الأربعاء, 24-أبريل-2024 الساعة: 04:45 ص - آخر تحديث: 02:23 ص (23: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
ثقافة
عبدالسلام المودني -
(قلق)..........عبدالسلام المودني
في الأيام الثلاثة الأخيرة، بتّ ألحظ شيئاً جديداً حملته الطاولة المقابلة لي تماماً، رجل ظاهر الشرود، القلق من ملامح وجهه البارزة، و عمق نظراته الفارغة المسلطة اتجاه ورقة بيضاء أمامه من السمات التي تعقلك إلى شخصه.

من هنا، في هذه المقهى البعيدة ، حيث جعلت من طاولة في ركن قصي محرابي، أمارس فيه طقوس فراري، و خلوتي و الكلمة فاراً من ابتزاز زوجة سليطة و شجار عيال ملاعين.

ثلاثة أيام أمضاها أمامي لا يفعل شيئاً غير جلوسه المحفوف بجلال الصمت و نظرة عميقة فارغة في ورقة بيضاء، و بين لحظة و أخرى تداعب أصابعه القلم في توتر جلي. لم ينجح في كتابة شيء، و لم أستطع مع تركيزي عليه فض بكارة ورقتي أيضاً.

أعترف ألا شيء يطاردني هنا حيث الهدوء المطلق في المكان شبه الخالي إلا من حركات نادلٍ تقدم به العمر، و همساتٍ محمومة لبعض العاشقين الفارين مثلي تماماً إلى زوايا معتمة يبسطون مشاعرهم خلسة عن أعين الرقباء، بيد أن وجود هذا الكائن القلق قبالتي جعل كل أجوائي صاخبة.
مطارق أسئلة كثيرة تدق خواطري.

أيكون عاشقاً معذباً في هذا العمر لمراهقة نزقة، طالبة عنده في الصف مثلاً، فلجأ حيث يستوحي من منظر عشاق المقهى كلمات يخاطب بها عشيقته المفترضة عن طريق خطاب غرام يبثها أشواقه و عذاباته؟

أم تراه صحفي اعتصم بهدأة المكان من ضوضاء مكتبه عله يظفر بمقال عظيم يصور مآسي شعب ما بين الحربين؟

أو ربما كاتب خطابات مأجور لاذ بقهوته السوداء بانتظار هطول كلمات من سماءاتها الغامضة فيُفرح بها زعيماً أميّاً مندلق البطن و الشهوات، ليرفعه من درجة القهوة السوداء إلى كأس ) خمس نجوم (؟
أختلس النظر إليه فيساورني قلق بريّ منه. لم لا؟ قد يكون جاسوساً في وطن بليد كل مهنه الجاسوسية، قيضه أحد خلفي يتعقب سكناتي و السكنات، و يستغل انشغالي و اشتغالي على قصتي الجديدة ليكتب تقريره اليومي البئيس عن بؤسي؟

اعتدلت في جلستي، و زايدني القلق، و صرت أكثر حذراً، بيد أني ما إن أطلت النظر في شروده حتّى زايلتني الربكة و تلاشى خوفي فاسحاً المجال أمام تربع قلقي المستفز بشأن الرجل الذي لحظته لأول مرة يخربش شيئاً على ورقته. يتوقف عن الكتابة قليلاً، يشعل سيجارة، يأخذ منها نفساً عميقاً، يودع زفيره أكوام دخان ليرنو للاشيء.

عرفته.

صاحبنا من أهل الشعر بلا ريب، أتى إلى هنا يتوسل إلى كل آلهة الشعر و السكون علهم يرأفوا لحاله و يجودوا عليه ببضع كلمات مرصوصات تملأ هيكل قصيدة مفترضة. يهبّ واقفاً كأن هاتفاً مباغتاً دعاه. يقصد النادل شبه الغافي، يشير هذا الأخير إلى مكان بالداخل فهمت أنه الحمام.

تعالت أمواج فضولي، عليّ أن أعرف ما كتب لتنجلي حقيقة من يكون فتقر شياطيني. لم أشعر إلا و أنا أهبّ من مقعدي و أقصد طاولة الرجل حيث استلقت ورقته كمحظية عارية. بدت لي ترمقني فزعة من فكرة أني غريب يغتصب أسرار جسدها.

جحظت عيناي و هما تصطدمان بأولى حروف سطر ورقته الأول، تلعثم لساني مردداً رجع ما وقع عليه
) في الأيام الثلاثة الأخيرة، بتّ ألحظ شيئاً جديداً...








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "ثقافة"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024