![]() |
الذكري السنوية الخالدة لثورة 14 أكتوبر 1963م ها هي الذكري السنوية المهمة التي تهل علينا وعلى جماهير شعبنا اليمني العظيم، وعلى انطلاق الثورة اليمنية المجيدة في جنوب الوطن، في الذكرى الـ6٢ من انطلاقة ثورة 14 أكتوبر المجيدة، التي تفجرت من على قمم جبال ردفان الشماء الشامخة، وفجَّرها المناضل الشهيد البطل/ راجح بن غالب لبوزة -رحمة الله عليه- وعدد من رفاقه الثوار الأبطال.. هذه الثورة المجيدة التي فجَّرتها طلائع فدائيي التنظيم السياسي للجبهة القومية لتحرير جنوب الوطن المحتل، وأحدثت صدى إعلامياً وثورياً واسعاً في جنوب وشمال الوطن، وظهرت أخبارها في مانشيتات عريضة بارزة في وسائل الإعلام اليمنية والعربية والأجنبية، من هنا برز حجم الانتصارات الباهرة للفدائيين اليمنيين الأبطال على جنود وقادة المحتل البريطاني البغيض الذي احتل وطننا العزيز وتحديداً في جنوبه زهاء 129 عاماً، هذا الزمن الاحتلالي المستقطَع من حرية وكرامة وشموخ شعبنا اليمني، والذي -طِيلة هذه الفترة الزمنية الطويلة نسبياً- عاش شعبنا فيها ويلات من الاضطهاد والتعـسُّف والفقر المدقع والحرمان من التطور الاجتماعي والسياسي والثقافي وغيره.. لكن وطِيلة هذه المدة الزمنية الاحتلالية ثار شعبنا مرات ومرات، وبِـهَـبَّـات وانتفاضات وتمرُّدات قبلية وشعبية وعسكرية، والهدف من كل تلك الانتفاضات والاحتجاجات التعبير الشجاع عن مدى غضب واحتجاج القبائل اليمنية في كل سلطنات ومشيخات وإمارات جنوبي اليمن كلها، وأبرز تلك الاحتجاجات: * احتجاجات وانتفاضات قبائل آل الحميري وآل سليمان وآل باخرخور ولقموش في ساحل المطهاف ورضوم في سلطنة الواحدي.. * انتفاضات قبائل ربيز ومعظم قبائل المحاجر العولقية ضد المحتل البريطاني.. * انتفاضات وتمرُّدات قبائل بن رشيد وباعوضه وحلفائهم في السلطنة الواحدية ضد المحتل البريطاني.. * انتفاضة قبائل بن عبدات الحضرمية وآل الكثيري الهمدانية ضد بريطانيا.. * انتفاضات قبائل الفضلي والعوذلي ودثينه، ويافع العليا بقيادة بن هرهرة، والسفلى بقيادة السلطان العفيفي ضد جنود المحتل البريطاني.. * سلسلة الانتفاضات والتمرُّدات من قبائل الصبيحة والعزيبة والعقارب، وكذلك في بيحان القصاب التي قادها مشائخ ووجهاء قبائل المصعبي وبلحارث والحبايب المحاضير.. * سلسلة الاحتجاجات والإضرابات العمالية والطلابية التي قادها المثقفون والكُـتَّاب والإعلاميون والسياسيون من النخب الفاعلة في مدينة عدن.. تؤكد لنا الأحداث التاريخية ومسارها الثوري التصاعدي مدى ترابط وتلاحم القوى الثورية اليمنية في عموم اليمن، فالثوار الفدائيون في جنوب الوطن كانوا يستلهمون أفكارهم من ثوار 26 سبتمبر، وكذلك تَدفَّق الثوار اليمانيون أرتالاً وجماعات من مدن عدن ولحج والضالع وأبين وشبوة وحضرموت وصولاً للمهرة، إلى العاصمة التاريخية لليمن صنعاء وبقية مدن الشمال اليمني، يتزودون بالسلاح والعتاد والمؤن ليعودوا لقتال المحتلين البريطانيين، وهذه هي الـحقيقة التاريخية من فعل وتأثير واحدية الثورة اليمنية شمالاً وجنوباً. وفي هذه المناسبة الثورية اليمانية العُظمى، نعيش معاً حدَثاً واحتفالاً كبيراً ومهماً، وهو معايشتنا الحية للذكرى الثانية لثورة طوفان الأقصى الفلسطيني العروبي المبارك الذي انطلق في 7 أكتوبر 2023م، وما زالت المقاومة الفلسطينية واليمنية واللبنانية في أوج عنفوان مقاومتها لجحافل كيان العدو الإسرائيلي الصهيوني. وما زالت الجمهورية اليمنية ومن عاصمتها صنعاء، تناصر وتدعم وتساند المقاومة الفلسطينية البطلة في قطاع غزة، ومنذ أن أعلن قائد الثورة الحبيب/ عبدالملك بن بدر الدين الحوثي وبصرخته المدوية بالقول للفلسطينيين "أنتم لستم وحدكم وسنكون عوناً لكم وسنداً في مجابهة كيان العدو الصهيوني"، منذ تلك الصرخة المباركة واليمن وجيشها البطل وقياداتها الحرة، تقدّم أعز ما لديها من شهداء مجاهدين أبطال على مذبح الحرية للأمة والعرب أجمعين، وبضمن قافلة الشهداء الشهيد المجاهد/ أحمد غالب الرهوي اليافعي رئيس الوزراء في حكومة التغيير والبناء، ورفاقه الوزراء والمسئولون في الحكومة.. هؤلاء الشهداء من القياديين ومئات الشهداء من المجاهدين الأبطال اليمنيين هم مشاعل النور نحو تحرير فلسطين من النهر إلى البحر وشهداء في طريق تحرير القدس الشريف.. مثل هذه المناسبات الوطنية والقومية العظيمة تذكّـرنا بقوافل الشهداء المجاهدين الأحرار، وتذكّـرنا بواجباتنا تجاههم وأسرهم، وصولاً إلى أقاربهم، وهذا واجب مقدَّس مفروض علينا نحن في قيادة الدولة والثوره والمجتمع الاهتمام والعناية بهم، والحفاظ علي تاريخهم وتراثهم. وبهذه المناسبات الوطنية والقومية أزف أصدق التحيات والتهاني القلبية بأن تحل الذكرى القادمة واليمن العظيم في خير وسلام ووئام، وأخص بالتحية والتقدير فخامة الرئيس مهدي محمد المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، والشيخ الكبير/ صادق بن أمين أبو راس نائب رئيس المجلس السياسي الأعلى، رئيس المؤتمر الشعبي العام، والشيخ يحيى علي الراعي رئيس مجلس النواب الشرعي المنتخَب، نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام، والأستاذ/ غازي علي أحمد لحول الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام، وجميع قيادات المؤتمر العليا والمتوسطة، وللقواعد المؤتمرية المناضلة المقاوِمة المزيد من الصحة والأمان والتوفيق والنجاحات.. "وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ" *عضو المجلس السياسي الأعلى عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام |