السبت, 20-أبريل-2024 الساعة: 03:16 م - آخر تحديث: 02:53 م (53: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
ثقافة
المؤتمرنت –حياة الرايس -
لحظة يجتمع الشعر مع القات والحناء يصبح للأدب معنى آخر
الحياة الثقافية والأدبية مختلطة في اليمن، وقد أمسكت برئاسة اتحاد الكتاب اليمنيين مؤخرا امرأة هي الأديبة هدى ابلان. ولكن رغم ان للمرأة حضورا كبيرا في الحياة العامة باليمن إلا أن هناك تقليد إقامة المجالس الخاصة بالنساء وأخرى خاصة بالرجال فى البيوت، وهو ما يسمى «بالمقيل» أي جلسات تناول «القات». ولعلَ مجلس «لقى الأدبي النسائي» يدخل ضمن هذا السياق، ولكنه يختلف عن بقية المجالس ببساطته وخروجه عن دائرة الاستعراضات الاجتماعية لمظاهر البذخ التي تتسم بها عادة كل حفلات الاستقبال، وذلك لتميز صاحبته الشاعرة نبيلة الزبير، المعروفة ببساطتها وتمردها على كثير من النواميس الاجتماعية.
كنت فى زيارة الى اليمن لحضور مؤتمر عن حقوق المرأة، فدعتني الشاعره نبيلة الزبير الى مجلسها الذي ينعقد كل مساء خميس، أخذتني الكاتبة هدى ابلان الى البيت الذى يقع في احدى ضواحي مدينة صنعاء، اوصلتنا السيارة الى منحدر مترب على مسافة من الطريق العام، دخلنا بيتا بسيطا، وعبرنا ممرا وسيطا، افضى بنا الى غرفة الملتقى. كانت غرفة مستطيلة مفروشة بحصير من قش سنابل القمح المصهودة بلون مواسم الحصاد، تحيط بجدرانها الاربعة مفارش ومساند خفيفة مزركشة بألوان الحقول في كل الفصول.
كان الوقوف بعتبة هذه الغرفة ببساطتها الزاهدة، يغري بترف روحي نادر، حيث الدعوة الى البراءة الاولى والطبيعة البكر تدعوك فتخلع عنك اقنعتك، كما تخلع حذاءك وتتركه على العتبة وتدخل فى محراب البساطة، ملبيا نداء الارض الدافئ، وتسند ظهرك الى الحائط فتحتضنك ألفة المكان وتلفك حميمية نادرة. كانت الاديبات اليمنيات يخلعن عنهن عباءاتهن السوداء وحجاباتهن ويرمين بها فى ركن ويرتمين على الارض، فكانما يتخلصن من اعبائهن لا من عباءاتهن، وكان لضحكهن واحتفائهن ببعضهن، رنين وقع السلاسل والقيود على الارض. حول شمعة كبيرة واحدة منتصبة داخل شمعدان بلون التراب وسط الغرفة تواصل السهر والسمر حتى الصباح، تعرفنا ليلتها على الشاعرات اليمنيات ابتسام المتوكل، ناديه مرعي، فاطمة العشبي والتشكيلية آمنه النصيري، الباحثة انطلاق المتوكل، الكاتبة نجاة الشامي، هؤلاء مؤسسات الملتقى الى جانب الشاعره نبيلة الزبير. انضمت اليهن في «لقى» اديبات مقيمات في اليمن مثل القاصه العراقية ارادة الجبوري والناقدة السودانية اماني عبد الجليل، مع العلم ان «لقى» هو اول ملتقى ادبي نسائي في اليمن، اسس سنة 1998، استرعى اهتمام النقاد وكتبت عنه كبريات الصحف العربية مثل «الأهرام» و«السفير» وغيرها، لخصوبة ما يطرحه من محاور نقاش متنوعة. في سهرتنا تلك استمعنا الى الشاعره نبيلة الزبير:

«بين القصيدة والقصيدة:

ثمَ عمر من فراغ الذاكرة

من ذا يدون لا وجودا

هو عمر الشاعرة»

نادية مرعي أنشدتنا: «على تلال فؤادي، تنبض اغان صغار، قطرات تنداح: ايها الكون... انا …انا موجودة، مندهشة، اكثر من اي وقت مرّ».

واسمعتهم من شعري قصيدة بعنوان «سيِّد الليل»: «البارحة جعلتك سيد الليل، واستضفت لك النجوم والقمر، وجعلت لك كل واحد في كف...ومن وميض عينيك سرى البرق والرعد في جسدي...ولهمسك خشع الليل...وعند بوحك ارتجف الورق في الشجر، رقَ الخشب حتى اشتهى الفناء فى نار موقدي...وحدها السماء لم تلب، لقد كانت تشتهي سريري». كنّا نستمع إلى الشعر وسط طقوس «الملتقى» التي لا يخلو منها اي مجلس يمني، وهي عادة «تخزين القات»، تلك النبتة الاستوائية التي جاءت إلى اليمن من الحبشة في الغزوات القديمة وتسمّى أيضا بـ«أشجار الجنة»، وقد اجتاحت الآن مزارع اليمن وحلّت محلّ أشجار الفاكهة والذرة والقمح خاصة في منطقة «أب» الحزام الأخضر ـ لكثرة استهلاكها ولسرعة نموها وغلاء اسعارها. يتعاطى القات جلّ أهل اليمن بنوع من الإدمان الجماعي. تمضغ قليلا وتخزن تحت اللثة بعدما تغسل وتقطع الى وريقات صغيرة ولذلك تسمى العملية بـ «التخزين» يسبقها الاكل ولا يتناول معها شيء إلا شراب الكركدن، وهو نوع من الزهر السودانى جاء قي الفترة الاخيرة الى اليمن يغلّى ويضاف اليه السكر والقرفة والهال. يعطي «القات» طاقة كبيرة، وقد بدأ به العمال لبعث النشاط ثم رجال الدين للقيام بالليل، ثم اصبح عادة يومية لكل اليمنيين، وتقام من اجله المجالس الاسبوعية، ومن مجالس «القات» المعروفة مجلس الدكتور الشاعر عبد العزيز المقالح كل خميس. لا يكاد يخلو مجلس يمني من القات، و«لقى» لم يشذّ عن هذه العادة، جرّبناه نحن الضيوف بدافع الفضول وقد عرفت فيه طاقة جعلتني ساهرة حتى الساعة السادسة صباحا. ما بين الشعر «القات»، كان خضاب الحناء حاضرا بيننا، وأصر البنات اليمنيات ان يخضبن ايدينا وينقشنها، وهي عادة يمنية ايضا من طقوس الاحتفاء بالضيف، كما كانت العطور والبخور اليمنية تملأ المكان وتتصاعد من المجامر احتفاء بالشعر.
نقلاً عن صحيفة الشرق الاوسط











أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "ثقافة"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024