امين الوائلي - على موعد مع فعاليتين – ديمقراطيتين – وتتسمان بالخصوصية الحزبية المكثفة لفريقي العملية السياسية في اليمن ( سلطة ، ومعارضة ) والموعد بفعاليتيه ، ربما يعطينا فكرة موجزة حول واقع الحراك الحزبي والمضامين التي يشتغل عليها الفرقاء ، وكذا درجة النضج والفاعلية في استهداف مبكر لثقة وأصوات الناخبين قبل الوصول إلى برلمانيات 2009م المقبلة .

في صنعاء تعقد مركزية المؤتمر الشعبي العام – اللجنة الدائمة الرئيسية – دورتها الثانية في 25-8-2007م بعد إقرار اللجنة العامة للمؤتمر جدول أعمال اجتماع اللجنة الدائمة وبحسب الخبر الخاص باجتماع العامة فإن دائمة المؤتمر سوف تقف أمام كافة الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد .. وتتخذ القرارات المناسبة إزاءها وفق ما ستتمخض عنه النقاشات والحوارات .

وفي تعز دعت أحزاب المعارضة ( المشترك ) للاعتصام أمام مبنى المحافظة " إحتجاجاً على الغلاء " ..!

وفي تكرار شبه يومي لعنوان قضية أثيرية تستقطب عناية وخطاب المعارضة ، السياسي والإعلامي ، وتتوجه إلى الشارع بالتركيز على موضوع المعيشة و"غلاء الأسعار " وأشياء من هذا القبيل على أن يقتصر خطابها – دواماً – على تحميل حزب الحكومة وحكومة الحزب الحاكم المسئولية الأولى والأخيرة في ذلك ليقتصر دور وعمل المعارضة عند هذا الحد ويكتفي من المسئولية بخطابات حماسية تستدر دموع ومعاناة المواطنين وتجييشها ضد الطرف الآخر .. في مسعى تقليدي ومعاد يحدد الغاية أولاً وتبقى الوسائل جميعها مشروعة أمامه ، حتى لوكانت تتعلق بحاجيات المعيشة اليومية للناس وتوظيف معاناتهم بطريقة سياسية فجة تمتطي رقاب الجياع للوصول إلى رقبة الحاكم .!

الحزب الحاكم أمام اجتماع حاسم ودورة مهمة وشبه مصيرية بالنظر إلى استحقاقات المرحلة القادمة ، ويجتمع المؤتمريون على أصوات وأصداء تداعيات جمة لعدد من القضايا والتحديات على المستوى الوطني يختلط فيه السياسي بالاقتصادي والحزبي بالوطني ، وتضع أمام الحزب الحاكم مسئوليات مضاعفة وخيارات ضيقة وصعبة وخصوصاً أمام الحكومة التي لا تزال تكافح لإلتقاط أنفاسها في مواجهة تأزمات واحتقانات متتالية منذ اليوم الأول لأدائها اليمين الدستورية .

أحزاب المعارضة هي الأخرى أمامها اجتماع أو فعالية أخرى من تلك التي تطبعت عليها وسارت فيها ، وخصوصاً منذ ما بعد انتخابات سبتمبر الماضي الرئاسية والمحلية ، حيث اهتدت المعارضة إلى مفاعلة أجواء النقمة على الحزب الحاكم والمؤسسات التنفيذية من خلال الاشتغال المتزايد على قضايا عامة تصلح لاستثارة العواطف وتأليب النقمة والمشاعر الضاغطة .. وليست قضايا مثل " الأسعار " و " المتقاعدين " و"الأجور " إلا أمثلة مركزة وحاضرة في الذهن والوعي المباشر على هذه النوعية من الأنشطة والمناسبات التي تُذكَّر بأن ثمة معارضة في البلاد .!

الحراك الحزبي لا ينفك يراوح مكانه والأحزاب تتحرك واقفة .. والقضايا جميعها لا تؤخذ باعتبارها غاية تناضل تحتها أو لأجلها الأحزاب ، بل بوصفها وسيلة تمنح الخطاب الكيدي والنكاية الحزبية فرصاً مبتذلة لشغل الفراغ ومشاغلة الخصم .

المؤتمر مطالب بمزيد من المسئوليات باعتبار موقعه وواقعية القضايا الملحة والتحديات الماثلة أمام حكمه وحكومته .. وسواءً أكانت قضية الأسعار والسلع الضرورية ، أو المتقاعدين ، أو أجور وزيادات الفئات الوظيفية الأخرى ضمن الهيكل الوظيفي لمؤسسات الدولة ، أو قضايا الحوار مع الأحزاب ، والإعداد المبكر لإستحقاق الانتخابات البرلمانية القادمة وما يحتاج الأمر إليه من توافق الفرقاء في الساحة حول الجهاز والإدارة الانتخابية وسواها من القضايا والأولويات المدرجة في جداول المرحلة فإنها جميعها تظل مهام ماثلة وملحة ينبغي التصدي لها والتعامل معها بالطريقة التي تضمن للمؤتمر كبح ضراوة الخطاب المعارض ضده وتعطيل مشاريع استغلال قضايا كهذه للنيل منه وزعزعة ثقة الناخبين به .

وكما هو واضح وبكثرة وتكرار .. يبدو أن معارضة المشترك اكتفت بتسيير الاحتجاجات والمظاهرات وإصدار دعوات متتالية للاعتصام هنا وهناك ، وهذا مبلغ ما فعلته وتفعله أحزاب التكتل المعارض حتى الآن ، ولا بد وأن الأحزاب سعيدة وممتنة لنفسها كثيراً إزاء هذه المهمة ، غير المهمة على الإطلاق ، وفي الصدد ذاته يجيُ اعتصامها المقر له الأربعاء أمام مبنى محافظة تعز كإعلان مجاني يعيد التذكير بأنه " ليس في الإمكان أبدع مما كان " .. فهل لدى المؤتمر وحكومته ما يخالف السائد ويبشر بذلك " الإبداع " المنتظر ؟!.

شكراً لأنكم تبتسمون
[email protected]