السبت, 20-أبريل-2024 الساعة: 04:21 م - آخر تحديث: 03:56 م (56: 12) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
ثقافة
المؤتمر نت - الناقد هشام شمسان
المؤتمر نت-بقلم- هشام شمسان -
عن الالتزام والحرية في القصيدة الحديثة وواقع النص الجديد(2-2)
"لقد ضرب العقاد مثلا منهجيا لدعاة التجديد لمجرد الخروج على القديم دون مبالاة بما يفعلون أو بالنتيجة المتوقعة قال "وإذا كان التجديد هو اجتناب التقليد فالتجديد هو اجتناب الاختلاق ، والمختلق هو كل من يجدد ليخالف ، وإن لم يكن هناك موجباً للخلاف.. إن الذي يمشي على يديه يأتي بجديد ويدل على براعة لا يستطيعها من يمشي على قدميه ، ولكننا قد نضع في يده درهما أو نزج به في مستشفى المجاذيب ولا نمشي على الأيدي من أجل البراعة تلك وذاك الاختلاف أو الاختلاق"( )
وإذاً فليس من حق أي ناقد أو كاتب أن يدخل هذا النمط تحت بند الشعر لأن للشعر خصائصه المميزة وللخاطرة النثرية أو النص المرسل سماتهما الجمالية المميزة ولا نقارنهما بذلك الطفل البديع "الشعر".. لنتأمل –معاً– هذا المقطع الشعري للشاعر المرهف "شاكر السياب"( )
"سأهواك حتى نداء بعيد
تلاشى على قهقهات الزمان
بقاياه في ظلمة.. في مكان
وظِلُّ الصدى في خيالي يعيد:
سأهواك حتى سأهوى نواح
كما أعولت في الظلام الرياح
سأهواك حتى – بعد – يا للصدى
أصيخي إلى الساعة النائية:
سأهواك حتى بقايا رنين
سأهواك ما أكذب العاشقين"
ولنتأمل في التكوين الداخلي الإيحائي وبنائه الخارجي ، وإلى التتابع الموسيقي والإيقاعي أليس يشعرنا باهتزاز لا نعلم كنهه سوى أنه نابع من شاعرية حقه تجعلنا نحيا مع الشاعر لحظات بؤسه، وتمسكه بما لا يمسك من الأمل..
شعر التفعيلة.. إلى أين؟
يجدر بنا –هنا- أن نتوقف عند مسألة الحرية ذاتها في قصيدة التفعيلة فهذا الشعر أتاح للكثير استخدام هذه الحرية في غير وجهها لأن الحرية في قصيدة التفعيلة ليست في رص التفعيلات وحسب دون التمعن في مستوى النص المكتوب أدبياً. كما قد يساء استخدام التفعيلات حينا دون تحسس لما قد ينشأ عن جراء هذا الاستخدام من فقدان لمضمون النص ، وموسيقاه .
"فما كانت الحرية تعني الفوضى والاضطراب وسوء الفهم وتحطيم المسئولية الأدبية" ( )فإذا كانت التفعيلة هي أساس الشعر الحر وأحد شروطه وموجباته ؛ فإن استخدامها لا يكون إلا وفق قاعدة بعينها إذ لا يجوز-مثلاً- حشر جميع فروع التفعيلة الواحدة في القصيدة الواحدة أو المقطع الواحد دون إتباع ترتيب معين. فإذا أراد شاعر ما أن ينظم من تفعيلة "الرمل" فلا يجوز له أن يقول:
فاعلاتن فعلا فالاتن فاعلاتن
فاعل فاعلن فاعلن فعلاتن
فالاتن فاعلاتن فاعل
فاعل فاعل فاعلاتن فعلاتن
لأن هذا الخلط التشكيلي يسبب نشازا في الموسيقى وقد يخرج بالقصيدة إلى منحدر النثر فماذا لواعتدل الشاعر في تفعيلاته وحاول قدرالإمكان أن يسيربمحاذاة التفعيلة الأساسية ولامانع من أفرعها القريبة منها في التركيب بحيث لايشطح باتجاه الوهن بسبب الزحافات لشعراءالتفعيلة.وممايعتقدأنه عيب مسألة التدوير" أو "المداخله" ويسمى في العروض الفارسي"مدرجا"والتدويريعدفي نظر نازك الملائكة" من عيوب قصيدة التفعيلة وترى أنه يجب التخلص منه ،بالرغم من أنه أتاح لمعظم الشعراء مزيداً من بسط مشاعرهم واختلاجاتهم دون التوقف عند جملة معينة ، فكان "التدوير" مساعداً على إطالة الدفقات الشعورية دونما حاجز ،ولهذا فإنني أرى بأن "التدوير" ليس عيباً في قصيدة التفعيلة بل قد يكون جزءا منها أحيانا والتدوير في تعريفه هو "السطر الذي يشترك شطراه في كلمة واحدة يكون بعض أحرفها في الصدر والأخرى في العجز".
فمن مثال التدوير قول الشاعر:
"ولقد دخلت على الفتا
ة الخدر في اليوم المطير"( )
فمن خلال البيت السابق نجد كيف أن كلمة "الفتاة" حرفها الأخير –التاء المربوطة- هو في الشطر الثاني للبيت إذ به يتكون الجزء الأول من التفعيلة "مستفعلن" ومن مثال التدوير في شعر التفعيلة قول السياب
"جيكور ماذا؟
انمشي في الزمن
أم انه الماشي
ونحن فيه وقوفٌ
أين أولهُ
وأين آخرهُ"
لنتأمل الشطر الرابع والخامس
ونحن فيه وقوف
متفعلن / فعلن..
أين أوله
مستفعلن / فعلن..
نجد بأن حرف الفاء المنون في (وقوف) هو في الأصل تابع للذي يليه ، ولن تكون "مستفعلن "تامة إلا بهذا الحرف المنون "ف" "فُن".. وكان بإمكان الشاعر تجنب ذلك لولا أن ذلك لن يروقه، أو يروق للقارئ إذا قال (ونحن فيه وقوف أين أوله).


الهوامش
(1)- التجديد في الشعر الحديث للدكتور يوسف عز الدين مطابع دار البلاط السعودية ط1
(2)- نفس المصدر السابق
(3)- مقدمة الشوقيات المطبوعة سنة 1898 م
(4)- وهذه الأوزان ليست معروفة لدى الفراهيدي وإنما من ابتكار الشاعر نفسه
(5)- نفس المصدر السابق
6)- نفس المصدر السابق
(7)- كانت نازك الملائكة أول من قامت بصياغة قواعد الشعر الحر.. انظر كتابها " قضايا الشعر المعاصر " وفيه وصفت خلاصة تجربتها مع الشعر الحر..
(8) المقطع النثري هو لـ"محمد الماغوط"؛ الأعمال الكاملة له.
(9) عز الدين منصور في كتابه دراسات نقدية، ونماذج حول بعض قضايا الشعر المعاصر ط1985م.
(10) من ديوانه، أساطير.
(11)- عز الدين منصور "في كتابه دراسات نقدية" ص28 . مصدر سابق .
(12)- من قصيدة للشاعر العربي المنخل اليشكري












أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "ثقافة"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024