الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 01:49 م - آخر تحديث: 02:05 ص (05: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
ثقافة
المؤتمر نت - محمد سعيد الريحاني
المؤتمرنت -
الريحاني: الفكر العربي فكر غير نسقي ويستند للمنع التاريخي
* هلا قربتنا من مشروع " أنطولوجيا القصة المغربية الجديدة "؟
- إطلاق مشروع "أنطولوجيا الحلم المغربي" الخاص بترجمة القصة المغربية القصيرة إلى اللغة الإنجليزية هو شطر أول من مشروع ثلاثي (في ثلاث أجزاء على ثلاث سنوات) يحمل شعار "الحاءات الثلاث" أريد له "التعريف" بالحساسيات الجديدة للقصة المغربية القصيرة الجديدة عن طريق "ترجمتها". وقد حددت المحطات الثلاث للمشروع في إقلاعه نحو الغاية المنشودة في "الوصول للقارئ الآخر". وأول المحطات هي النشر الإليكتروني على مواقع إليكترونية ثقافية عربية لمعانقة ذوي القربى الذين يفترض أن يكونوا أول من يقرأ الخبر وأول من يطلع على المشروع. على أن تساير هذه الخطوة نشرا موازيا على مواقع إليكترونية أنغلوفونية تعنى بالأدب المقارن أو الترجمة أو الإبداع. الخطوة الثانية هي النشر الورقي على صفحات المنابر الإبداعية والثقافية. والخطوة الثالثة والأخيرة ستكون تتويجا للمراحل السابقة من هذا المشروع، وذلك بالصدور في كتاب تحت رعاية ناشر يتكفل بطبع الكتاب والترويج له ولكتابه.
ابتدأ النشر الالكتروني مع فاتح ابريل 2006 وتم الالتزام بالموعد نص الشهري على الويب لغاية الساعة وسيستمر الانضباط في النشر لغاية نشر آخر نص مترجم يوم 15 نونبر2006، أي بعد ثلاثة اسابيع. فالقاطرة تسير ولا راد لها ما دام الهدف محددا والبرنامج المسطر تحت السيطرة والعمل التطوعي محركا أساسيا للمشروع. وهذه ليست سوى شمعة واحدة ونحن نضيئها ترفعا عن سب الظلام...

* ما هو دافعك من مشروع هذه النافذة المشرعة على حديقة الآخر ؟
- في سنة 2003 خطرت ببالي فكرة إعداد انطولوجيا للقصة المغربية القصيرة المكتوبة بالعربية يكون محورها "الطيران". وكان من بين النصوص المختارة نصي "وطن العصافير المحبطة" ونص أحمد زيادي "الطفل والعصفور" ونصوص أخرى لم اعد اذكرها لأنني راسلت أصحابها الذين لم يكلفوا أنفسهم عناء الجواب على المقترح.
لكن الفكرة عادت إلى السطح من جديد في بداية هذه السنة ،2006، عندما طلب مني أحد الكتاب المغاربة ترجمة نص قصصي له من اختياري. فاخترت من نصوصه نصا حالما كان في تقنيته السردية يميل لنصي الحالم "افتح، يا سمسم". ففكرت مليا في إحياء المشروع وقررت هذه المرة أن أغير الاتجاه ليكون القارئ "أجنبيا": لماذا لا يقرأ القارئ الأجنبي نصوصا كهذه؟ لماذا لا نختار للقراء الأجانب ما يقرؤونه لنا كما يختارون لنا ما نقرأه لهم؟ لماذا لا نقدم لغيرنا الصورة المشعة التي نريدهم أن يروننا من خلالها؟...
وقد راعني التجاوب الكبير مع الإعلان. ففي ظرف خمسة عشر يوما كان في علبتي البريدية حوالي عشرين نصا لكتاب مغاربة وغير مغاربة. ووجدت نفسي في امتحان صعب ووسائل الإعلام الدولية من إيران والعراق إلى إنجلترا تنشر الخبر والتعليق حول المبادرة والتهاني تتقاطر من كل مكان. فوجدتني أمام خيارين: فإما أن "اربح وجهي" أو أن "أخسر مشواري الأدبي". فأوقفت الإعلان، ما دمت سأقوم بكل المهمة وحدي، واكتفيت بترجمة ستة عشر نصا لكتاب مغاربة معتذرا للكتاب الآخرين.
ولقد كان هذا الخوف عاملا مساعدا على بدل قصارى الجهد لإنجاح المشروع. لكن لم يكن الخوف هو محرك المشروع. فمشروع "أنطولوجيا الحلم المغربي" لم يكن يرتكز على دعامة الخوف من الفشل بل كان يستند إلى "فلسفة تحدد معالم أفقه". ففكرة ترجمة نصوص القصة المغربية القصيرة إلى اللغة الانجليزية كانت في البدء نابعة من عدم قبول الشح الواضح في النصوص السردية المغربية المكتوبة أو المترجمة إلى اللغة الانجليزية. وكان هذا الحس بالغيرة ورد الاعتبار هو محرك مبادرة ترجمة نصوص سردية مغربية جديدة للتعريف بها لدى القارئ الآخر. لكن هذا القارئ الآخر ليس قارئا محايدا بل هو قارئ متشبع بثقافة أخرى ترى في الثقافة العربية، عموما، عيبين كبيرين:
1)-العيب الأول: هو التجزيئية.أي أن الفكر العربي فكر غير نسقي فكر تجزيئي نظرا للمنع التاريخي للفكر المنظم و التفكير الحر (الفلسفة) و هيمنة الرأي الواحد الذي لا يسمح بنسق فكري متكامل و مغاير بجانبه.
2)-العيب الثاني :هو انعدام الحرية. فإذا كانت الطابوهات في الحياة العربية تحدد في ثلاث: الدين و الجنس والسياسة. فسيكون من الأجدى توسيع الدوائر الثلاث اكبر ما يمكن توسيعه لتصبح الطابوهات الثلاث تحمل اسم » الحاءات الثلاث « : حاء الحلم وحاء الحب وحاء الحرية ... وللالتفاف على مصادرة هذه الحاءات اعتبر الحلم تخريفا و الحب ضعفا والحرية فتنة والفتنة نائمة في الرؤوس ملعون من يوقظها...
ولذلك، فقد ارتأينا أن يكون المشروع القصصي نسقيا متكاملا وحرا من كل الطابوهات العروبية وكان سبيلنا إلى ذلك هو اختيار حاء أولى من ثالوث الحاءات الثلاثة المحرمة، حاء "الحلم"، بحيث تؤدي دور الهادم للثالوث المحرم من زاويته الأولى كما تؤدي دور الجاذب لكل من المشروع الذي أطلق عليه "انطولوجيا الحلم المغربي"على أن تكون الحلقة الثانية "انطولوجيا الحب المغربي"، والحلقة الثالثة والأخيرة "انطولوجيا الحرية"...
إن مشروع "أنطولوجيا الحلم المغربي" مركب نحو الضفة الأخرى والقراء الآخرين في أفق تواصل أكثر انفتاحا في زمن الدوائر الضيقة والآفاق الضيقة وسيادة قاعدة “مبدع الحي لا يطرب”.
وأنا متفائل بأن المشروع سيكون له صدى في كافة ربوع الوطن العربي وستتفتح بموازاة معه جنسيات أخرى لأنطولوجيات أخرى حول أحلام أخرى… المشروع هو فقط فاتح شهية لانفتاح إبداعي عربي قادم على الآخر مثلما هو إدانة لواقع القراءة المتردي في كل ربوع البلاد العربية.
وكما تتبعت، وأنت من شهود هذه التجربة، ف"أنطولوجيا الحلم المغربي" كتبت "في الهواء الطلق" بعيداً عن كل أصناف الهواء الفاسد والملوث، بحيث كان ممكنا لكل الغيورين الزيارة والمشاركة والتأثير والتقييم والتقويم. كما لا يفوتني أن انوه بالتفاعل الإيجابي الذي صاحب عملية ترجمة نصوص الانطولوجيا. فمن الكتاب المشاركين في المشروع من تقبل بصدر رحب تغيير عنوان نصه، ومنهم من قبل إضافة أو حذفا داخل النص ذاته... وهو ما لا يمكنه أن يحدث في مشروع آخر مع مخاطب آخر لولا الثقة الكبيرة التي وضعوها على عاتقنا والتي تحولت للتو إلى مسؤولية عظيمة.

* ما هي مقاييس الالتحاق بهذا المشروع القصصي؟
- المشروع فتح صدره لجميع الأقلام المبدعة في مجال القصة القصيرة على أن يكون النص القصصي "حلما" بالضرورة، وأن يرفق النص بصورة شخصية وسيرة ذاتية جد مركزة ويبعث بهم جميعا إلى عنواننا الإلكتروني.
مشروع "أونطولوجيا الحلم المغربي" الخاص بترجمة القصة المغربية القصيرة إلى اللغة الإنجليزية، هو مشروع أنطولوجيا لا تشبه الأنطولوجيات. فرغم أنها تركز على جنس أدبي معين، القصة القصيرة، فهي تشترط داخل ذات الجنس الادبي موضوعا واحدا كقاسم مشترك ضروري تتقاطع فيه كل النصوص المقترحة للترجمة وهو "الحلم".
مشروع "أونطولوجيا الحلم المغربي" ملك للجميع ولذلك أمكن لكل الغيورين اقتراح كل ما يرونه مناسبا لحجمه ورهانه. كما كان بإمكانهم اقتراح أي نص يرونه منضبطا للشروط البسيطة المعروفة والمنصوص عليها في ورقة المشروع وهي أن تكون قصة قصيرة ومغربية وأن يكون الموضوع حلما بالضرورة.
المشروع هو ملك لكل الكتاب المغاربة ولذلك فإننا كنا نأخذ بجدية اكبر اقتراحاتهم. فلسنا في نهاية المطاف سوى منفذي حلم/مشروع كان أصلا حلما/مشروعا في مخيلة كل المبدعين المغاربة. أما شروطه فلم تكن مفروضة ولا كانت نهائية. بل كانت تتأقلم باستمرار مع المعطيات المتجددة عندنا: النصوص القصصية المتوفرة ، اقتراحات الغيورين على فكرة المشروع الذي نما وتكيف وتأقلم باستمرار مع مقترحات الزملاء الكتاب المغاربة. وعليه فقد تم إسقاط شرط "أن يكون الكاتب قد نشر على الاقل مجموعة قصصية واحدة على الأقل" اقتناعا بفكرة صعوبة دخول عالم النشر بالنسبة لأغلبية الأدباء الشباب... وهو رأي اغلب الكتاب والنقاد والغيورين الذين تجمعنا معهم إرادة إيصال المشروع إلى القمة وإيصال الأصوات الإبداعية المغربية معه إلى العالمين. ثم تبعه إسقاط صفة الأدباء الشباب عن المرشحين لغموض مفهوم الشباب والأدب الشاب والأدباء الشباب وحاجته للتدقيق والتمحيص. ورغبة منا في جعل الحلم مغربيا صافيا، حلما لكل المغاربة، فقد حذفنا أيضا شرط الشباب عن المشاركة في الانطولوجيا... كما تم حذف نصنا الثاني المعنون "أحلام الظهيرة" حرصا على مبدأ التكافؤ بين جميع كتاب الأنطولوجيا...

* لماذا أنطولوجيا للقصة ، بدل أنطولوجيا للقصيدة ؟
- كما تعلم، فأنا كاتب قصة قصيرة ولست شاعرا. لذلك، فلا يمكنني سوى أن أكون منسجما مع ذاتي إذا ما تعلق الأمر بإعداد انطولوجيا أدبية فأختار القصة القصيرة. فكوني قاصا يجعلني أقرب لفهم القاص المترجم له من أي مترجم آخر نظرا لوجود العديد من القواسم المشتركة بيننا:المعرفة الكافية بالجنس الأدبي موضوع الترجمة، الدراية بالتقنيات السردية المشغلة، الإلمام بالمدرسة الأدبية التي ينتمي إليها... وكما تتبعت، فقد كنا قبل القيام بعملية الترجمة، ننجز قراءات نقدية للأعمال المرشحة للترجمة باللغة العربية أولا كي يطلع عليها أصحاب النصوص ويكونوا على بينة من أمر نصوصهم. فالترجمة لا تكون أبدا خيانة إلا في حالة ترامي الدخلاء على ترجمة نصوص تنتمي لمجالات لا يعرفون عنها شيئا. فالترجمة، في نهاية المطاف، ليست محض إلمام باللغة المترجم منها (source language) واللغة المترجم إليها (target language). إنها رؤية قبل كل شيء.
ولذلك، لن تجدني في يوم من الأيام أترجم غير السرد . ولذات الغرض لن تجد مترجما متخصصا في ترجمة النصوص الدينية يجرب في يوم من الأيام ترجمة رواية "عوليس" أو مسرحية "بيت الدمية". لأن الأمر لا يتعلق فقط بنقل الكلمات من لغة على أخرى بل بنقل سياق ثقافي محدد في العمل الإبداعي موضوع الترجمة إلى سياق ثقافي ثان في عمل إبداعي ثان.
أستحضر بالمناسبة طرفة حدثت لأحد أصدقائنا. فقد فوض لمترجمة إنجليزية ترجمة ديوانه الشعري من اللغة الفرنسية إلى اللغة الإنجليزية، فاندهش لترجمتها لكلمة (les beurs) التي تعني "أفراد الجالية المغاربية في فرنسا" بكلمة (butter) التي تعني "السمن". فقد كانت تعتقد أن (les beurs) هي صيغة الجمع للمفرد (le beur). وهذا النوع من الترجمات هو ما ينعته الإنجليز ذاتهم ب (bread-and-butter translation) أي ما يسميه المغاربة "ترجمة اقدي وعدي". وهذا مصير كل متطاول على ترجمة أي عمل لامسته يده من فن وفكر ودين وعلوم دون أن يعي اختصاصاته ومقدراته وحدوده...

* ما الأهداف التي تنشدها من هذه الأنطولوجيا ؟
- من بين الانتقادات التي وجهت لنا إبان الإعلان عن هذا المشروع، أتذكر الملاحظات التالية وهي تخص الأهداف المحددة للمشروع:
1. لا طاقة لمغربي بترجمة عكسية لنصوص من العربية على الإنجليزية وإلا سيضطر لنشر نصوص سهلة لا تمثل القصة المغربية. وان الإنجليز هم المؤهلون لذلك.
2. الأجدى ترجمة النصوص الإنجليزية إلى العربية للاستفادة منها لا العكس.
3. الترجمة إلى لغة أخرى ستخصيها من كل فحولتها في لغتها الأم ما دام الهدف هو تزيين الصورة ليقبلك الآخر...
4. الكتابة عن المغرب تتطلب وضع اليد على أماكن الخلل ونشر غسيله الوسخ بينما الترجمة ستعمل على إخفاء هذا الوسخ وستكون بذلك ترجمة سياحية من الأفضل أن تشرف عليها وزارة السياحة...
وهذه الملاحظات جميعها تستمد جذورها ومقوماتها من فلسفة "صدام الحضارات" الذي نعارضه جذريا بتبنينا لفلسفة بديلة: "حوار الحضارات".
لماذا لا نأخذ زمام الامور بأيدينا؟
ألم يكن الاتحاد السوفياتي يخصص ميزانيات في حجم ميزانيات التسلح لرسم صورته عن طريق ترجمة الأدبيات الماركسية وأشكال تدبير الحكم على النمط السوفياتي إلى كل لغات العالم؟
ألا تفعل اليابان ودول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة نفس الشيء أيضا؟
إن القضية الحقيقية في زمننا المعاصر هي ضمان موطئ قدم وسط هذا السيل الهائل من الصراع على الوجود والهيمنة. ف"من لا صورة له، لا وجود له". و"من صنعت له صورته، صنعت له معها أدواره".و"من صنعت له أدواره، أضاع فرصته في الحياة".

* ما هي آخر أخبار هذا المبادرة ؟
- لقد نشرت النصوص اتباعا على موقع "ريحانيات" وموقع "الحكواتي". كما نسهر حاليا على نشرهم جميعا على إحدى اكبر الموسوعات العالمية، موسوعة "ويكيبيديا" العملاقة. أما الخطوة الثانية فهي النشر الورقي، وقد تلقينا من أستاذ اللسانيات والتواصل الدكتور فؤاد بوعلى المشرف على مجلة "واتا/WATA" التي نصدرها الجمعية الدولية للمترجمين العرب وعدا بنشر النصوص إما في ملحق خاص أو في شكل نصوص موزعة على أعداد متتالية. والخطوة الثالثة والأخيرة ستكون تتويجا للمراحل السابقة من هذا المشروع بالصدور في كتاب تحت رعاية ناشر يتكفل بطبع الكتاب والترويج له ولكتابه.
الحقيقة أننا راسلنا أزيد من 100 دار نشر أمريكية وإنجليزية وأسترالية وكانت مغامرة جميلة اكتشفنا خلالها أشياء كثيرة إلى أن اقترح علينا الإخوة حملة القلم في البلاد تغيير اتجاهنا من مكاتبة دور النشر الأجنبية إلى مكاتبة وزارة الثقافة المعنية الأولى بدعم الثقافة المغربية داخليا والتعريف بها خارجيا . فاقتنعنا ووضعنا بين أيدي السيد وزير طلبا إلكترونيا أولا لطبع هذا العمل الحالم لتحقيق حلمه وإخراجه للقراء إما في نسخته العربية أو الإنجليزية أو هما معا في كتاب واحد. وقد كان الجواب، بتاريخ 17 أكتوبر2006 ، يطلب فيه منا تقديم مشروع كتابنا إلى احد الناشرين المغاربة وهو ما سنفعله وما علينا سوى انتظار إعلان نتائج الترشيحات لنيل دعم وزارة الثقافة.

* بم تريد أن نختم هذا الحوار ؟

- في نص "موسم الهجرة إلى أي مكان" من مجموعتي القصصية الأخيرة التي تحمل ذات العنوان، ربما قرأت هذه الفقرة:
"الوطن صار مسرحا لأسوء أنواع الممثلين. الناس أميون ويمثلون دور الآباء المسؤولين ويأخذون أبناءهم للمدارس. المدرسون يمثلون دور المربي والمعلم والمنشط. والتلاميذ، منهكين بالمحافظ الثقيلة وساعات الدرس الطويلة والمسافات البعيدة بين المدرسة والبيت، يمثلون دور النجباء المتجاوبين مع الدرس. والتلفاز يذيع نتائج الامتحانات ويمثل دور المطمئن لتطور مستوى أبناء الشعب. والشعب مريض والأطباء يمثلون دور المعالج. والمحسوبون أقارب يمثلون دور المواظبين على زيارة القريب في المشفى. والمرضى يموتون ويحملون إلى ديارهم في سيارات يمثل بها سائقها كسيارة إسعاف. ويخرج أفراد عائلاتهم يصرخون ويندبون ليمثلوا دور المنكوب...
تمثيل في تمثيل في تمثيل... وأنا في حاجة إلى العيش ولو ليلة بعيدا عن هذه الخشبة الكبيرة. لذلك ، فقراري الرحيل قرار لا رجعة فيه."
وهذه هي كلمتي الختامية: "علينا في هذه المرحلة من تاريخنا أن نكون حقيقيين: في مشاريعنا وخططنا، أن نقول ما نفكر فيه وان نفعل ما نقوله ". علينا أن نكون حقيقيين: أفرادا ومؤسسات. هذا هو حلمنا وهذا هو جوهر مشروع *أنطولوجيا الحلم المغربي* : "الحلم بغد مختلف لا يمت لهذا الواقع بصلة".

أجرى الحوار: القاص المغربي عبد الله المتقي








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "ثقافة"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024