الأربعاء, 24-أبريل-2024 الساعة: 02:50 م - آخر تحديث: 01:26 م (26: 10) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
يقظة في ليبيا



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


يقظة في ليبيا

الإثنين, 29-مارس-2004
بقلم-فصل الصوفي - منذ أن أعلن الرئيس القذافي في 19 ديسمبر الماضي أن بلاده قررت التخلي عن برامج تطوير أسلحة نووية، وكيميائية، وبيولوجية، وحتى الآن لم يسلم الرجل من الانتقادات، والاتهامات التي تصدر إليه من القيادات، وبعض النخب العربية. غضب كثيرون لأن القذافي حول وجهة بلاده إلى الطريق الصحيح.
ومنذ ذلك اليوم من شهر ديسمبر جاء خبراء إلى ليبيا، وغادر خبراء، وأصبح المشروع الليبي للبرامج النووية، والكيميائية تحت مراقبة وكالة الطاقة الذرية، والتي وقعت ليبيا معها بروتوكولاً إضافياً بهذا الشأن. قد لا يكون البرنامج الليبي بتلك الخطورة لكنه كلف البلد أعباء كثيرة اقتصادية، وسياسية، وفي النهاية يكتشف الليبيون ألاَّ معنى لوجوده، ولذلك قرروا التخلي عنه بكل شفافية، ووضوح.
الأمر المهم عندي هو أن نلاحظ بأن ليبيا اتخذت ذلك القرار الشجاع –بغض النظر عن أي ضغوط خارجية أخرى- في سياق توجه جديد. توجه إصلاحي تحديداً يشمل إعادة النظر في السياستين الداخلية، والخارجية: العلاقة مع الخارج، وإصلاح الاقتصاد، وفلسفة الحكم برمتها؛ فقد أدت السياسات السابقة إلى مخاصمة العام، وتبديد ثروات الشعب الليبي، وهو شعب يمتلك ثروة تكفل له الرفاهية، والتطور، والتمتع بالديمقراطية وحقوق الإنسان.
ما حدث منذ ذلك القرار الليبي يرينا أن النهج الليبي السابق كان خاطئاً تماماً.. يزور مساعد وزير الخارجية الأمريكي ليبيا فيقال:هذه أول زيارة لمسئول أمريكي كبير لليبيا، ويأتي بلير إلى طرابلس فنسمع في الأخبار: هذه أول زيارة يقوم بها رئيس وزراء بريطاني لليبيا منذ خمسين عاماً، وربما يزورها شيراك الشهر القادم، فنسمع أنها الزيارة الأولى لمسئول فرنسي منذ عشرين عاماً.. ترى كم سيكون عدد الزوار القادمين لأول مرة منذ ربع قرن، أو عقد، أو عقدين من الزمان.. هذا يرينا مقدار العزلة الدولي والحظر على الطيران الليبي واستيراد الأسلحة، والتكنولوجيا، والقيود على تحركات المسئولين والدبلوماسيين الليبيين إلى جانب الضغوط التي كانت تمارس عليها من الغرب، ومقابلها ابتزاز من الشرق، خاصة وأن مسئولين متهورين أو أغبياء، ومضحوك عليهم لم يقصروا في ارتكاب أعمال أضعفت ليبيا، وجعلتها عرضة للابتزاز الدولي، أو الإقليمي. من ضرب تلك الأعمال التي أظهرت ليبيا كداعم لبعض المجموعات الإرهابية، ومن ضرب تلك الأعمال التي كلفت ليبيا دفع تعويضات هائلة لضحايا طائرتي "بام آم" و"يوتا".
إن ليبيا –التي تخلت عن برنامجها النووي، وليتها تتخلى عن الكتاب الأخضر أيضاً- تشهد الآن كما يبدو حالة يقظة، وهذا إيجابي للغاية، والأخبار التي تأتي من هناك تشعرنا أن في ليبيا خطوات جريئة للإصلاح تشمل مختلف المجالات، ولو صح أن تلك الجرأة حقيقية، وهادفة فسوف تكون ليبيا طليعة للنموذج العربي في الإصلاح، لأنها تمتلك مقومات مشجعة، ومحفزة للإصلاح، ومعوقات أقل؛ إذْ تمتلك ثروة هائلة، وهناك شعب غالبيته من المتعلمين، ولا توجد فيها سوى فئة محدودة من الإرهابيين، ومقاومي التغيير.. كما أن عدد المقاومين للإصلاح الموجودين في السلطة محدود، شبههم سيف الإسلام القذافي بمخلفات الحرب.
-نقلاً عن الميثاق
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024