المدارس بعد المساجد دشنت السعودية الأحد الماضي مشروع نظام المعلومات الجغرافي للمساجد، وبحسب ما ذكرته هذه الصحيفة في تغطيتها لهذه المناسبة بأن المشروع يستهدف إخضاع مساجد البلاد للرقابة الإلكترونية، كما أن الوزير السعودي صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد قد أعلن ـ بحسب الصحيفة ـ بأن هذا النظام سيمكن من رؤية الإمام والمؤذن، وتصوير جميع محتويات المسجد ومكوناته، كما سيمكن المسؤولون في الوزارة من معرفة حالات المساجد يوما بيوم وبدقة متناهية من خلال التقنية الحديثة. وأعتقد أن هذا المشروع يحمل الكثير من الإيجابيات، ويعتبر من المنجزات الهامة لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ولوزيرها صالح آل الشيخ، فهذا البرنامج لن يحمي المساجد من الذين يقومون بأعمال تخريبية مادية كالتي حدثت في بعض مساجد الرياض فحسب، ولكنه أيضا يمكن أن يدعم رسالة المسجد من خلال تقويم أداء الأئمة والمؤذنين والوعاظ وحلقات العلم. ولعل تدشين هذا المشروع الرائع يشكل دافعا لدى وزارة التربية والتعليم للقيام بمشروع مماثل يطبق على المدارس والفصول الدراسية بغية متابعة وتقويم العمليات التربوية والتعليمية في المدارس من قبل مراكز الإشراف التربوي في المناطق التعليمية، فتصوير ما يجري في الفصول الدراسية خيار تأخذ به مجموعة من المدارس الحديثة حول العالم لأنه يتيح متابعة طبيعية لأداء المعلمين وفعاليات الطلاب بعيدا عن الأجواء المتكلفة التي يفرضها وجود المشرفين التربويين أو مديري المدارس داخل الفصول الدراسية.. فالتعليم يفترض أن يكون في مقدمة المؤسسات التي ينبغي أن تستفيد من التطور في المجال الإلكتروني، فمن خلال تجربتي العملية الماضية لسنوات في حقل التربية والتعليم أستطيع أن أؤكد أن المتابعة عن بعد في الحقل التربوي ضرورة يفرضها التوسع الهائل في أعداد المدارس التي غدت شواهد رقي نفخر بها في كل مدن البلاد وقراها، ولن يكون بمقدور هذه الوزارة وإدارات تعلميها في المناطق والمحافظات تقويم الأداء في هذا العدد الكبير من المؤسسات التعليمية بشكل جيد وفق الأسلوب التقليدي المتمثل في جولات المشرفين الفصلية على تلك المؤسسات، ولذا فإن مشروعا مماثلا للذي دشنته وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تطبقه وزارة التربية والتعليم يمكن أن يحدث نقلة كبيرة في أداء هذه الوزارة.. فهل تفعل؟ أنباء الشرق الأوسط |























