الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 11:48 ص - آخر تحديث: 04:26 م (26: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
ثقافة
الشرق الأوسط -
ابن خلدون في مئويته السادسة .. حيّ يرزق بيننا
انطلقت احتفاليات الذكرى المئوية السادسة لوفاة العلامة ابن خلدون في تونس، بندوة دولية ضمت تسعين باحثاً، وتستمر الأنشطة التي ستصل إلى 540 تظاهرة على مدار السنة، في المدن التونسية، كما تنتقل إلى فرنسا واسبانيا، وتشمل معارض الكتب والمخطوطات، التي تم جمعها خصيصاً لهذه الغاية والإصدارات الجديدة. ولعل الأكثر اثارة هي المسرحية التي يحضر لها المخرج عز الدين المدني، لتفتتح عروض «مهرجان قرطاج» المقبل. وهي عمل ضخم يرصد حياة ابن خلدون، ومرحلته التونسية بشكل خاص، ومغامراته المليئة بالدسائس. وبالمناسبة عاد الاهتمام ببيت ابن خلدون الذي ولد فيه، وما يزال قائماً في تونس العاصمة، وكذلك الكتّاب الذي كان يتردد عليه. كيف بدأت الاحتفالات؟ وكيف يبدو بيت ابن خلدون الذي يستقبل محبيه أكثر من أي وقت مضى.

ستمائة سنة مرت على وفاة مؤسس علم العمران البشرى، العلاّمة أبي الوليد عبد الرحمن ابن خلدون، العبقرية التي أهدانا إيّاها القرن الرابع عشر الميلادي، وأهملتها القرون التالية. وكان لا بدّ من انتظار القرن الثامن عشر ليبعث ابن خلدون من جديد، ولتحدث المفاجأة في الأوساط العلمية الأوروبية بترجمة «المقدمة» إلى الفرنسية اولا، ثم الى الإنجليزية جزئياً، مطلع القرن العشرين، وإلى الألمانية أوائل ثلاثينات القرن الماضي، إلى أن نشرت بشكل كامل سنة 1958 في بريطانيا. وكانت المقدمة قد حظيت بدراسات عالمية للتعريف بها قبل هذا التاريخ، ثم توالت طبعاتها التي كان آخرها سنة 2006، مشمولة بتعليقات، منها ما قاله المؤرخ وعالم الاجتماع أرنولد توينبي، من أن مقدمة ابن خلدون «أعظم مؤلف من نوعه، لم يقم بإنجازه أي عقل من قبل في أي زمان ومكان».

والحقيقة أن إسهام الحضارة العربية، لم يعرف الانتشار والتعريف المنصفين، وجامعاتنا لم تتمكن من التعريف العلمي الكافي بهذه الحضارة، وظلت آراء المستشرقين التي مضى عليها ردح من الزمان، حول غربة ابن خلدون عن عصره تتبوأ رحاب المكتبات العالمية، برغم مجافاتها للحقيقة أحيانا، ومكتباتنا، تفتقر الى اليوم، لدراسات قيمة تليق به الا لماما، اما الطبعات العلمية لكتبه، فهي مفقودة عموماً.

لعلّ ذلك ما دفع «بيت الحكمة» في تونس، الى إقامة ندوة كبرى تحت شعار «ابن خلدون: منابع الحداثة» في الفترة ما بين 13الى 18 مارس (آذار) في العاصمة التونسية، مسقط رأسه، بمناسبة المئوية السادسة لوفاته، وفي نطاق السنة الوطنية لابن خلدون. وقد دعيت حوالي تسعين شخصية فكرية، بين مستشرقين وعرب جاؤوا لإنارة الفكر الخلدوني والاستنارة به.

مداخلات قاربت المائة، يصعب الإلمام بها، كما يصعب الإلمام بشخصية متعددة الجوانب مثل ابن خلدون كتب في السياسة والاقتصاد والدين والجغرافيا والتربية، وتظل «المقدمة» أشهر كتبه، وإن كانت تحجب كتبا أخرى، عمل من خلالها على إعادة الإعتبار للجانب العملي في الفكر الإسلامي، بإخراج العقل من أسر مباحث عالم الغيب إلى معالجة قضايا الواقع. ووضع ابن خلدون للتاريخ قواعد علمية تمكّن من فهمه فهما موضوعيّا مبنيّا على نوعيّة العلاقات البشريّة وأهميّتها العصبيّة، وعلى قوانين الإقتصاد والسياسية وعلم النفس والتربية، فجعل من العمران البدوي والعمران الحضري، صنفين للحضارة يرتبط كلّ منهما بالآخر في عضويّة متواصلة، ويفهم كلاهما في ضوء الحركية الاجتماعيّة والثقافية والدينية، آخذا بعين الاعتبار عناصر الحياة المادية والمناخية، ومركزا بالخصوص على العنصرين الاقتصادي والسكاني. ارتكز ابن خلدون على رؤية للتاريخ غاية في الواقعية، وموضوعية الى ابعد الحدود، فكانت بحق منبعا من منابع الفكر الحداثي يلتقي فيها مع كثير من علماء الاجتماع في العصر الحديث، مثل توماس هوبز ودوركهايم وقلنر وغيرهم.

استأثر ابن خلدون باهتمام الباحثين شرقا وغربا، وكثيرا ماجرت المقارنة بينه وبين «ماكيافل». وقد اشار المستشرق ماستيمو كامبانيني، في ورقته التى قدمها في الندوة الى هذه المقارنة التي تتمثل في رفض كليهما للطوباوية الارتدادية الى الماضي المستحيل اعادته في ظروف الراهن، الا انه توجد سمة اساسية تميّز فكر الرجلين حسب رأيه: ففي حين يلتزم ابن خلدون نظرة دينية بارزة نجد أن ماكيافل مقتنع بأن الدين يعيق إدارة السلطة.

الى جانب «المقدمة»، استأثر كتاب «العبر وديوان المبدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر»، باهتمام المتدخلين في هذه الندوة باعتباره حصيلة كاملة للتاريخ البشري الى عصر المؤلف، تناول فيه تاريخ الأمم والأجيال خاصة المغربية، قصد التبصر بالأحداث والتأمل فيها، كما استعرض فيه مجمل حياته ورحلاته. لذلك يختزل النقاد تسميته بـ«التعريف بابن خلدون ورحلته شرقا وغربا»، وقد اعتبره الباحث محمد الداهي في ورقته، من كتب السير الذاتية، مؤكدا ان هذا الكتاب، وضع بسبب رغبة ابن خلدون في كتابة ترجمته، والتحدث عن نفسه، وملء فراغ حياته. بل اعتبر الباهي ان ابن خلدون هو أول عربي خصص لحياته كتابا كاملا، ساعياً إلى تقديم صورة عن عصره وذاته.

كما ألهمت سيرة ابن خلدون الذاتية الروائي المغربي بنسالم حمّيش، كتابة رواية سمّاها «العلامة»، وزعت في الندوة وتناولها الاستاذ مصطفى الشادلي من المغرب في ورقته التي قدمها بعنوان: منزلة ابن خلدون في التخييل الروائي. واعتبر أن عنوان الرواية، يحيل إلى مرجعية علمية وتاريخية تضرب بجذورها في الذاكرة العربية (وعلى وجه الخصوص القرن الثامن الهجري)، وتسترجع صدى ما راج قديما من أخبار ونوادر وسير الأنبياء والعلماء والشعراء، وتفترض مسبقا قارئا متوفرا على كفاية ثقافية، تؤهله لقراءة نص تفاعلت فيه آفاق متباينة. لو قرأنا العنوان في منأى عن التعيين الجنسي(désignation générique) ، يقول المؤلف قد نتوهم بأنه نص تاريخي يستعرض سيرة علامة يُشهد له بالتألق العلمي والفقهي. ولكن لما نضعهما حيال بعضهما البعض، نتأكد بأن المترجم له هو ضرب من ضروب الخيال أو على الأقل هو شخصية «واقعية» تؤدي دورا يلتبس فيه الواقعي بالتخييلي. وهكذا تقترح رواية «العلامة» على متلقيها أنساقا ثقافية متعددة. منها ما يحيل إلى مفهوم الأدب عند العرب القدامى، ومنها ما هو حديث ينزع إلى مساءلة التراث العربي (خاصة المتن الخلدوني).








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "ثقافة"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024