![]() |
رئيس المؤتمر يكتب: الثورة اليمنية.. وأخطار اللحظة التاريخية الثورة اليمنية 26 سبتمبر 1962م، ثورة وطنية وحدوية قامت كضرورة تاريخية، حددت من يومها الأول أهدافها المجسّدة لآمال وتطلّعات أبناء اليمن في الخلاص من الاستبداد والتخلّف والتحرّر من الاستعمار، والنهوض بواقع وطنهم لينطلق صوب آفاق تضعه في المكانة التي يستحقها بين الأمم حُراً سيّداً مستقلاً. ولأن ثورة الـ26 من سبتمبر الخالدة كذلك هَبَّ غالبية أبناء الشعب اليمني لحمايتها والدفاع عن نظامها الجمهوري على امتداد الجغرافيا اليمنية شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً، مدركين أن انتصارها في أشهرها الأولى سيؤسّس لانطلاقة الثورة ضد المستعمر البريطاني، ولم يمضي العام إلا وكانت ثورة 14 أكتوبر 1963م، معبّرةً عن الوحدة النضالية في مواجهة مُوجِبات التحرّر الوطني الشامل بعد تعرُّضها لهجمة شرسة من قُوى إقليمية ودولية لطالما كانت عدوة لشعبنا وأمتنا في الماضي والحاضر والمستقبل. 63 عاماً مرت على قيام الثورة التي لم تكن ثورة أشخاص أو أحزاب أو فئات أو جهات، بل ثورة كل أبناء اليمن، وخلال هذه الفترة صاحَبَ مسيرتها صعوبات وتعقيدات وانعطافات وحتى أخطاء وانحرافات –نترك الحكم عليها للتاريخ- ترجع في معظمها إلى أن اليمن لم يكن منعزلاً عن الأحداث والمتغـيّرات الإقليمية والدولية بإيجابياتها وسلبياتها، وهنا ينبغي الإشارة إلى أن أعداء الأمس واليوم لم يتوقفوا عن النيل منها ومن اليمن الوطن والشعب ومن وحدته وسيادته واستقلاله. في هذا السياق، ينبغي القول إنه وبما عاشته وعانته الثورات بما تعني من أحداث تغييرية كُبرى، نعرف أن الثورة اليمنية لم تكن استثناءً على الصعيد العربي والإسلامي والعالمي، وهذا تثبته التحدّيات والأخطار التي تفرضها اللحظة التاريخية يمنياً وعربياً وإسلامياً وإنسانياً.. ومع ما نعيشه ويشهده أكثر من قطرٍ عربي يستدعي التأمل والتفكير وإعادة قراءة التاريخ من مطلع القرن الماضي وحتى اليوم لنتمكن وطنياً وعلى مستوى الأمة من مواجهة هذا الخطر الوجودي، وندرك أن الفِتن والصراعات والحروب البينية قد جعلتنا أهدافاً سهلة للقوى الاستعمارية الطامعة في الأرض وما فوقها وما تحتها وعلى رأسهم كيان العدو الصهيوني. وعودةً إلى بدء، نؤكد أن الثورة اليمنية "26 سبتمبر و14 أكتوبر" قام بها كل اليمنيين وعكست روح الشعب الحضاري العريق، وهي غير قابلة للاستخدام لأهداف ومصالح شخصية وحزبية ومناطقية ضيّقة، أو توظيفها كشعارات لتحقيق مآرب سياسية تتنافى مع أُسسها ومبادئها وأهدافها، مثلما التنكُّـر لها المدفوع بأوهام وطموحات لطالما عمل عليها المستعمر وأعداء اليمن. وعلى كل اليمنيين الذين يهمهم حاضر ومستقبل الوطن أن يجتمعوا على قواسم مشترَكة ويتحاوروا ويطرحوا كل القضايا والخلافات على طاولته، وأن يجدوا حلولاً جادة وصادقة، مستوعبين أن الخطر لا يخص طرفاً دون آخر، وأن المرحلة لا تحتمل المصالح الآنية الضيّقة، وأن الوطنية ليست موضوعاً للمزايدة، وأننا في لحظة صِدق فالخطر وجودي، ونحن وكل شعوبنا العربية أمام مفترق طرق، والثورة اليمنية "26 سبتمبر و14 أكتوبر" ملهمة في هذا الاتجاه.. والخيار إما أن نكون أو لا نكون. * رئيس المؤتمر الشعبي العام |