداخلهم هواجس وأحلام العذارى اللواتي أدركهن سن اليأس أملا في أن يصيبوا وصلا افتقدوه بالسلطة ، ثم تتداعى الأحلام مرهقة لتعود إلى الرؤوس والنفوس التي أمضتها الكثير من الوساوس
لسلطة مجردة وليس البناء هو الهاجس الثقيل .
ونهاية الأسبوع الماضي ثارت حفيظة بعض قادة اللقاء عندما تناهت إليهم شائعة أن حكومة وشيكة ستعلن خلال ساعات .لقد عنت لهم تلك الأنباء أن شيئا من ما يودون لن يتحقق ! وأدركوا بان القطار سيمر دون أن يحمل أحدا منهم . وفي الواقع فان القطار قد فاتهم يوم ال20من سبتمبر الماضي ، ولم يعد أمامهم من سبب للتربص .
فرغم التنطع الشديد في المبالغات التي يتحدث بها قادة المشترك حول مواهبهم في الحكم والقيادة ، إلا ان الشعب الذي كان اكثر ذكاء منهم وجه لهم صفعة قاسية واخبرهم بان تجريب المجرب خطا لايمكن إعادة تكريره . فالمؤمن لايلدغ من جحر مرتين .
بالنسبة الى الحزب الاشتراكي اليمني فانه يحتاج الى وقت طويل لكي يتمكن من بناء ثقة شعبية به ، فهو خلا 52 عاما من الحكم لم يعمل سوى اثبات انه غير مؤهل للحكم وغير قادر على قيادة شعب .
وحينما واتته الفرصة مرة أخرى بعد إعادة تحقيق الوحدة ودخل في شراكة مع المؤتمر، عمل من المزيد من الشيء نفسه. إذ مارس النهب والفساد بصورة أثقلت كاهل البلاد لسنوات ما تزال حكومة المؤتمر تعمل على تنظيف الادران الإدارية والمالية التي سفحها على رئات المؤسسات والمصالح .
أما التجمع اليمني للإصلاح فلم يكن بعيدا عن الممارسات المخجلة حين حمله المؤتمر إلى حكومة ائتلافية . فقد مارس كل وسعه لاثبات أن فهمه للحكم لايتعدى مبدأ" فرصتك التي أنت فيها ". لقد كانت فرصة لاثبات انه جدير بالاحترام وبثقة الشعب ولكن "الأخوان المسلمين" اتخذوها فرصة للنهب وتلويث المؤسسات والإدارة بالفساد .
بعد كل ذلك قال الشعب كلمته عام 1997م . ليركل خارجا من لم يكونوا بمستوى الثقة . الأمر ذاته حدث في انتخابات 2003 النيابية . وكذلك 2006 على مستوى الانتخابات الرئاسية والمحلية .
لقد أثبتت الأحداث المتتالية أن أولئك لا يفقهون شيئا لا في السياسية ولا في الإدارة ولا في الاقتصاد .وأن فهمهم للاقتصاد لايصل حتى إلى مالدى بائع تجزئة في حانوت صغير من مفاهيم .
أضف إلى ذلك هنات اكثر المجاعة المخزية في برامجهم السياسية التي يخاطبون بها أبناء الشعب وعلى ضوئها الباهت يودون ثقته دون تردد . ولاشك أن عليهم الترشيد من تنظيراتهم تجاه القضايا التي ترد عليهم التجارب نظرية " فاقد الشيء لا يعطيه" .
وإذا كان ثمة شيء يمكن أن تفاخر به يوما أحزاب اللقاء المشترك فليس سوى إجادة التحريض لبعض بسطاء الشعب ، هذا إن كان التحريض مدعاة للفخر!. فمثلا حزب الإصلاح يحاول - وهذا سلاحه الوحيد بالطبع – يمارس التحريض بخطاب إسلامي استغلالا لمعتقدات الناس ومتاجرة رخيصة بالدين الحنيف . على أن مثل تلك الممارسات تعد مثلبة في فن العمل السياسي وجريمة أخلاقية في باحة التعددية السياسية التي يعتمد التنافس فيها على البرامج ومدى ما يحقق كل طرف من التحام حميم بالناخب .
كما ان الحزب الاشتراكي لم يستطع حتى الان الخروج من زجاجة الخطاب العتيق القائم على مناجاة الطبقة الكادحة والفقراء والمسحوقين !! .
ورغم كل شيء فقد نبذهم الشعب بعيدا عن إدارته واختار الرئيس و المؤتمر الشعبي العام بتجاربه وصدقه وقدرة قيادته على جعل الوعد حقيقة والبرنامج واقعا قائما على الأرض