الإثنين, 07-أكتوبر-2024 الساعة: 08:52 ص - آخر تحديث: 03:10 ص (10: 12) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المستقبل للوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
زخم الثورة وحاجته لسلوكٍ ثوري
إياد فاضل*
خواطر في ذكرى تأسيس الموتمر الشعبي العام
د. أبو بكر عبدالله القربي
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ليبارك الله المؤتمر
راسل القرشي
الجديد في ذكرى التأسيس الـ"42"
شوقي شاهر
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
رؤية وطنية تلبّي احتياجات الشعب
أحلام البريهي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
الدليل النظري للمؤتمر.. المرجعية الحقيقية لتحقيق السلام
جابر عبدالله غالب الوهباني*
الذكرى الـ42 لتأسيس المؤتمر مرحلة بحاجة للحكمة
عبيد بن ضبيع*
تجربة التأسيس وحاجة اليمنيين لها اليوم
خالد سعيد الديني*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - عباس الضالعي
المؤتمرنت - بقلم : عباس الضالعي -
بعد حريق أرشيف التعليم العالي كم أرشيفا سيحرق ؟؟!
كل يوم يمر يثبت لنا الواقع مدى تغلغل طابور الفساد واستفحاله والآليات التي يعمل بها والطريقة التي يفكر من خلالها بالإستمرار على مواصلة إهلاك البلاد والعباد دون رقيب أو حسيب ، وما حدث خلال ايام حين التهمت النيران أرشيف التعليم العالي عمدا هذه المرة للتغطية الكلية عن مخلفاتهم وتركتهم لكي لا يراها أحد ، ورغم بساطة الأمر كونه حريق ارشيف وزارة يحتوي على عدد من الأوراق لكنه في الإجمالي مكون هام من مكونات الدولة وجزء من تراثها حتى ولو بعد حين .

والفعل هذا يعطينا جرس الإنذار المبكر لأن البلد قابعة تحت نيران الفساد ، وعلى هذا هل ننتظر من بقية الأرشيفات الحكومية أن تطالها نيران الفساد وتلتهمها حريقا ، والمهم هو أن على الأجهزة الحكومية المعنية أن تتخذ كافة تدابيرها من أجل التحكم بهذا المخزون الكبير الذي تستند عليه والذي يمثل شخصيتها والحكومة بدون إرشيف يعني أنها بدون شخصية .

والمؤشر اليوم خطير لأن الفاسدون يفكرون هكذا ، تصفية كل شيء ولا وجود لأي دليل يدينهم هذا ما نفهمه من هذه العملية وهذا السلوك الجديد ، وإنهم تفاجئوا بالجدية على محاصرتهم والإنقضاض عليهم فما كان منهم إلا هذا العمل كأقرب الطرق إلى النجاة ، لكن حتما سيلاحقهم قانون مكافحة الفساد ومعه كل أجهزة العدالة .

الفساد اليوم مثله مثل الإرهاب لا دين له ولا جنسية ونحن نقول أنه لا توجه ولا فكرة يقف عند حدودها فالفساد منبع أخلاقي جاء من براثين بيئة إجتماعية مختلة القيم وناقصة المبادئ ، فأشخاصه ورجاله ينحدرون من جميع التيارات والقوى وإن كان البعض يحاول إستغلاله لجني بعض المكاسب والضجة الإعلامية فقطز

الفاسدون هم اناس من خارج دائرة الوطنية والقيم والأعراف ، وهم مرض خبيث قدره قدر بقية الخبائث ولا عتب أو حرج أن ننال منه كجزئية بسيطة ، فالمؤسسات الحكومية فاسدة وبدرجات متفاوته ويختلف من جهاز إلى آخر ، ومن السهل القضاء عليه وعلى رجاله هو من خلال التفعيل الكامل لقانون مكافحة الفساد وإعلان آليات تتسم بالشفافية والوضوح والبساطة في الإجرءات من حيث الطريقة التي يمكن الجميع بتقديم معلومات عن عمليات الفساد وهذا ما سيعمل على المحاصرة السريعة والبناءة ، وفي الوقت نفسه سيكون لهذا النوع من البساطة مخاطرة وهو كالعادة التوظيفات الشخصية والذاتية وتحقيق نوع من الإنصاف الشخصي عند العاجزين الذين سيقومون بالبلاغات الوهمية والمعلومات المزورة التي ( ستدوش ) السلطات المعنية لكي تثنيها عن عملها الحقيقي ، لكن مهما كان فإن الأمر سيلقى طريقه للعناية وإيجاد الحلول .

قبل البدء يجب إغلاق مظاهر الفساد المقنن :
اليوم صارت هناك لا أدري ما أسميها موضة أم فوضة !! فتكاثرت العمليات التي كانت نادرا ما تحدث وإذا حدثت تحدث بصورة بسيطة ، أما اليوم صارت لنا مسميات جديدة الفعل والطريقة قديمة المسمى ، فهناك ما يسمى عمليات ( الممارسة ، التكليف المباشر ، المزاولة ، التنفيذ الذاتي وغيرها من المسميات ) الهدف من هذه المسميات وهذه العمليات - ظاهريا وتحت قبول التبرير - هو من أجل السرعة والدقة في العمل ، من أجل الوقت ، هي فقط للحالات الطارئة ، لأنها تقوم بالشراء المباشر دون الخضوع لأي إجراءات قانونية على المستوى الداخلية للجهة أو على المستوى العام ولا تمر عبر إجراءات رقابية أو قانونية تستند فقط إلى المبرر الطارئ وهم فعلا قد حولوا كل شيء إلى طوارئ ، لأن ما كنا نعرفه عن طبيعة عمل هذه المسميات هي فعلا أن يتاح للجهة الحكومية أن تقوم بالتكليف المباشر أو الأمر بالممارسة لتنفيذ عمل يساوي ما قيمته مبلغ ما بين المائة إلى المائتين الف ريال لكن تصل هذه إلى صرف الملايين وتقوم بتنفيذ مشروع متكامل هو ما يثير الشبهة حقا ويجعل المعنيون يقفون عند هذه الممارسات والبحث عن أماكن تواجدها ، والشيء المهم - لمن لا يعلم – أنه يتم تجزأة عناصر المشروع وتقسيمها وتوزيعها بشكل مقنن وفني ومهني (حسب تصنيف قاموس الفساد ) وإيجاد أكثر من قالب وأكثر من صيغة ، لكنه في النتيجة النهائية هو صورة مجسمة لمزاولة الفساد علنية والتغيرات التي تلحق بالمعنيين ومن يحوم حولهم الشاهد الأكبر .

ونحن بكل صراحة لا نرى فيها إلاّ إستغلال لأوضاع وظروف معينة وهروب من آليات المناقصات العامة والعصب على العيون ليمر من خلال هذه المسميات وهذه العمليات عمليات فساد كبيرة تطال المال العام وهذه واحدة من أساليب العمل الجديدة لطابور الفساد ، وهذا لا يتوقف على عند جهة بعينها إنما صار معمولا به في غالبية الجهات ، وأكثر ممارسة لها الجهات الخدمية وتختلف درجتها حسب الجرأة التي يتوقف عليها الأشخاص المعنيون
والعملية صارت مشتركة بين المشتروات الخاصة بالجهة وبين المختصين في نفس الجهة وأصبح كلا منهم يعمل عرابا للآخر !!! والعمل المطلوب هو تغيير شخصيات ورجال المشتروات والأفراد الذين يقومون بتوفير الأشكال والصيغ القانونية التي هي بالأصل خارجة عن القانون نصا وروحا

هل الحريق ما ينتظره الوطن :

بلا أدنى شك فالدولة اليوم وكل أجهزتها سيتم القضاء عليها في لمح البصر لأن الضمائر الخبيثة والنفوس المريضة هي المتضرر الأكبر من وصول يد العدالة والحساب إليها ليكبحها ويوقف عبثها ، فالنيران التي أضرمت في أرشيف التعليم العالي ما هي إلا مشروع و مؤشر سنرى بعدها مشاريع وتتحول إلى برامج وهؤلاء الخبثاء الذين يخونون الوطن والأمانة والمهنة مرات عديدة مرة حين يرى الفساد ويسكت عنه ومرة حين يشرع في الفساد ومرة حين يأمر بمزاولته ومرة حين يستلم القيمة ومرة ... ومرة .
فماذا ننتظر من أناس مثل هؤلاء ويتحلون بهذه الأخلاق وينظرون إلى المال العام بهذه الطريقة إنها الخيانات المتكررة وإنها الخيانة التي تفوق العظمى ، لأن قوانين العالم العقابية تصدر بحق المتهم تهمة الخيانة العظمى لدوره كوسيط أو سمسار أستمد مكانه الوظيفي أو قرابته ليقوم بعمل تسهيلات بسيطة كتهرب ضريبي أو تمرير عمولة معينة التي صارت مع الزمن عندنا مشروعة ، نرى العقاب والملاحقة القضائية ،
ولو كان الحريق حلا فإن دولا بعينها وشعوبا بأكملها قد أفنيت واليمن ربما ستكون اكثر فناءا إن أستمر هذا الغول على ما هو عليه وبالكيفية والشرعية التي يمنحها رجال القرار في كل مؤسسة عامة بحسن أو سؤ نية

القانون بادرة للحل المنتظر :

الفساد يشكل اليوم النقطة السوداء في حياتنا والأكثر منها سوادا يحدد علاقتنا بالآخرين ، ويشكل الهم الوطني اليومي للمجتمع بكل فئاته ومكوناته ، وأصبح يشكل عارا علينا من الناحية الأخلاقية والمهنية والتربوية والمخرج الوحيد من هذا الكابوس والقضاء عليه هو نزول قانون مكافحة الفساد وقانون المناقصات والمزايدات للتنفيذ وبشكل مهني وأن لا ينظر في أي من الإلقاب أو المكانة التي سيختبئ ورائها الفساد ويترعرع لأن القانون يجب أن يدك كل الأسوار ويرفع كل الحصانات التي يتمترس معها وبها الفساد بمختلف أنواعه ، فالقانون هو الحل الوحيد وعلى من يدعون الوطنية بأنهم خداما لهذا الوطن سنرى الكيفية التي سيتعاملون معها مع هذا الوطن أم أنهم سيتحولون إلى عناصر من نوع آخر كما سبق للبعض ؟!!!
ونحن على إنتظار نتائج التحقيقات التي ستنال من الرموز الراعية للفساد وعلى انتظار أيضا بحجم العقاب الذي سينالوه ونأمل أن يكون عادلا إنشاء الله .

[email protected]









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024