البيان:باكستان تطبع علاقاتها مع إسرائيل حققت إسرائيل أمس اختراقاً دبلوماسياً مهماً للعالم الإسلامي بلقاء تطبيعي احتضنته اسطنبول التركية جمع وزيري الخارجية الباكستاني خورشيد محمود قصوري والإسرائيلي سيلفان شالوم، الذي اعتبره فرصة لدفع كل الدول العربية والإسلامية للتطبيع. بينما سارع الرئيس الباكستاني برويز مشرف إلى التقليل من أهمية هذا «الارتباط الدبلوماسي» بربط الاعتراف بإسرائيل بقيام الدولة الفلسطينية وسط نفي فلسطيني بالعلم المسبق بخطوة إسلام آباد التي تحدثت عن موافقة سعودية عليها. وقال قصوري إن قرار بلاده بالارتباط دبلوماسياً مع إسرائيل، يأتي تقديراً لانسحابها من قطاع غزة، مشيرا إلى أن هذا اللقاء لا يعني اعترافاً بإسرائيل. وأضاف في بيان تلاه في مؤتمر صحافي مشترك مع شالوم: «تعطي باكستان أهمية كبيرة لإنهاء إسرائيل احتلالها لغزة. نحن نرى هذا التطور بداية لعملية إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل في سلام وأمن»، مشيرا إلى أن «الرئيس الفلسطيني محمود عباس والعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز أبلغا مقدماً بخطط باكستان لعقد محادثات مع إسرائيل ورحبا بالخطوة». من جانبه، قال شالوم إن: «إسرائيل تأمل ان يؤدي الاجتماع في نهاية الأمر إلى علاقات دبلوماسية كاملة مع باكستان مثلما نود أن نراه مع كل الدول العربية والإسلامية لكن ذلك يحتاج بالطبع لانجازه خطوة خطوة»، مشيرا إلى أن هناك قنوات اتصال سرية مع كل الدول العربية، مطالبا إياها برفع تلك الاتصالات إلى مستوى العلن». وأضاف: «لا أرى عوائق.. أرى فقط انفراجة اليوم. حققنا انفراجة هائلة». وقال: «هذا هو الوقت الملائم لكل الدول العربية والإسلامية لتعيد النظر في علاقاتها مع إسرائيل. نعتقد أنها ستكون اشارة ايجابية للرأي العام الإسرائيلي والفلسطيني بأن هناك بعض الثمار لهذا الانسحاب من غزة». وتصافح المسؤولان الإسرائيلي والباكستاني بعد اللقاء أمام عدسات المصورين والى جانبهما وزير الدولة التركي محمد ايدين الذي كان يمثل رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان. وذكرت مصادر أن باكستان يحركها دافع آخر أيضا هو تحجيم العلاقات العسكرية المتزايدة بين إسرائيل والهند اللتين أقامتا علاقات في 1992. وقال مصدر دبلوماسي إسرائيلي إن تركيا ذات الأغلبية المسلمة التي تتبع خطا علمانيا ترتبط بعلاقات دافئة مع إسرائيل وباكستان وتحاول العمل كجسر بين الجانبين. وقالت صحيفة «الفجر» الباكستانية إن إسلام آباد أبلغت الحكومة التركية أنها تريد ترتيب الاجتماع في تركيا كمكان محايد.من جانبه، دافع الرئيس الباكستاني عن اللقاء مؤكدا أنه حصل على تأييد العاهل السعودي والرئيس الفلسطيني. وقال إن اللقاء الذي وصف بأنه «تاريخي» وعقد في اسطنبول لا يعني أن باكستان ستعترف بدولة إسرائيل. واستطرد: «لا يمكننا العيش في عزلة. الدول التي تتطلع إلى المستقبل تتلمس التغيرات مسبقا. إنها تضع سياساتها تمشيا مع المتغيرات العالمية». وأكد انه ينبغي عدم «إساءة فهم» التحرك الباكستاني، مؤكدا على موقف باكستان الذي يقوم على أن إقامة علاقات دبلوماسية بين الجانبين لن تتم إلا بعد قيام دولة فلسطينية». وأضاف: «لن نعترف بإسرائيل حتى يحصل الفلسطينيون على دولتهم أو نلمس بوادر اتفاق في هذا الاتجاه». لكن وفي الوقت الذي حظيت مبادرة مشرف بالترحيب في الخارج، فإنها أثارت غضب الإسلاميين في بلاده. ودعا تحالف من ستة أحزاب إسلامية تقود المعارضة في البرلمان إلى حركة احتجاج عامة ضد المباحثات مع إسرائيل.وفي أول رد فعل عربي، أعلنت الجامعة العربية أن إسرائيل لا تستحق الخطوة التي أقدمت عليها باكستان. كما عبر نائب رئيس الوزراء الفلسطيني نبيل شعث عن قلقه إزاء إقامة باكستان علاقات مع إسرائيل قبل انسحابها من الأراضي التي احتلت عام 1967 معتبرا أن الوقت «ليس مناسبا لإهداء إسرائيل هدايا قبل أن تثبت التزامها الحقيقي بعملية السلام ليس في غزة فقط وإنما في الضفة والقدس». وفي رده على سؤال عن معرفة الرئيس الفلسطيني مسبقا باللقاء، قال شعث «ليس لدي أي معلومات عما إذا كان استشير الأخ ابو مازن في هذا الموضوع ولكن لا اعتقد أن رده يخرج عما قلته». كما دعت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» والفصائل الفلسطينية الحكومة الباكستانية إلى التراجع عن توقيع أي اتفاقية لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. |