الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 11:03 م - آخر تحديث: 04:16 م (16: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
ثقافة
كتب /محمـد علي سعد -
كذبة أن المعاناة تولد الإبداع
هذه الترجمة الشائعة للعبارة هي ترجمة خاطئة من الألف إلى الياء.. والصحيح في ترجمة هذه العبارة الإبداع يمكن إيجازه بالتالي:
المعاناة تعني كثر التفكير في البحث عن فكرة جديدة، هامة، ممتازة، تدفع الكاتب للاستعداد نفسياً ومهنياً لبدء مشروع الكتابة حولها والمعاناة التي تولد الإبداع معناها أنه –وبحصول الكاتب على الفكرة- يبدأ همه المهني في البحث عن أدق تفاصيلها من خلال القراءة في المراجع والمصادر المعلوماتية المتعلقة بفكرة موضوعه، أو بالنزول الميداني لاستقصاء الحقائق والمعاناة، تعني أنه بعد تحديد الفكرة المراد الكتابة عنها والبحث في أدق تفاصيلها يبدأ مشروع الكتابة عنها والمعاناة هنا تكمن في أن يبحث الكاتب عند شروعه بالكتابة عن مفردة جيدة وأسلوب شيق وعرض متناسق كي يقدم فكرته للقارئ بأسلوب يضمن معه، وبه أن يوصل تلك الفكرة للقارئ ويجعلها تسكن رأسه وتدفع القارئ في أن يقتنع بها إلى حد الدفاع عنها.
إذاً المعاناة التي تولد الإبداع هي معاناة البحث عن الأفكار والقضايا التي يريد الكاتب الكتابة عنها، ثم يعاني الكاتب في الحصول على المعلومات الضرورية والحقيقية التي تسند فكرته.. ثم يعاني من أجل أن يكتب ما أراد الكتابة عنه بأفضل أسلوب.
وعليه فإن الصحفي أو الكاتب المتعب نفسياً جراء ضغوط الحياة ومتطلباتها المعيشية والكاتب أو الصحفي الذي يقف محتاراً هل يشتري بالخمسين ريالاً التي في جيبه صحيفة عربية، أو عدة أقراص من الرغيف، فيمد يده للرغيف.. هذا النوع من الكتاب والصحفيين لا نتوقع منهم إبداعاً حتى لو كتبوا ونشروا ما كتبوه يومياً في الصحف لأن أصحاب البطون الخاوية والعاجزين عن شراء صحفية محلية أو عربية أو شراء كتاب، أو الحياة دون حالة دائمة من الاقتراض.. هؤلاء الأعزاء لا يمكن أن ينتجوا إبداعاً ولا يمكن لمعاناتهم الحياتية اليومية أن تدفعهم للإبداع.. ولا يكون الكائن من كان أن يطالبهم لا أدبياً ولا مهنياً، ولا حتى إنسانياً بأي شكل من أشكال الإبداع.
والخلاصة إن عبارة المعاناة تولد الإبداع.. هي عبارة مقصود بها أنه كلما توفر للكاتب والصحفي كل أسباب المعيشة الكريمة والاستقرار النفسي والأسري والاجتماعي والمهني.. عندها يمكن أن يتأمل المجتمع ويبحث عن مشاكله ليكتب عنها ويتفكر فيه، فيخرج بآراء وأفكار تترجم طموحات وتعجل عن طريق أفكار في سبل تحقيقها.
المعاناة في الإبداع تعني معاناة إبداعية في الفكرة والتأمل والبحث والكتابة لا معانة البحث عن رغيف خبز أو البحث عن أقرب شارع لم يوصله للبيت دون أن يراه الدّيانة فيوقفوه في جلسة تحقيق قاسية يطلبون في نهايتها الحصول على موعد متى سيسدد الدين الذي عليه.
لذا فإن معظم الكتابات هي أداء واجب وإسقاط واجب والقليل منها الذي له صلة بالإبداع، استثناء لظرف، أو حتى لعزومة دسمة أنتجت مادة صحيفة جميلة.
بقي أن أقول: راجعوا أفضل إبداعات الأدب، الثقافة، الصحافة، حتى الشعر الغنائي في الدنيا ستجدون أنها كانت نتائج مراحل الاستقرار، والشبع، وانتفاء حالات العوز والفاقة.. راجعوا ستجدون مثلاً أن أفضل أديب روسي هو أدب فترة ما قبل الثورة "البلشفَّية"، ولكم أن تراجعوا ستجدون أمثلة كثيرة لازدهار الأدب، والصحافة، والثقافة، في دول كثيرة كان ذلك قبل مرحلة التعامل مع المبدعين فيها كموظفين أسرى احتياجاتهم اليومية.








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "ثقافة"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024