رويترز - قال مسؤولون امريكيون يوم الاربعاء إن الولايات المتحدة نفذت ضربة جوية ثانية في الصومال فيما اجتمع سفير الولايات المتحدة لدى كينيا مع أحد زعماء الاسلاميين الذين أطيح بهم سعيا للمصالحة مع الحكومة.

وجاءت الضربة الجوية الجديدة بعد نحو أسبوعين من غارة أمريكية شنتها طائرة من طراز ايه سي-130 قالت واشنطن انها أسفرت عن مقتل ثمانية مقاتلين تابعين لتنظيم القاعدة كانوا مختبئين وسط فلول الاسلاميين الذين دفعتهم القوات الاثيوبية وقوات الحكومة الصومالية المؤقتة الى الفرار الى أقصى جنوب البلاد.

وقال مسؤول ان أهداف الضربة التي نفذت هذا الاسبوع تنتمي الى مجلس المحاكم الاسلامية الصومالية الذي هزمته القوات الحكومية بدعم اثيوبي في حرب استمرت اسبوعين قبل العام الجديد.

لكن مصدرا ثانيا قال ان الهدف كان عضوا في القاعدة. وامتنع متحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية عن التعليق.

وقال بريان ويتمان المتحدث باسم الوزارة للصحفيين "سنتعقب تنظيم القاعدة وسنواصل الحرب العالمية على الارهاب حيثما أخذنا ذلك."

وأضاف "طبيعة بعض عملياتنا في حد ذاتها لا تساعد على اجراء مناقشات علنية وستأتي أوقات يمكنني خلالها التحدث اليكم عن أنشطة وعمليات كما ستأتي أوقات أخرى لن يكون لدي فيها ما أقوله لكم."

وتعتقد واشنطن ان الاسلاميين الصوماليين قدموا الحماية لافراد في القاعدة متهمين بمهاجمة السفارتين الامريكيتين في كينيا وتنزانيا عام 1998 وفندق مملوك لاسرائيلي في كينيا في عام 2002.

وتسعى الولايات المتحدة وبلدان أخرى على جبهات دبلوماسية وعسكرية لمساعدة الحكومة الصومالية المؤقتة على تعزيز المكاسب التي حققتها في الحرب التي مهدت لدخولها العاصمة للمرة الاولى منذ تشكيلها خلال محادثات سلام في كينيا عام 2004.

واجتمع السفير الامريكي لدى كينيا مايكل رانبرجر يوم الاربعاء مع الزعيم البارز بمجلس المحاكم الاسلامية شيخ شريف أحمد المحتجز لدى المخابرات الكينية في فندق بضواحي نيروبي.

وأكد مسؤول بالسفارة الامريكية طلب عدم الكشف عن اسمه عقد الاجتماع غير أنه رفض الخوض في أي تفاصيل. لكن مصدرا اخر على علم بالاجتماع قال انه عقد يوم الاربعاء.

وقال رانبرجر المسؤول أيضا عن المصالح الامريكية في الصومال ان أحمد يمكن أن يكون لاعبا أساسيا في المصالحة الشاملة التي تعتقد واشنطن وكثير من الاطراف الدبلوماسية أنها ضرورية لتوحيد الفصائل الصومالية.

وأحمد أحد الوجوه المعروفة في مجلس المحاكم الاسلامية اثناء الفترة التي حكم خلالها معظم انحاء جنوب الصومال والتي استمرت ستة أشهر وسلم نفسه عند الحدود الكينية الصومالية وهو محتجز لدى جهاز مخابرات الامن الوطني الكيني.

ويقول دبلوماسيون ان كينيا تسعى بدعم من الولايات المتحدة لدفع مسؤولي الحكومة الصومالية للجلوس مع أحمد لاجراء محادثات.

وقال الرئيس الصومالي عبد الله يوسف في مؤتمر صحفي بكيجالي حيث التقى بالرئيس الرواندي بول كاجامي "سيتوقف ما سنفعله معه على شخصه هو. لكننا سنعود الى بلدنا وسنجلس مع حكومتي ونقرر ما سنفعله معه."

وقال مسؤول كيني كبير لرويترز يوم الاربعاء إن أحمد يريد اللجوء الى اليمن وان كينيا لن تعيده الى الصومال لانه سيقتل هناك.

وعبرت الولايات المتحدة عن مخاوفها من أن يتحول الصومال الذي يقع بمنطقة استراتيجية في القرن الافريقي الى ساحة للمتشددين حيث يعيش حالة من الفوضى منذ الاطاحة بالدكتاتور محمد سياد بري في عام 1991.

ورغم التواجد العسكري الاثيوبي الذي لا يزال قويا في الصومال تواصلت الهجمات في مقديشو التي تضج بالاسلحة وبمعارضي الحكومة.

وقال شهود عيان ان مطار مقديشو الدولي تعرض لاحدث هجوم.

وقال أحمد عبدي لرويترز من على سريره بمستشفى المدينة حيث كان يعالج بعد اصابته بشظايا في الساق والكتف "أطلقت قذيفتا مورتر. أصابتنا احداهما بينما أصابت الثانية المطار."

وقال مسؤول بمستشفى ان هناك خمسة جرحى بينهم صبي يبلغ من العمر عشرة أعوام. وقال مصدر حكومي في وقت سابق ان شخصا واحدا قتل غير أنه لم يمكن تأكيد ذلك.

ويحمل الكثيرون فلول المقاتلين الاسلاميين المتشددين مسؤولية سلسلة من الهجمات ضد القوات الحكومية والاثيوبية في العاصمة مقديشو. وتعهد مجلس المحاكم الاسلامية بشن حرب عصابات غير أن بعض الخبراء يشككون في قدرته على شن حملة متواصلة.

وقال رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي يوم الاربعاء انه تم سحب 200 جندي من الصومال يوم الثلاثاء في اطار انسحاب تدريجي لافساح الطريق أمام قوة مقترحة تابعة للاتحاد الافريقي قوامها نحو ثمانية الاف جندي لا تزال قيد التجميع.

وحظيت المهمة بقوة دفع بعدما قالت نيجيريا يوم الاربعاء انها ستشارك في القوة بكتيبة والتي عادة ما تضم ما بين 770 وألف جندي.

وعرضت اوغندا ومالاوي ارسال قوات بينما تدرس كل من جنوب أفريقيا وموزامبيق المشاركة.

وقال بيان صدر عقب اجتماع كاجامي ويوسف ان رواندا ستقصر مساعدتها على تدريب القوات الصومالية الناشئة.