الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 10:14 ص - آخر تحديث: 05:05 ص (05: 02) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
قراءة متآنية لمقال بن حبتور (مشاعر حزينة في وداع السفير خالد اليافعي)
محمد "جمال" الجوهري
السِياسِيُون الحِزبِيُون الألمَان يَخدعون ويَكِذِبُون ويخُونُون شعبهم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
ثقافة
المؤتمر نت - .
الشرق الأوسط -
{نجمة} كاتب ياسين رمزا للجوال الجزائري
في الجزائر أطلقت إحدى شركات الجوّال خدماتها باسم «جازي»، وهو شعار نُحِتَ من اسم البلد مع بعض التحوير، وأطلقت شركة منتجات غذائية اسم «الصومام» ـ أشهر المؤتمرات العسكرية التي عقدتها قيادة ثورة التحرير الجزائرية ـ على منتج «لبن طبيعي»، كلّ هذا بدا مفهومًا.
لكن الظاهرة التي جذبت الانتباه، هي أن شركة اتّصالات اختارات اسم «نجمة» كشعار لها. و«نجمة» هذه هي أشهر أعمال الروائي الجزائري المرحوم كاتب ياسين. وهي المرّة الأولى التي يحمل فيها منتج تجاري اسم رواية، فخفخة غير معهودة في دول الشمال الإفريقي على الأقل. مسؤولو شركة الاتصالات قالوا إن الاختيار تمّ بناءً على سبر آراءٍ قامت به المؤسّسة، وكانت نتيجته أن الاسم الأكثر قبولاً هو «نجمة»، وعليه فليس لدى المسؤولين أي شيء غير عادي لتبريره. بل إنّهم يعتزون بكون كل رنّة هاتفٍ ستذكّر زبائنهم بالرائعة الروائية الخالدة، هكذا يكتسب «الجوّال» نفسه طعمًا آخر.
الجميل في ظاهرة الجوّال الذي يصادق الكتاب هو حياة الكاتب نفسه، فكاتب ياسين عاش حياةً صعبة شديدة التعقيد، وانتهى بائسًا وفقيرًا ومحطّماً، لكن اسم أفضل أعماله سيذكّر الكل به، وسيضمن له من الخلود ما لم يحلم به، ناهيك من إدخاله التاريخ من أوسع أبوابه، كأنه «سوبر ستار» صنع شهرته من قلمه، وظلّت هذه الشهرة فاعلة حتّى بعد رحيله.
يحكي ياسين للكاتب العراقي سيّار الجميل في كتابه «نسوة ورجال» قائلاً: «ولدت عام 1929 في منطقة القبائل وأنا أمازيغي. كانت طفولتي صعبة ولكنني كنت مشاغبا، وطفقت اكتب وأنا ابن عشر سنوات فرأي الآخرون عندي مخايل الذكاء واضحة لا تحتاج إلى أي تفسير.. مررت قبل أن ادرس في المدرسة الفرنسية بالكتاتيب التي تعلم القرآن، على عادة أترابي التقليديين. لم يشجعني احد على الكتابة إلا احتلال فرنسا للجزائر الذي جعلني أكون سياسيا في كل ما اكتبه وأقوله من النصوص النثرية وقصائد الشعر.. لقد ولدت «نجمة» من مجموعة إيحاءات وهواجس ورموز كنت ألملمها كل يوم على مدى عشر سنوات، أي منذ عام 1946 لتغدو رواية صدرت في باريس عام 1956، وأنا شاب جزائري في العشرينيات والثورة المسلحة قد اندلعت في كل البلاد.. ونجمة هو رمز لابنة العم التي كنت متعلقا بها إلى حد الجنون!». ويعلّق سيّار الجميل على الكلام بالقول «لم يكن اسمها نجمة، كان اسمها زليخة وكانت متزوجة وتكبره بعشر سنوات.. وعليه، فهذا الحب ضرب من المستحيل».
هذه هي ظروف ميلاد «نجمة» التي تروي قصّة حياة «لخضر» ذلك الذي يتساءل دوماً عن سبب حبّ الكل لـ«نجمة» رغم إدانتهم لها بذات الحين. وهو سيناريو تشبيهي لما كان يحدث مع الجزائر التي كانت «مستباحة» من طرف الفرنسيّين، ولكن الكلّ كان متعلّقًا بها.
هذا هو الوتر الذي تعزف عليه تفاصيل الرواية من أوّلها لآخرها، ولهذا السبب فإنّها قد منعت من التداول في فرنسا حتى استقلال الجزائر، كما منع عرضها كمسرحية في ذات البلد حتّى سنة 2003، اذ عرضت في إطار فعاليات سنة الجزائر الثقافية بفرنسا. مشكلة الفرنسيّين كانت أن «نجمة» تتألّق بشكل غير اعتيادي، ويضمن لها مستواها مكانةً متقدّمة للغاية في سجّل الأدب المكتوب بالفرنسية، إلا أنّها تبقى رغم كلّ ذلك عملاً يدين الاستعمار ويصمه إلى الأبد.
ياسين لم يقدّر له الاستمتاع بشهرته كثيرًا، إذ أن روح النضال بداخله تغلّبت على الفن. لقد أخرج الكثير من الأعمال إلى النور ففي الشعر أخرج «مناجيات» و«قصائد إلى الجزائر المضطهدة» و«مئة ألف عذراء» و«تحت صرخات الديكة». وفي المسرحية كتب «الجثة المحاصرة» و«دائرة القمع» و«غبار الذكاء» و«الأسلاف يزدادون ضراوة« و«المرأة المتوحشة» و«الرجل ذو الصنادل المطاطية» و«حرب الألفي عام» و«ملك المغرب»، وأضاف في الرواية عملاً بعنوان «المضلع النجم». كل هذا لم يشفع للرجل الذي كان يسارياً متطرّفًا، وظلّ دائم الاصطدام بالشعور العام والمؤسّسات الرسمية في ذات الحين، لم يتقن المهادنة ولا عرف الحلول الوسط، وانتهت به حياته مشرّدًا مسكينًا وفقيرًا بمدينة «غرونوبل» الفرنسية يوم 29 أكتوبر 1989. وكم هي المفارقة عجيبة، أن يموت المبدع فقيرًا لكن آخرين لا صلة لهم بالإبداع يجنون الذّهب والألماس من اسمه!

















أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "ثقافة"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024