الخميس, 18-أبريل-2024 الساعة: 11:22 م - آخر تحديث: 07:17 ص (17: 04) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
ثقافة
المؤتمر نت - صنعاء واحدة من أقدم مدن العرب"، ظلت لقرون محط إهتمام المؤرخين وعلماء الآثار ، و قال عنها الشاعر اليمني الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح " لابد من صنعاء وإن طال السفر " ، وأعتبرها المؤرخون مدينة لا تموت، ففيها من الكنوز الأثرية، ما يجعلها أهم المدن العربية، سواء من حيث جمال وروعة مبانيها، أو من حيث إحتضانها لأهم أسواق العرب، والتي لا تزال محتفظة بنمطها القديم حتى اليوم، على الرغم من مرور مئات السنين على هذه الأسواق.

المؤتمر نت -
صنعاء حضارة لا تموت
صنعاء واحدة من أقدم مدن العرب"، ظلت لقرون محط إهتمام المؤرخين وعلماء الآثار ، و قال عنها الشاعر اليمني الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح " لابد من صنعاء وإن طال السفر " ، وأعتبرها المؤرخون مدينة لا تموت، ففيها من الكنوز الأثرية، ما يجعلها أهم المدن العربية، سواء من حيث جمال وروعة مبانيها، أو من حيث إحتضانها لأهم أسواق العرب، والتي لا تزال محتفظة بنمطها القديم حتى اليوم، على الرغم من مرور مئات السنين على هذه الأسواق.
ولا تزال صنعاء تحمل إلى اليوم إسم " مدينة سام "، نسبة إلى سام بن نوح، حيث تذكر كتب التاريخ أن سام كره السكنى في أرض الشمال، فأقبل طالعاً في الجنوب يرتاد أطيب البلاد؛ فوجد اليمن أطيبه مسكناً، وأرتاد اليمن، فوجد حقل صنعاء أطيبها.
وقد عرفت صنعاء كذلك بإسم " آزال "، وهو إسم ورد في العهد القديم لأحد أبناء يقطن بن عار، وجذر الإسم موجود في اللغة اليمنية القديمة، ويعني " القوة " و" المنعة "، ومنه إشتق إسم الملك السبئي " يأزل بين "، واسم المدينة اليمنية القديمة " وعلان تأزل "، أما الإسم الحالي لصنعاء، فإن مصادر التاريخ تؤكد أنه مشتق من الجذر القديم " صنع " بمعنى حصن ومنع، وهو موافق لمعنى كلمة " أزل ".
وفي لغة النقوش اليمنية القديمة يقال " تصنع " بمعنى " تحصن "، وفي تسمية الأمكنة اليمنية مصنعة، والجمع " مصانع " والتصغير مصينعة في الأماكن المرتفعة.
إشتهرت صنعاء منذ القدم بعدة معالم أثرية، لعل أبرزها قصر غمدان، إذ كان ملوك سبأ يسكنونه حين يقدمون إلى صنعاء، ويقول أبو الحسن الهمداني إن "الملوك كانت تسكن في مأرب حيناً وحيناً في صنعاء"، عندما كانت صنعاء في عهد الدولة السبئية تحتل المرتبة الثانية بعد مأرب، التي كانت عاصمة هذه الدولة.
وعندما حلت مدينة ظفار، الواقعة بمحافظة إب، عاصمة للدولة الحميرية، انتظرت صنعاء سنوات قليلة لتصبح العاصمة الأولى لليمن، بخاصة بعد الغزو الحبشي لليمن، حيث أقام سيف بن ذي يزن بقصر غمدان حاكماً لليمن بعد رحيل الأحباش.
وبالإضافة إلى قصر غمدان، يجيئ معلم " الجامع الكبير " كواحدة من أهم الشواهد التاريخية في مدينة صنعاء، والذي تم بناؤه بعد ظهور الإسلام، حيث يعد واحداً من أقدم الجوامع الإسلامية والذي بني بناء على أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم بعد العام السادس للهجرة.
وقد بني في مدينة صنعاء القديمة نحو 106 مساجد، لم يبق منها عامراً بالعبادة سواء 40 مسجداً، بعد أن توسعت عملية بناء المساجد خارج المدينة القديمة.
وتحاط بصنعاء، المدينة العتيقة، التي تقع أسفل جبل نقم الشهير 4 أبواب رئيسة، هي : باب اليمن، التي صارت صنعاء القديمة تعرف بإسمه، باب شعوب، باب السبحة وباب ستران، أما بقية الأبواب مثل باب خزيمة وباب الشقاديف فهي حديثة العهد مقارنة بالأبواب القديمة.
وداخل هذه الأبواب تكمن صنعاء القديمة بأسواقها القديمة ومبانيها الجميلة، التي حافظت على نمطها المعماري الجميل ، الذي يميز صنعاء عن بقية مدن ومناطق اليمن والعالم، ولذا، فإن المهتمين يشيرون إلى أن صنعاء لم تعط المعرفة فناً معمارياً متميزاً وفريداً، بل أبدعت نظاماً وطرازاً معمارياً يحمل إسمها عليه، إنه الطراز الذي إعتمد النظام البرجي، وعم ذلك الطراز المعماري كل حواضر وريف اليمن القديم الإسلامي.
ويتميز البناء الصنعاني بهنددسته المعمارية الجذابة، التي يستخدم فيه المعماري اليمني الزخارف داخل وخارج المنزل، وهو ما يعطيه تميزاً وجمالاً، مثل إستخدام القمريات ذات الزجاج الملون والنقش على السقوف داخل المنازل، بالإضافة إلى تميز المباني باستخدام الجير بدلاً من الحجر داخل المنزل، والذي يعطي للمنزل الحرارة أثناء الشتاء، ويلطف الجو أثناء الصيف.
لعل من أهم المعالم التي لا تزال تحتفظ صنعاء القديمة بها حتى اليوم تتمثل في أسواقها، التي تعرف بأسمائها القديمة، مثل سوق الملح، وسوق البز، بالإضافة إلى سوق صناعة الفضة والجنابي وغيرها.
وأول ما يصدم أنف الداخل إلى صنعاء القديمة عبر بوابتها الرئيسية " باب اليمن " التي كانت تغلق أمام زائريها في السابعة مساء وحتى السابعة صباحاً، هي تلك الرائحة الممزوجة برائحة البخور والمسك ونمط الحياة القديمة.
صحيح أن الحياة تتجدد كل يوم في اليمن متجاوبة مع إيقاع العصر، إلا أن صنعاء القديمة لا تزال تتمسك بتاريخها ونمط حياتها، الذي لم تهزمه التغييرات التي تتسارع في العالم من حواليها كل يوم.
إن ذلك لا يعني إنغلاقاً، بقد ما يعني تمسكا بالحضارة التي ينشد إليها كل زائر، فمدينة صنعاء الجديدة، التي تتوسع كل يوم خارج صنعاء القديمة، يجعل المدينة القديمة تتمسك بما بناه الأقدمون، وتصبح عنواناً لليمنيين، الذين شيدوا فيها واحدة من أهم حضارات العرب والعالم.













أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "ثقافة"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024