السبت, 27-أبريل-2024 الساعة: 02:34 ص - آخر تحديث: 11:02 م (02: 08) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
اغتيال بدون أي منطق.........عوفير شيلح



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


اغتيال بدون أي منطق.........عوفير شيلح

الثلاثاء, 23-مارس-2004
- إغتيال ياسين كان متوقعاً من قبل، وهكذا، أيضاً، الرد الذي سنحظى به، كما يبدو. لكن الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني لم يعد، منذ زمن، يتوقف على القادة والمنطق. فلقد تحول هذا الصراع إلى حرب قبلية تتحكم فيها غريزة الانتقام وانعدام المقدرة على تحمل القتل دون الرد عليه...
كان يعرف كل إسرائيلي، وأقدر أنه كان يعرف كل فلسطيني، أيضاً، أن إسرائيل ستقوم، في نهاية الأمر، باغتيال الشيخ ياسين، وهذا ليس لأنه سبق لها أن حاولت ذلك بنصف قلب، وإنما لأنه كان يتحتم استنفاذ دائرة العنف اللعينة للإرهاب والانتقام، والفعل ورد الفعل. وبما أنه تم، شفهياً، طرد ياسر عرفات، عشرات المرات دون أن تتجرأ إسرائيل على تنفيذ ذلك، فقد بقي أمامها زعيم حماس، فقط. وبعد كم كبير من التهديدات، والكثير الكثير من الاستفزازات، كان لا بد لذلك أن يحدث.

كان لا بد لذلك أن يحدث لأن طرفي هذا الصراع توقفا منذ زمن عن احتساب الأسباب والنتائج، أو الفائدة والضرر. فكروا بالرد الغرائزي الذي سيصدر عنكم فور سماع النبأ: أعتقد أن غالبيتنا كانوا سيشعرون بانكماش في البطن وسيعرفون، بكل بساطة، بأن الرد الانتقامي سيأتي خلال الأيام القريبة.

هذا التناقض بين قيام الجيش بتنفيذ عملياته باسم الأمن، في وقت يشعر فيه كل إسرائيلي بأن أمنه تعرض إلى المس، ناهيك عن الإدراك بأن كل الحديث عن كون "المحفزات ستزداد على المدى القصير، فيما سيتعرض الإرهاب إلى المس، على المدى البعيد"، تبدو خالية من أي مضمون بعد ثلاث سنوات ونصف السنة من المدى القصير، ويعتبر ذلك كله نتاج حالة الفوضى التي وصلت إليها هذه الحرب. وبالطبع هناك ما يقابل ذلك، في الجانب الثاني، أيضاً: فعمليات الإرهاب تستهدف، ظاهرياً، تقريب الشعب الفلسطيني من الاستقلال، لكنها تبعده عن ذلك، وعمليات الجيش الإسرائيلي تستهدف تعزيز الأمن في إسرائيل، إلا أنها تقلصه.

صحيح أن ياسين قام "بتوجيه" الإرهاب، حسب المصطلح الحالي الذي يستخدمه الجيش. لقد أمر بمحاولة زيادة العمليات أو تقليصها في أوقات معينة. لكنه لم يحدد الأهداف لمقاولي القتل الكبار، وهؤلاء ليسوا بحاجة له كي ينفذون عملياتهم. ربما يكون إبراهيم حامد، من رام الله، وعدنان الغول، من غزة (محمد ضيف عاد مؤخراً، فقط، إلى النشاط بعد أن أصيب في محاولة اغتياله) قد فقدا، صباح اليوم، من كبح جماحهما أو روضهما، لكن مقدرتهما على إرسال القتلة لم تتضرر.

يعرف ذلك كل إسرائيلي، بما في ذلك قادة الجيش الإسرائيلي والقيادة السياسية التي صادقت على العملية. لكن الصراع الإسرائيلي –الفلسطيني، لم يعد، منذ زمن، يعتمد على القادة والمنطق، على السيطرة والقرار وعلى السبب والمسبب. لقد أصبح هذا الصراع، اليوم، بمثابة حرب قبلية، تتحكم فيها غرائز الانتقام وعدم المقدرة على تحمل القتل دون الرد عليه. لقد مات أحمد ياسين، لأن من عاش على حد السيف سيقتله السيف، إلا أنه لم يورث لنا إلا المزيد من القتل.

عن يديعوت احرنوت
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024