الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 10:09 م - آخر تحديث: 10:03 م (03: 07) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
الديمقراطية خيار آمن



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


الديمقراطية خيار آمن

الخميس, 19-فبراير-2009
أ . محمد حسين العيدروس - إن أكبر الإشكاليات التي تواجهها الديمقراطية اليوم في البلدان النامية هي فهم معنى الديمقراطية ولماذا تحولت شعوب العالم إلى خياراتها: فهل هي ترف سياسي أو واجهة إعلامية أم طريق إلى السلطة أم مناهج تنموية أم ماذا هي إذن!؟.
لقد أفرزت تجارب عدة بلدان نامية أن عجز بعض القوى السياسية عن تحديد المعنى الحقيق للديمقراطية تحول إلى عقبة كأداء أمام مساراتها التنموية لأن تلك القوى أفرغتها من محتواها الأخلاقي والثقافي والسياسي والتنموي العام وتعاطت معها كما لو أنها ( ضربة حظ ) تحاول استغلالها للوصول إلى كرسي الحكم والمقاعد البرلمانية في المواسم الانتخابية وإلا ففي غير ذلك لا يفرق معها الأمر إن كانت هناك ديمقراطية أم لم تكن لأنها تستنسخ ذات الأساليب والممارسات التي جبلت عليها منذ عهد ما قبل الديمقراطية .

إن هذه القوى السياسية وبحكم العقلية الماضوية تعتبر عدم الاعتراف بنتائج أي عملية انتخابية بمثابة ممارسة ديمقراطية بل وتجتهد في إقناع الرأي العام بأنها ممارسة ديمقراطية رغم أن مثل هذا السلوك ليس من الثقافة الديمقراطية طالما لا يستند إلى أي مسوغات قانونية .

وفي الحقيقة أن الديمقراطية ما كانت لتفرض نفسها كخيار يفضله العالم في بناء مؤسسة السلطة إلا لأنها فيها بدائل العنف والتفرد في صنع القرار السياسي وفيها تحقيق الذات الإنسانية للفرد بامتلاكه حقوقه الشرعية كما أن الصيغ الانقلابية والدموية التي كان معمولاً بها في الماضي كانت تمنح جميع القوى الشعبية حق الإتيان بالفعل بما في ذلك حق أي قبيلة أو تنظيم بممارسة العنف ضد سلطة الدولة بما يمتلك من قوة أو تحالفات تمكنه من ذلك .. الأمر الذي يطلق أبواب العنف على مصراعيها لدوامة الفوضى والتخريب وعدم الاستقرار وتفكيك الوحدة الوطنية للبلد ، وتعريضه لتهديدات جمة قد تطول سيادته الوطنية من قبل قوى خارجية .

الديمقراطية طبقاً لمفهومها المتداول لدى دول الديمقراطيات الراسخة ، وطبقاً لمفهومها الشرعي الإسلامي لا تعني شيئاً غير التشاور والحوار وتغليب رأي الأغلبية... إذا كانت في حقبة من تاريخنا الإسلامي قد أنيطت بلجنة سداسية مزكاة لاختيار خليفة المسلمين فقد مورست لاحقاً بمجالس ( أعيان وشيوخ ) مزكاة تصوت على الحكم المرشح حتى وصلت صيغة الانتخابات من قبل مجالس منتخبة ، ثم من قبل أفراد الشعب أنفسهم .

ومن هنا صار رهان شعوب العالم على صناديق الاقتراع بدلاً من القوة والغوغاء ، وأصبح السباق بين القوى السياسية على القاعدة الشعبية مبنياً على أساس سبل كسب الثقافة الجماهيرية ، وفق ممارسات نظيفة وآمنة وحكيمة لتفادي جر بلدانها إلى حالة عدم الاستقرار وضياع الفرص التنموية .

إن الحكمة التي تتحلى بها قيادتنا السياسية اليمنية قد جعلت التحول إلى الديمقراطية إرادة وطنية وليس فرضاً خارجياً لأن امتلاكها هويتها الوطنية يعني أن ممارستها ستنطلق من الواقع ووفق ثقافة وتراث حضاري يمني وليس على أساس استنساخ تجارب الغير التي قد تكون الأنسب لظروفه لكنها حتماً لن تكون كذلك بالنسبة لنا لذلك فالإصرار على ديمومة التجربة واستحقاقها الشعبي هو إصرار على خيار الأمن والسلام وفرص التنمية .

إن من يؤمن بالديمقراطية عليه الإيمان أيضاً بنتائجها .. ومن يفهم معنى الديمقراطية ينبغي عليه أن يفرق بين رهان على انتخابات ورهان على فوضى ، لأن العنف والفوضى لا وجود لهما في قاموس الديمقراطية لأن الديمقراطية ما أوجدها العالم إلا من أجل تحرير الشعوب من الغوغاء والانقلابات الدموية ومن دوامة التخريب التي تغتال كل أحلام الجماهير التنموية .
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024