الثلاثاء, 13-مايو-2025 الساعة: 07:44 ص - آخر تحديث: 01:50 ص (50: 10) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
أقزام في الانتماء



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


أقزام في الانتماء

الخميس, 11-يونيو-2009
محمد أبوعبيد - المفارقة العجيبة فينا كعرب، هي أننا أهل الإسهاب والإطناب في الكلام، وذوو تنميق وتزيين في الحديث، لا يعرف الاختصار ولا الإيجاز طريقاً نحونا، إلا ما ندر. بيد أننا ماهرون ومحترفون في اختصار ذواتنا حين نجاهر أو نُسِرّ في انتماءاتنا العقائدية، أو المذهبية، أو الطائفية، أو الوطنية وحتى الفكرية. ليس من المضر بشيء أن يحدد المرء هواه واتجاهه أياً كان توصيفه، بل هو صحيّ يحمل دلالات تنفي أنه يعيش لمجرد أنه يأكل ويشرب وينام ويصحو. لكن الطريقة التي يمارس فيها كثيرنا هذه الرياضة الذهنية والروحية خاطئة، وتعود بالضرر والمفسدة على صاحبها، ولنا أن نتخيل ما سيحدث لمن يمارس الرياضة الجسمانية بالشكل الخاطئ.
النتيجة لهذه الممارسة غير المتمرس عليها صاحبها، هو هذا التجزؤ لما هو مجزأ أصلاً، فيختصر العالم الرحب والفضاء الواسع إلى مجرد جزء من قبيلة أو جماعة، أو حتى إلى مجرد انتماء إلى من يقود هذه الفئة أو تلك المجموعة، بصرف النظر إن كان قائداً بجدارة، أو قائداً خلقه الفراغ. يصبح هذا القائد ذا كلام لا يجوز تخطيئه، ولا تجوز معارضته، ولا يحق تبيان خلله. والأمثلة على ذلك كثيرة، تيسّر كثرة الفضائيات العربية علينا رصدها بالعينين والأذنين.
هذا الانتماء الضيق، ليس بمختلف عمن وضع نفسه طوعاً رهن الإقامة الجبرية، أو حتى في غياهب سجن فكري دشنه لنفسه. المصيبة هنا أنه يظن أنه يبني لنفسه قلعة تحميه، لكن القلعة لا تبنى بهشاشة الأعمدة، ولا بميوعة الجدران. على الأقل يمكن للمرء الواقف على القلعة أن يرى الآخرين من دون الاستعانة بزرقاء اليمامة. أما المنتمون الضيقون عندنا فقد شاهت وجوهم وعميت أبصارهم وغشيت بصيرتهم فلا ينفعهم نور النواظر، وهم لا يختلفون البتة عمّن هم صُمٌ بكمٌ عُميٌ.
في الحالة العربية الراهنة يمكن أن تساق الأمثلة بجميع صنوفها، لولا ضيق المجال وإيجاز المقال. ولعله من الكافي النظر فقط إلى الطريقة التي ينتمي بها العربي إلى وطنه، ومن ثَمّ الطريقة التي يقسِّم بها ابن وطنه ذاته، ليكون أسير منطقته ورهينة حزبه المنتمي إليه، إن كان وطنه يحتمل الأحزاب، حتى بلغت هذه الأنفلونزا الجسد الفني، ليتضح ذلك أكثر من خلال المسابقات الفنية وما يرافقها من معارك يدوية ولسانية وشتائم بين العرب الذين من المفروض أنهم إخوة كما درسنا في التاريخ. ليتنا مثلما نستحضر البلاغة وطول الكلام في وصف ما أو مَن ننتمي إليه، نستحضر بلوغ المدى الأطول، متخطين حواجز الانتماء الذي قزمناه لدرجة أننا بتنا بحاجة إلى المجهر حتى نراه.
[email protected]

comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة

24

أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتورالصَّارُوخُ الْيَمَانِيُّ الْعَظِيمُ الذي زَلْزَلَ الكيان

07

قاسم محمد لبوزة*الذكرى العاشرة للعدوان.. والإسناد اليمني لغزة

25

غازي أحمد علي محسن*اليمن قَلَبَ الموازين ويغيّر المعادلات

26

جابر عبدالله غالب الوهباني* عبدالعزيز عبدالغني.. الأستاذ النبيل والإنسان البسيط

22

عبدالقادر بجاش الحيدريالبروفيسور بن حبتور... الحقيقة في زمن الضباب

06

إياد فاضل*في ذكرى الاستقلال

29

أحلام البريهي*نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر

29

د. أبو بكر القربيفرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر

29

بقلم/ يحيى علي الراعي*ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة

13

عبدالسلام الدباء*المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة

26

أحمد الكحلاني*شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس

25

نبيل سلام الحمادي*ميلاد وطن

24

أحمد العشاري*المؤتمر.. حضور وشعبية

24








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025