![]() |
قراءة لمقال بن حبتور في الذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر *قبل الولوج في هذه القراءة لي ملاحظتين: 1ـ الاعتذار عن التأخر بتسطير القراءة في حينها بسبب ظروف شخصية مررت بها. 2ـ التنويه لأهمية ذكرى ثورة 14 أكتوبر البارزة من خلال جعل المقال عنها (إفتتاحية صحيفة الميثاق)، لسان حال (حزب المؤتمر الشعبي العام) الشريك الرئيس بإدارة السلطة الأمر الواقع بصنعاء. بعنوان مباشر هو "الذكرى 62 لثورة 14 اكتوبر الوطنية الخالدة والمجيدة" ليلج مباشرة صديقي الكاتب كذلك في متن مقاله الإحتفائي بالمناسبة الغالية على كافة شرفاء الوطن الحبيب، وبحصافة الكاتب الرصين نراه يتجاوز واقع حال محافظات الجنوب البائس موطن الثورة اكتوبر المجيدة ولا يقول بشأنه أي شيء فالمقام هنا احتفالي لا مجال للمكايدة السياسية مكان في مضامينه، بل انه انطلق ليحدثنا بنفس احتفالي وبروح مزهوة بالحدث العظيم عن الثورة ذاهبا للتأصيل التاريخي لثورة 14 أكتوبر كعادته التي درج عليها في جُل مقالاته كرجل اكاديمي يعشق الغوص في التاريخ لتأصيل كل ما يتناوله من موضوعات ... صحيح انه لا يقدم جديد في سرده هذا لكنه يظل من الإنصاف التذكير والاشارة الى الوقائع والاحداث زمانها ومكانها وشخوص الفاعلين الرئيسيين في مجريات سيرها ومسيرتها وإن كان لي رأي مُغاير في بعض تفاصيل ذلك السرد لكن لا مجا ل للجدل في ذلك على الان" مُشيرا الى قمم جبال ردفان كارضية الانطلاق للثورة والى الشهيد راجح بن غالب لبوزة ورفاقه الابطال اللذين كانوا صُناع البداية المُظفرة، ثم يعرج الى ذكر من كان وراء اشعال ذلك الفتيل التحرري الذين عرفهم )بطلائع فدائيي الجبهة القومية لتحريرجنوب اليمن المحتل(، موضحا حجم الأثر الذي احدثته انطلاقة ثورة الرابع عشر من أكتوبر من أصداء ترددت في عموم ارجاء الوطن جنوبه وشماله بل كذلك على المستوى الإقليمي والدولي، عبر الوكالات الإعلامية ومنشيتات الصحف المحلية والعربية والأجنبية فحينها علم الجميع بإنطلاق الكفاح المسلح معلنا عن أولى نجاحاته، كمسار ثوري لتحرير جنوب الوطن من ربقة الاستعمار البريطاني البغيض الذي جثم على صدره مئة وتسعة وعشرون عاما ، وهي فترة زمنية ليست بالقصيرة من حيث هي زمن استعماري مستقطع من حرية وكرامة وشموخ عزة كما هي كذلك من عمر شعبنا الذي شهد خلالها ألوان العسف والظلم والإضطهاد، وهو ما اغرق البلاد في الفقر المدقع والتخلف السياسي وما لحقه من تخلف اجتماعي/اقتصادي وحرمان من تنمية متكئة على موقعه الجغرافي الذي تنافست عليه الدول الاستعمارية. لينتقل الكاتب برشاقته المعهودة الى السرد التفصيلي في التاريخ عن المسارات الكفاحية الساعية للتحرر والتي يشرح فيها ومن خلال استعراض اكثر من حشد لهبات وانتفاضات مسلحة وغارات قتالية على نقاط تمركزه والتي شهدتها اراضي الجنوب في العديد من إماراتها ومشيخاتها وسلطناتها المتعددة خلال الزمن الاستعماري، وهو ما يوثقه الكاتب في سياق سرده هذا ساطرا بالنص ما مضمونه التالي : احتِجَاجَاتُ، وانتِفَاضَاتُ قبائلِ آلِ الحِمْيَريّ، وآلِ سُلَيمانَ، وَآلِ بَاخَرْخُور، وَلَقْمُوش في سَاحلِ المطهَف، ورُضُوم فِي سَلْطنةِ الوَاحِدِيّ. انْتِفَاضَاتُ قَبَائِلِ رَبيز، ومُعْظَمِ قَبَائلِ المَحَاجِر العَوْلَقِيَّةِ ضِدَّ المُحتلِّ البِرِيطَانِيّ. انتفَاضَاتُ، وَتَمَرُّدَاتُ قَبَائِلِ بَنِي رَشِيد، وبَاعُوضَة، وَحُلَفَائِهِمْ فِي السَّلْطَنَةِ الوَاحِدِيَّةِ، ضِدَّ المُحْتَلِّ البِرِيطَانِيّ. انتِفَاضَةُ قَبَائِلِ بَنِي عَبْدَات الحَضْرَمِيَّةِ، وَآلِ الكَثِيرِيّ الهَمْدَانِيَّةِ، ضِدَّ بَرِيطَانِيَا العُظْمَى ( . انتفَاضَاتُ قَبَائِلِ الفَضْلِيّ، والعَوْذَلِيّ، وَدَثِينَةَ، ويَافِع العُليَا؛ بِقِيَادَةِ ابنِ هَرْهَرَة، وَالسُّفْلَى، بِقِيَا دةِ السُّلطَانِ العَفِيفِيّ، ضِدَّ جُنُودِ المُحتلِّ البِرِيطَانِيّ. سِلسِلةُ الِانتفَاضاتِ، والتَّمَرُّدَاتِ مِن قَبَائلِ الصَّبِيحَة، والعَزِيبَةِ، والعَقَارِبِ، وكذلِكَ فِي بَيْحَانَ القصابِ الّتِي قَادَهَا مَشَايِخُ، ووُجَهَاءُ قَبَائلِ المَصْعَبِيّ، وبَلْحَارِث، وَالحَبَايبِ المَحَاضِير. كما ترافقت مع كل تلك الانتفاضات والهبات الوطنية او لحقت بها، جملة من الأحداث بالغة الأهمية في اطار المستعمرة عدن والتي شهدت هي الأخرى سِلسِلةُ نارية وازنة من الِاحْتجَاجَاتِ، وَالإِضْرَابَاتِ العُمَّالِيَّةِ، والطّلَّابِيَّةِ التِي قَادَتها كوكبة النخب المجتمعية المُثَقَّفُونَ، والكُتَّابُ، وَالإِعلامِيُّونَ، والسِّياسِيُّونَ الوطنيون الفَاعِلَونِ فِي مَدِينَةِ عَدَن المستعمرة التي كانت تمثل في تلك الفترة تحديداً "ذُرة التاج الاستعماري البريطاني". كما نجد الكاتب الفطن وقد اخذنا الى مرتقى كفاحي جدلي في مسيرة شعبنا النضالية ليعرض علينا تراجيديا التوحد في ملحمة الكفاح الوطني من خلا ل التلاحم النضالي بهدف اثبات واحدية الثورة اليمنية كإرادة شعبية ترسم ملامح واحدية المصير،عبر تصاعد مديات الفعل الكفاحي التحرري الوطني في جنوب الوطن حيث بلغ التلاحم الثوري ذروة التكامل، الذي عبر عن واحدية مفاعيله الثورية التي جسدت واحدية الثورة اليمنية 26 سبتمبر + 14 أكتوبر التي كانت ابرز قواها السياسية الثورية والوطنية ذات جذور ممتدة بين شطري الوطن اليمني مثل: (البعثيين + القوميين العرب + الناصريين)، وهو الامر الذي مكن المئات من مواطني الجنوب اللذين التحقوا بصفوف ثورة 14 أكتوبر من التذفق بيُسر الى تعز وصنعاء للحصول على السلاح ومعسكرات التدريب القتالي في العديد من محافظات شمال الوطن، وذلك ما شجع ايضاً العديد من أبناء محافظات الشمال من الإنخراط في صفوف ثورة 14 أكتوبر دعماً لأخوانهم الجنوبيين. لعل ما تمت الإشارة اليه آنفاً اصدق دليل على واحدية الثورة اليمنية 26 سبتمبر + 14 أكتوبر، وهي الواحدية التي تثبت وحدة اليمن العظيم، وتُبطل إدعاءات إفك المُرجفين الرافعين شعار الانفصال انصياعاً لتوجيهات اسيادهم في مشيخة الامارات الذين هم في الأصل عبيد الانجلوسكسون .. وبالرشاقة التي اعتادها الكاتب الفطن انسل فجأةً نحو عشقه القومي فلسطين، ليذكرنا بالفعالية الاحتفالية "الذكرى الثانية لانطلاق طوفان الأقصى" ذلك لأنه كما أشار (بمقدمة مقاله هذا الذي دشن تسطيره بـ 7 أكتوبر 2025م)، ليشد القارئ الكريم معه الى برازخ النور الثوري المقاوم، هناك في ارض الرباط الكفاحي المقاوم وسجال صراعه التحرري في مواجهة العدو الصهيوامريكي ضمن محور المقاومة الذي يضمه بمعية المقاومة اللبنانية + المقاومة اليمنية + المقاومة العراقية تحت ظلال حميمي تنشره الثورة الإسلامية الإيرانية بدعمها المادي والتسليحي واللوجستي بُغية الانتصار للقضية الفلسطينية وتحرير المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها من رجز الصهاينة ومن والاهم من دول الغرب الاستعماري .. حيث أضاف مستطرداً: (وَمُنْذُ أَنْ أَعلَنَ قَائِدُ الثّوْرَةِ الحَبِيبُ عبدُ الملك بنُ بَدْرِ الدِّينِ الحُوثِي، وَبِصَرْخَتِهِ المُدَوِّيَةِ بِالقَوْلِ لِلْفِلَسْطِينِيِّينَ: " أَنْتُمْ لَسْتُمْ وَحْدَكُمْ، وسَنَكُونُ عَوْناً لَكُمْ، وسَنَداً فِي مُجَابَهَةِ كيَانِ العَدُوِّ الصُّهْيُونِيّ". وَمُنْذُ تِلْكَ الصَّرْخَةِ المُبَارَكَةِ، اليَمَنُ، وَجَيْشُهَا البَطَلُ، وَقِيَادَاتُهَا الحُرَّةُ تُقَدِّمُ أَعَزَّ مَا لَدَيْهَا مِنْ شُهَدَاءَ مُجَاهِدِينَ أَبْطَالٍ عَلَى مَذْبَحِ الحُرِّيَّةِ لِلأُمَّةِ والعَرَبِ أَجمَعِينَ، ومن ضِمْنِ قَافِلَةِ الشُّهَدَاءِ الشَّهِيدُ المُجَاهِدُ أحمد غالب الرَّهَوِيّ اليَافِعِيّ - رَئِيسُ الوُزَرَاءِ فِي حُكُومَةِ التَّغْيِيرِ والبِنَاء، وَرِفَاقِهِ الوُزَرَاءِ، والمَسؤُولِينَ فِي الحُكُومَة. هَؤُلَاءِ الشُّهَدَاءُ مِنَ القِيَادِيِّينَ، وَالمِئَاتِ مِنَ الشُّهَدَاءِ مِنَ المُجَاهِدِينَ الأَبْطَالِ اليَمَنِيِّينَ هُمْ مَشَاعِلُ النُّورِ نَحْوَ تَحْرِيرِ فِلَسْطِينَ مِنَ النَّهْرِ إِلَى البَحْرِ، وَشُهَدَاءُ فِي طَرِيقِ تَحْرِيرِ القُدْسِ الشَّرِيف.). وقبل إختتام مقاله الاحتفائي هذا عبر الكاتب الفذ وبروح يغمرها الوفاء والشكر والعرفان للتضحيات والادوار التي قدمها عشرات الالآف من ابطال المقاومة وبواسلها الشهداء والجرحى من أبناء محور المقاومة عموماً الذين لا يُفرق بينهم على الاطلاق، مُذكراً بضرورة الاهتمام والرعاية الفائقة بأسرهم وتوفير كل ما يلزمهم من مقومات ومتطلبات العيش الكريم ونشأة الصالحة لأبنائهم، كما شدد على ضرورة إعلاء تاريخهم الكفاحي والاستشهادي من خلال المناهج التعليمية وتسطير الكتاب التي تمجد ملاحمهم البطولية لتتربى الأجيال على مثل هذه الروح الإيثارية في صناعة امجاد الأمتين العربية والإسلامية على مر الازمان. أما الإختتام فقد كان بالفعل احتفالياً ببذخ لا يعرف رمادية الألوان بالمطلق الأعم مؤكداً على استحقاق الذكرى الثورية هذه على نصيبها الوافر من صناعة وإشاعة البهجة والسرور اللذان يُليقان بها، حيث وَجه بهذة المناسبة المباركات والتهنئات الحارة لمن يستحقها من رجالات الوطن.. واسمحوا ايرادها كما صاغها الكاتب بالنص: وَبِهَذِهِ المُنَاسَبَاتِ الوَطَنِيَّةِ، والقَوْمِيَّةِ أَرْفَعُ أَصْدَقَ التَّحِيَّاتِ، وَالتَّهنئاتِ القَلبِيَّةِ بَأنْ تَحُلَّ الذِّكرَى القَادِمَةُ، وَاليَمَنُ العَظِيمُ فِي خَيْرٍ، وسَلَامٍ، ووِئَامٍ. وَأُخَصُّ بِالتَّحِيَّةِ، وَالتَّقْدِيرِ: فَخَامَةَ الرَّئِيسِ مَهْدِي مُحَمَّد المشَّاط - رَئِيسِ المَجْلِسِ السِّيَاسِيّ الأَعلى، وَالشَّيْخَ الكَبِيرَ صَادِق بن أَمين أبو رأس - نَائِبِ رَئِيسِ المَجْلِسِ السِّيَاسِيّ الأَعلى - رَئِيسِ المُؤْتَمَرِ الشَّعْبِيّ العَامّ، وَالشَّيْخَ يَحْيَى عَلِي الرَّاعي - رَئِيسِ مَجْلِسِ النُّوَّابِ الشَّرْعِيّ المُنْتَخَبِ - نَائِبِ رَئِيسِ المُؤتَمَر الشَّعْبِي العَام، وَالأُسْتَاذَ غَازِي عَلِي أَحمد لَحول - الأَمِينِ العَامِّ لِلمُؤْتَمَرِ الشَّعْبِي العَام، وجَمِيعَ قِيَادَاتِ المُؤتمرِ الشَّعْبِي العَالِيَةِ، والمُتَوَسِّطَة، والقَوَاعِدِ المُؤتمريَّةِ المُنَاضِلَةِ المُقَاوِمَةِ، ومَزِيدٍ مِنَ الصِّحَّةِ، والأَمَانِ، وَالتَّوْفِيقِ، والنَّجَاحَات. "وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيْمٌ" ذلك هو مبلغ احاطتنا وجهد ما استطعنا الوصول اليه من احتواء بقرائتنا الفاحصة، لربما يقصر قليلاً عن ما كان مرجو منه لذلك نطلب العفو والسماح من لدُنكم. * جامعة عدن |






















