الحياة:تقرير التنمية 2005 يسبب الاكتئاب ليس هناك أدنى أمل لـ 18 دولة من أفقر بلدان العالم بإنجاز أي تقدم يذكر لتقليص الفقر وتحقيق مكاسب خاصة بالتنمية لسكانها البالغ عددهم 460 مليون شخص، فهذه الدول - تبعاً لتقرير التنمية البشرية لعام 2005 والذي صدر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أمس - في حالة أسوأ بكثير مما كانت عليه عام 1990، حتى أن المقدمة جاء فيها أن «قراءة التقرير الإجمالي مسببة للاكتئاب». وقال مدير مكتب التقرير السيد كيفن وتكنز إن هذه الدولة «ستستمر في ذلك المسار الانحداري ما لم يتدخل المجتمع الدولي للمساعدة»، وطالب زعماء العالم الذين سيجتمعون في مقر الأمم المتحدة في نيويورك خلال الاسبوع المقبل أن ينظروا بعين الاعتبار لهذه المعطيات. وأبرز هذه الدول هي جمهورية جنوب افريقيا وزمبابوي وبوتسوانا وطاجيكستان. ومن ضمن المعطيات النزاعات العنيفة التي وصفها مؤلفو التقرير بأنها «واحدة من أضمن السبل وأسرعها للوصول الى اسفل جدول دليل التنمية البشرية»، محذرين من أن الدول الضعيفة حين تقع في نزاعات عنيفة توفر بيئة طبيعية لمجموعات إرهابية تشكل مخاطر أمنية على المواطنين في البلدان الغنية. وعلى رغم أن 22 دولة من بين الدول الـ 32 التي جاءت في أدنى قائمة دليل التنمية تعاني نزاعات عنيفة، إلا أن دولاً مثل افغانستان والعراق وليبيريا لم ترد في مؤشرات الدليل أصلاً بسبب الافتقار الى معلومات إحصائية حديثة. لكن الإحصاءات المتعلقة بالتجارة العالمية أكثر دقة، وإن كانت تشير الى سياسات جائرة تضر باحتمالات النمو في البلدان النامية، ويكفي أنه من أصل كل دولار ينفق في مقهى أميركي لشراء قهوة من نوع «أرابيكا» التي تنتج في تنزانيا، يحصل المزارع على أقل من سنت واحد، ولذلك اشاد التقرير بمؤتمر منظمة التجارة العالمية الذي انعقد في الدوحة باعتباره «فرصة فريدة لجعل التجارة قوة اكثر فعالية في تخفيض الفقر، إلا أن ما من شيء ذي أهمية تذكر تم انجازه بعد أربع سنوات من المفاوضات»، وانتقد التقرير دأب الدول الغنية على التعهد بتخفيض التعرفات الجمركية على الواردات من الدول النامية، وتخفيض الاعانات المالية للانتاج الزراعي الضخم في الدول المتقدمة، إلا أن أياً من هذين الهدفين لم يتحقق. وعلى رغم تكرار الحديث عن الاخفاقات في مؤشرات التنمية و»الهبوط الصاروخي» لعدد من الدول، إلا أن الوضع لا يخلو من ايجابيات، فعلى مدى السنوات الـ 15 الماضية، أصبح المواطنون في عدد من الدول النامية أحسن صحة وأفضل تعليماً، وأقل عوزاً، وأكثر احتمالاً للعيش في نظام ديموقراطي متعدد الأحزاب. وإذا كانت النروج التي ترأست قمة دليل التنمية البشرية لعام 2005 نموذجاً بعيد المنال لكثيرين، فإن دولة مثل فيتنام تمنح بصيصاً من أمل، فقد خفضت فقر الدخل الى نحو النصف (من 60 في المئة عام 1990 الى 32 في المئة عام 2000). حتى بنغلادش، احدى أفقر دول العالم، نجحت في تسريع عجلة التنمية البشرية بتحقيقها مكاسب في التعليم والدخل والعمر المتوقع |