كامل الخوداني - بعد ان صمتت صمت القبور وسكنت سكون الصخور تلجم شفاهها الأتربة والغبار وتكسو وجهها الأوحال والرماد... تمايلت و نطقت وليتها مانطقت.. نطقت شزرا و فجور.. وكفرٌ وسفور .. حكومة الوفاق المبجلة والملاك المرسل لإنقاذ البشريه نطقت وليتها مانطقت .. بعد أسبوع من المعارك و185 شهيد من فلذات أكباد هذه الأرض خيرة أبناءنا و75 أسير وعشرات المفقودين ومئات الجرحى نطقت الحكومة .

تمخضت أيام طوال لتلد بيان هجين اقل ما يقال عنه تافه .. مشوه الملامح كملامح هذه الحكومة بيان هزيل كهزاله واقعنا المعاش ومهازلنا المتكالبة المتوالية .

بيان اسود كسواد وجه الحكومة سود الله وجهها بيان عجوز كعجزها وضعيف كضعفها بيان صاغه سائق حافلة لا يقرأ ولايكتب بيان سمعته قبل ثلاثة أيام من بائع متنقل يقول فيه على الجميع توحيد الجهود ومواجهة القاعدة وعصابتها .. نفس ما قالته الحكومة ..

الطامة الكبرى أن البيان قال ( إن الحكومة لن تتهاون عن محاسبة المقصرين باتخاذ كافة الإجراءات الحازمة بحقهم في حالة الإخلال بالمسئوليات وعدم تأديتها كما يجب كما ربطت بين نجاحها في تأدية مهامها والإيفاء بالتزاماتها تجاه شعبها في تحقيق التنمية والازدهار باستتباب الأمن وفرض هيبة الدولة على الجميع.)

وهل هناك من هو مقصر بتأدية عمله ومسؤوليته كهذه الحكومة التي لاتعرف حتى ما يجري وهذا البيان الهزيل دليل كاف على عدم علمها أو معرفتها مالذي يحدث اللهم تضمين البيان بعدد القتلى والأسرى وكأنها أخذته من موقع إخباري ..

ما يضحك أكثر إلى حد البكاء أن يورد البيان ما يلي (( أقرت حكومة الوفاق الوطني تشكيل لجنة وزارية من وزراء الدفاع والداخلية والإدارة المحلية والعدل والخدمة المدنية تتولى بالتنسيق مع لجنة الشؤون العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار دراسة كافة الاختلالات الأمنية))

فعلا نرفع القبعات لحكومتنا الرشيدة التي أغنتنا بهذه المعلومة الرائعة وقامت بهذه الخطوة الجبارة.. يعني الناس تموت والجنود تقتل وبالنهاية يطلع كل هذا اختلالات أمنية وتتشكل لجنه عريضة طويلة لدراسة الاختلال الأمنية. أضع بين قوسين كلمة (((دراسة )) جميله فعلا أن ينتهي بنا المطاف إلى دراسة الاختلالات الامنيه وتذيل بكلمة والتحقيق في عمليات تنظيم القاعدة باختصار اللجنة تحقق مع القاعدة في عملياتها وليش قتلت الجنود وأحرقت الأكباد واحتلت المناطق والمعسكرات أما التحقيق مع غيرها فربما يقصدون التحقيق مع الشهداء والجنود القتلى لماذا قتلوا وكيف قتلتهم القاعدة.

واعترفت الزليخا انا راودتهُ عن نفسي..

((أكدت الحكومة اليمنية حسب البيان أهمية الجهود الدولية في مساندة اليمن في حربه على الإرهاب وتنظيم القاعدة باعتبار ذلك عاملا من عوامل الاستقرار "ليس لليمن فحسب وإنما للمنطقة والعالم".))

طوال فترة الأزمة وهم يتشدقون أن لا وجود للإرهاب أو القاعدة باليمن وان صالح يستخدم القاعدة والإرهاب لابتزاز الدول باسم مكافحة الإرهاب ..

سبحان من أنطقهم كأنكم نسختم هذه الأسطر السابقة من إحدى خطابات المجني عليه الرئيس صالح وهو يوجه حديثه للعالم طالبا منهم مد يد المساندة للقضاء على الإرهاب واستئصال جذوره ..

أخيرا تذيل البيان الهزيل هذا بخاتمه مخزيه كان من صاغه عجز عن إيجاد خاتمه ينهي بها بيان العار هذا فأعاد استنساخ ما أورده بمنتصف البيان:

((مجددا التأكيد على أن الحكومة لن تتوانى عن اتخاذ كل الإجراءات الرادعة لاستئصال الإرهاب والتطرف بجميع أشكاله وصوره وتقديم كل الدعم للأجهزة العسكرية والأمنية للقيام بواجباتها على الوجه الأمثل لتعزيز الأمن والاستقرار والقضاء على آفة الإرهاب.)).

جميله كلمة تقديم كل الدعم للأجهزة العسكرية والأمنية للقيام بواجبها ..

كان حري بالحكومة تقديم استقالتها كإبراء للذمة واعتراف بالتقصير بدلا من إصدار بيان أحمق وهزيل تغلف بحقيقة جهلها لما يحدث حكومة كان الأحرى أن يعين أعضائها مدراء حسابات ورئيسها مدير شؤون ماليه كون اهتمامهم ينصب على كشوفات الحافز الشهري للموظفين وما هي المكافأة المصروفة لهم.
أي خزي وأي عار هذا البيان الهزيل .. حكومة الوفاق سود الله وجيهكم السوداء أهذا كل ماقدركم الله عليه .