الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 10:25 ص - آخر تحديث: 07:17 ص (17: 04) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
كتب ودراسات
المؤتمرنت - دراسة / إبراهيم أبو طالب -
دراسة ..الخطاب الروائي اليمني
إن الحديث عن الخطاب الروائي اليمني كجنس أدبي جديد يمتد من حيث الزمان إلى 66 عاماً ، هو عمر الرواية اليمنية حتى يوم الناس هذا ،حيث يُعد عام 1939م هو عام ميلاد الرواية اليمنية ، وهو العام الذي صدرت فيه رواية " سعيد " للمثقف اليمني الرائد "محمد علي لقمان" ، وهي أول رواية يمنية تصدر في عدن عن المطبعة العربية . ثم يتتابع وينمو رصيد الرواية اليمنية ليبلغ من حيث عدد المدونة الرواية قرابة الـ 75 رواية هي مجمل ما كتب في هذا النوع الأدبي المهم .

1 - مسيرة الخطاب الروائي اليمني :
بالنظر في مسيرة الخطاب الروائي وتصنيفه – وهو غرض هذه الورقة – يمكننا أن نقف عند أربع مراحل أو محطات رئيسة في هذه المسيرة تنقسم إلى :
1-1 : مرحلة الريادة :
وهي مرحلة البدايات بما تحمله من محاولات وقصور من ناحية ، وما تسجله من ريادة وحضور من ناحيـة أخرى ، وتتمثل هذه الريادة في رواية " سعيد " 1939م ، لمحمد علي لقمان ، وهي رواية تعالج في موضوعها الحياة البرجوازية في تلك المرحلة لطبقة التجار الذين يمثلهم والد سعيد ، ويصور حياتهم ومعارفهم ، وسعيد يبدو في الرواية كبطل قومي منفتح على قضايا مجتمعه الخاصة وقضايا العالم الإسلامي بوجه عام ، وتقوم الرواية في بنائها على التأثر بالموروث القصصي الشعبي أكثر من تأثرها بفن الرواية الغربية ، وبدا ذلك واضحاً في بنائها العام القائم على الحكاية الإطارية ، وما تحتويه من حكايات متضمنة ، وكذا ما سـردته من قصـص شعبي مرتبط بالأولياء وحكاياتهم الخارقة . ومما يؤخذ على هذه الرواية الرائدة أنها تطرح الكثير من الشعارات بخطابية صارخة في لغتها وبنائها الفني شأن أي بداية لم يستقر بناؤها وتجربتها على وجه الدقة والوضوح .
ثم تأتي رواية " يوميات مبرشت " 1948م لعبد الله محمد الطيب أرسلان، وقد طبعت في عدن في مطبعة صحيفة " فتاة الجزيرة " – صحيفة أسبوعية يمنية متطورة كانت تمثل الحاضنة الرؤوم للفن القصصي في اليمن في تلك الفترة صدرت عام 1940م - ورواية " يوميات مبرشت " لوحة صادقة للحياة التي عاشتها عدن في فترة الأربعينيات ، وهي فترة الحرب العالمية الثانية ، وما سبقتها من حال متدهورة للاقتصاد العالمي ولعدن تحت السيطرة البريطانية ، هذه الرواية تصور في موضوعها حياة عامل من الطبقة المتوسطة تأخذه موجة السعي في تيار أثرياء الحرب ليتحول إلى "مبرشت" والبرشته مصطلح يعني التهريب . وتُعرض الرواية على شكل مذكرات يومية ( تبدأ من 1 يناير وتنتهي بـ أول يوليو من السنة الثانية ) ، والمدة الزمنية بين أول رواية وثاني رواية تبلغ تسع سنوات ، ثم ننتظر أحد عشر عاماً أخرى حتى تأتي رواية " حصان العربة " 1959م لعلي محمد عبده ، وهي مُدد زمنية متفاوتة – كما تلاحظ – تُـقدِّمُ هذا الفن على فتور وتباعد ، وتعالج من حيث المضمون قضايا إصلاحية واجتماعية عالية النبرة من حيث المباشرة والسطحية .

1 – 2 : مرحلة التأسيس :
تبدأ هذه المرحلة زمنياً مع بداية 1960م ، وتمتد حتى أوائل السبعينيات ، وهي مرحلة مهمة جداً على المستوى الوطني لما احتوته من أحداث مرَّ بها الشعب اليمني أبرزها قيام الثورة المجيدة في الشمال 1962م ، والاستقلال عن المستعمر في الجنوب 1967م ، وتثبيت قواعد الجمهورية ، وهذه المرحلة على مستوى الخطاب الروائي كان فيها محاولة التأسيس لهذا الفن الأدبي المهم ، وإن كانت ثمرة ذلك لم تؤتَ بشكل واضح إلا في السبعينيات . لكن تظل محاولة محمد محمود الزبيري ( أبو الأحرار ، شاعر الثورة الكبير ، توفى 1965م ) في روايته " مأساة واق الواق " 1960م ذات أثر واضح في إيجاد فن روائي ، وإن كان ما يزال متأثراً – إلى حد كـبير – بالموروث العربي الديني ، وبخاصة قصة الإسراء والمعراج ، ورسالة الغفران للمعري ، ومحملاً بالقضية الوطنية ورموزها ومشكلاتها ، ويبرز فيها المضمون السياسي بنبرة صارخة يغلب أحيـاناً كثيرة على الفن والبناء الروائي لكنها تظل محاولة للتأسيس . تتبعها رواية " مذكرات عامل " 1966م لعلي محمد عبده بما تحمله هذه الرواية من مضمون الطبقة العاملة وهـمومها ، واستغلال الأغنياء لجهود الكادحين ، ويأتي المضمون الاجتماعي أكثر وضوحاً في روايتي : " القات يقتلنا " 1969م ، و" ضحية الجشع " 1970م لرمزية الإرياني ، و رواية " مصارعة الموت " 1970م لعبد الرحيم السبلاني ، وتبدو فيه صورة المجتمع وقضايا المرأة المستلبة ، والزواج غير المتكافئ ، والثأر وغيرها من المضامين أغلب من حيث اهتمام الكتَّاب ، ولكنها تمثل مرحلة مهمة في طريق التأسيس لهذا الفن الروائي ، والذي تبدو خطوة محمد عبد الولي وتجربته الروائية هي الأكثر قدرة وتمكناً في هذه المرحلة لما يمتلكه هذا القاص من أدوات خاصة وموهبة حقيقية جعلته يعالج موضوعاً اجتماعيا في غاية الخطورة في حياة اليمني هو موضوع الهجرة والمولَّدين – الذين يكونون من أب يمني وأم حبشية تحديداً - في روايته " يموتون غرباء " 1971م ، ويقدم روايته في شكل فني محكم ورصين ، يمثل بالفعل الشكل والمستوى الأكثر نضـجا وتأسيساً للخطاب الروائي في هذه المرحلة .

1 – 3 : مرحلة التجنيس :
وهي مرحلة السبعينيات والثمانينيات حيث استقرت فيها الرؤية الفنية – نوعا ما – وثبتت كجنس أدبي قائم بذاته في وعي كتّاب المرحلة وممارستهم ، وتمكن القاصّ من هذا الفن الروائي من خلال تكرار التجربة ، والقراءات ، والمعارف العامة ، والمتابعة ، والانفتاح على الرواية العربية والعالمية ، وظهرت أسماء أخلصت لهذا الفن وطورته حتى تمكنت من الكتابة فيه – أو كادت – نذكر من ذلك مثلا : محمد عبدالولي ، عبد الوهاب الضوراني ، عبد الكريم المرتضى ، حسين مسيبلي ، حسين سالم باصديق ، محمود صغيري ، محمد حنيبر ، عبد الله سالم باوزير ، زيد مطيع دماج ( وروايته الرهينة نموذج ناضج للرواية اليمنية ) ، محمد مثنى ، عبد المجيد قاضي ، يحيى على الإرياني ، سلوى الصرحي ، سعيد عولقي وغيرهم ، استمر بعضهم وتوقف البعض الآخر مما خسر بسببه المشهد الروائي أقلاماً كانت قد بدأت في الطريق الصحيح فنياً.

1 – 4 : مرحلة التجديد :

وهي مرحلة التسعينيات وما بعدها حتى بدايات هذا القرن ، وإن كان التجديد- في هذه المرحلة – محسوباً ومحدوداً في بعض محاولات القاصين الشباب ، ولم يتحول إلى ظاهرة غالبة – حتى نكون أكثر دقة في هذا التصنيف - ، وذلك فيما تبرزه بعض كتابات نبيلة الزبير في روايتها " إنه جسدي " 2000م ، ووجدي الأهدل في " قوارب جبلية " ، و " الومضات الأخيرة في سبأ " 2002م، وحبيب عبد الرب سروري في روايتيه : " الملكة المغدورة " 1999م ، و " دملان " 2002م ، وعبد الناصر مجلي في " رجال الثلج " 2000م ، وهند هيثم في " ملوك لسماء الأحلام والأماني " و " حرب الخشب " 2003م ، وسامي الشاطبي في " كائنات خربة " ، و" للأمل مواسم أخرى " 2003م .
ومحاولات التجديد هذه تأتي على مستوى اللغة ، والانشغالات بالشكل والمضمون في محاولة الخروج عن التراتبية الموروثة من بداية ووسط ونهاية ، ومن عقدة وحل ...الخ من تلك التقنيات ، وتأتي محاولاتهم في التجريب على السرد والرؤيا والتشكيل اللغوي لهذا الجنس الأدبي العميق. ومع ذلك فثمة كتابات كثيرة في هذه المرحلة متعلقة بالمرحلة السابقة " مرحلة التجنيس " إن لم نقل بردها إلى مراحل تقليدية موغلة ، من خلال عدم تطوير البعض لكتاباتهم وآلياتهم ، وجنوح البعض الأخر إلى الكتابة الملاصقة للواقع ملاصقة مرآوية بعيدة عن الفن ، أو اللجوء إلى الكتابة السيرذاتية لدى كتاب يمتد حضورهم - عيشاً وكتابةً – إلى أجيال سابقة لكن قصصهم لم تخرج إلا في هذه المرحلة .

2 - مضامين الخطاب الروائي :
أشتمل الخطاب الروائي في اتساعه كمدونة ومتن وفي امتداده الزمني على الكثير من المضامين التي عالجها بداية بالمضامين الإصلاحية ذات الأداء المباشر والنبرة الخطابية العالية كما في " سعيد" للقمان ، و" مصارعة الموت " للسبلاني ، و" ضحية الجشع " لرمزية الإرياني – كما سبقت الإشارة - .
أما المضمون السياسي فقد تزامن بعضه مع حركة التحرر الوطني من الإمامة في الشمال ، كما في رواية مأساة واق الواق 1960م للزبيري ، أو تلك الروايات التي كتبت فيما بعد لكنها تعالج نفس المضمون السياسي كما في رواية " صنعاء مدينة مفتوحة " 1978م لمحمد عبد الولي ، و" قرية البـتول " 1979م لمحمـد حنيـبر ، و" الرهينة " 1984م لزيد مطيع دماج ، و " زهرة البن " 1998م لعلي محمد زيد ، وكذلك ما كان منها يعالج قضية الاستقلال من الاستعمار البريطاني وسطوة السلاطين في جنوب اليمن ، كما في رواية " مرتفعات ردفان " 1976م لحسين صالح مسيبلي ، و" طريق الغيوم " 1977م لحسين سالم باصديق وغيرها .
أما الروايات ذات المضمون الاجتماعي فلها نصيب وافر ، حيث عالجت فترات مختلفة من الزمن في اليمن الحديث وقضايا أبنائه وهمومهم ، وقد ظهرت هذه الروايات حين استقرت القضية الوطنية وهدأ الصراع وثبتت قواعد الدولة الحديثة ، وبدأ الإنسان اليمني يبني حياته على طريق الاستقرار والسلام ، ومن ذلك مثلاً عدد من الروايات التي تهتم بشرائح معينة من المجتمع وتلتفت إلى قضاياهم المصيرية كرواية " مجمع الشحاذين " 1976م لعبد الوهاب الضوراني ، وقضية الطبقة المثقفة والبحث عن فرص العمل كـرواية " سفيـنة نوح " 1981م لعبد الله باوزير ،وهموم مجتمع القرية كرواية " الإبحار على متن حسناء " 1984م لحسين باصديق ، وقضية الهجرة وغربة اليمني على اختلاف الزمن كروايات : " يموتون غرباء " لمحمد عبد الولي ،( وتعالج الغربة في الحبشة ، وقضية المولدين في فترة ما قبل الثورة ) ، ورواية " نحو الشمس شرقاً " 1998م ليحيى على الإرياني ( وتعالج الغربة السياسية مع قضايا حديثة لما بعد الوحدة ) ، ورواية " رجال الثلج " 2000م لعبد الناصر مجلي ( وتعالج غربة اليمني الحديثة في أمريكا من وجهة نظر عملية ، وتجربة كاتبها الفعلية ) .
وأما رواية " شارع الشاحنات " 1985م لمحمد سعيد سيف فهي تصور ضغوط المدينة على المثقف وجفافها في وجهه ، ورواية " ركام وزهر " 1988م ليحيى علي الإرياني تبين صراع القيم بين المدينة والريف ، كما يتجلى فيها صعود نماذج من الطبقة الوسطى وتبلورها ، وفي " هموم الجد قوسم " 1988م لأحمد مثنى صراع القديم والجديد وبيان الثوابت الجميلة لدى المجتمع التهامي تحديداً ، وفي " الصمصام " 1993م لصالح باعامر تتضح خصوصية مجتمع الصيادين وهمومهم وأفكارهم ، وفي روايتي : " أحلام .. نبيلة " 1997م ، و" أركنها الفقيه " 1998م لعزيزة عبد الله معالجات لمشاكل المرأة وغذاباتها وهي تبدو كضحية للحاجة والمجتمع القاسي في الأولى ، وللجهل والتغرير بها من الرجل في الثانية .
وللرواية ذات المضمون التاريخي حضور أيضاً في ثلاث روايات هي : " ليلة ظهور أسعد الكامل " 1992م لأحمد قائد بركات ، ( حوارية بين الراوي وأحد ملوك حِمير القدماء بوحي من المكان حين يزور الكاتب مأرب ، ويقف أمام سدها الشهير ، وفيها ربط بين الماضي والحاضر ) ، و رواية " رؤيا شمر يرعش " 1997م لأنور محمد خالد ( وهي الرواية التاريخية الوحيدة حتى الآن بالمعنى الفني والتقني للرواية التاريخية التي تعالج تلك الفترة السحـيقة من تاريخ اليمن ) ، ورواية " دار السلطنة " 1998م لرمزية الإرياني ، ( وهي تقدم تاريخ السيدة بنت أحمد الصليحي ملكة اليمن في التاريخ الوسيط وإن كانت تخاطب الناشئة ) . وأما رواية السيرة الذاتية فيكـرس لها أحمـ د قائد بركات ثلاثـية منـازل القمر : ( تباشير الأماني " 1998م ، و" سنـوات البراءة " 2001م ، و" المدار الغربي " 2001م ) ، ومن قبلها روايته " المبشِّع " 1993م . وتأتي الروايات ذات المضمون العاطفي عرضاً في اهتمام الروائي اليمني ، وقد نلمح الكثير من تلك المضامين العاطفية يدور بالضرورة في بناء عدد من الروايات لكن نادراً ما نجد روايةً تحمل ذلك المضمون عن قصد أو تُكرّسُ من أجله بحيث يقوم بناؤها وفكرتها وغايتها وقفاً على المضمون العاطفي ، ولعل ذلك يرجع إلى تصور لدى الكتاب – وذلك بلا شك تصور خاطئ – مفاده أن الحبَّ هو آخر ما يمكن أن يقف لديه الإنسان في سلم الضروريات.
3- التسعينيات وما بعدها مرحلة خصبة للرواية :
بعد قيام الوحدة اليمنية توافر للأدب مناخٌ إبداعي له خصوصية متميزة من حيث الحرية ، والانتشار ، وإمكانية النشر بشكل أوسع ، وتنامي المؤسسات الثقافية المهتمة بالحراك الثقافي والإبداعي ، هذا بالإضافة إلى المناخ السياسي والاجتماعي الحافل بالأحداث والمتغيرات المختلفة والذي تحتاج إليه الرواية - عادةً – لرصد أبعاده ورؤاه ، فهي من حيث طبيعتها فنٌّ يرصد أزمات المجتمع وتغيراته ، ويصور حركة الفرد وعالمه الداخلي والخارجي في إطار ذلك المجتمع المتحرك ، وبنظرة بيبليوجرافية سريعة للإنتاج الروائي خلال هذه الفترة يتأكد للناظر ما نذهب إليه بأن الرواية تعيش في التسعينيات وما تلاها حتى اليوم أخصب عصورها من حيث الكم والكيف معاً ، ونختلف مع ما يذهب إليه بعض الدارسين بأن الرواية في هذه الفترة نائمة بالقياس إلى جنس أدبي آخر – له خصوصيته نشراً وإبداعا من حيث السهولة والقدرة على النشر السريع والتعبير عن روح الفرد أكثر من روح المجتمع – ونعني به القصة القصيرة ، والدليل على ما نذهب إليه يتضح في أن أكثر من نصف الإنتاج الروائي اليمني خلال عقد واحد ونصف العقد قد بلغ أكثر من ( 40 ) أربعين رواية ، وهذا العدد يسجل كفّة راجحة لما تمّ إنتاجه خلال نصف قرن أو يزيد .




4- ولشهرزاد حضورها :

وختاماً وقبل أن أطوي هذه الورقة لا بدَّ لي من الإشارة إلى أن لحفيدة شهرزاد التي جعلت الحكي مرادفاً للحياة والبقاء حيثُ كانت لا بد أن تقصّ لكي تعيش ، وعَلَّمَتْ شهريار من خلال القصص كيف يكون وديعاً ومهذباً ومطيعاً لذلك كانت شهرزاد اليمنية حاضرةً بقدرتها على أن تقصّ ، وتحكي ، وتحلم ، وتشارك ؛ ومنذ البداية حكتْ رمزية عباس الإرياني رواياتها : " القات يقتلنا " 1969م ، و" ضحية الجشع " 1970، و" دار السلطنة " 1998م ، ثم حكت سلوى محمد الصرحي ثلاث روايات في الثمانينيات هي : و" أشرقت الشمس " 1984م ، و" صراع مع الحياة " 1985م ، و" يبقى الأمل " 1986م ، وروت عزيزة عبد الله أربع روايات في أوقـات متقاربة ، وبحضور قوي وهي : رواية ، " أحلام ... نبيلة " 1997م ، و" أركنها الفقيه " 1998م ، و" طيف ولاية " 1998م ، و" تهمة وفاء " 2002م ، وترسم نبيلة الزبير حضورها في " إنه جسدي " 2000م ، وتصعد شهرزاد جديدة وصغيرة هي هند هيثم لتحدثنا عن " حرب الخشب " ، و" وملوك لسماء الأحلام والأماني " 2003م ، وما يزال الأفق ممتدا ، وليالي الحكايات لم ينتهِ ، وإن أدرك شهرزاد الصباح لكنها لن تتوقفَ عن الكلام المباح .









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "كتب ودراسات"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024