الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 03:11 م - آخر تحديث: 05:05 ص (05: 02) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
قراءة متآنية لمقال بن حبتور (مشاعر حزينة في وداع السفير خالد اليافعي)
محمد "جمال" الجوهري
السِياسِيُون الحِزبِيُون الألمَان يَخدعون ويَكِذِبُون ويخُونُون شعبهم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
ثقافة
المؤتمر نت - .
المؤتمرنت - القدس العربي -
صيد السلمون في اليمن: رواية لبول توردي
في التحقيق الذي اجرته اللجنة البرلمانية المختارة بمجلس العموم البريطاني في وفاة رئيس الوزراء البريطاني جي فينت والشيخ اليمني، محمد بن الزايدي بني تهامة في وادي علين في مرتفعات اليمن، توصلت اللجنة الي ان وفاة رئيس الوزراء وان جاءت قدرا بسبب ارتفاع مستوي المياه في حوض السمك الذي كان رئيس الوزراء البريطاني يدشنه في هذه المنطقة ـ الا انها اكدت علي ان بريطانيا التي ارسلت قواتها للعراق من اجل الدفاع عن مصالحها النفطية اسوة بامريكا عليها ان تختار بين سياسة سمك السلمون وفرض الديمقراطية في العالم العربي ولكنها عادت واعترفت ان من النتائج غير المقصودة لسياسة رئيس الوزراء فينت ان سكان اليمن اعجبوا به وبتكريسه لخدمة المشاريع البيئية وقرروا والحالة هذه ان ينصبوا له تمثالا مع الشيخ محمد وهما يحملان صنارتي الصيد وفي وسط العاصمة صنعاء، وكل ذلك يعتمد علي موافقة السلطات المحلية. ولاحظت اللجنة، أن المهم في نتائج التقرير ان اللجنة القت اللوم علي مدير الاستراتيجيات والاتصالات في مكتب رئيس الوزراء روبرت ماكسويل (اسم له دلالة في الاعلام البريطاني)، الذي اتخذ قرارا ذاتيا بمحاولة اقناع رئيس الوزراء بدعم مشروع نقل وتربية سمك السلمون في وادي علين اليمني كفرصة لتحسين فرصه الانتخابية. في ضوء المشاكل التي يعاني منها رئيس الوزراء من ناحية تراجع شعبيته بسبب قراره ضرب العراق، فقد اعتقد ماكسويل ان دعم مشروع كهذا في قلب بلد محافظ كاليمن لا يعتبر فقط فرصة لتحسين صورة بريطانيا في الشرق الاوسط كبلد مهتم فقط بارسال الدبابات الا انه مناسبة لالتقاط صورة فريدة ونادرة لرئيس الوزراء وهو يدشن افتتاح الحوض ويقوم بممارسة هواية الصيد ويصيد اول سمكة سلمون في اليمن بل وفي العالم الاسلامي. وقررت اللجنة حض البرلمان والحكومة علي ضرورة تحديد ووصف وظيفة مدير الاتصالات في مكتب الحكومة في (10 داونينغ ستريت) حيث تكون وظيفته توصيل سياسات الحكومة للرأي العام وليس تحديدها لخدمة مصالح انتخابية لرئيس الوزراء. وأوصت اللجنة بعدم اعادة ماكسويل الي وظيفته، بالنسبة للوكالة الحكومية التي تعاونت مع الشيخ الزايدي، في تنفيذ مشروعه الطموح فقد قررت اللجنة أن توصي بحلها ودمجها في وزارة البيئة لانها تجاوزت صلاحيتها القانونية وتعاونت في مشروع حمل طابعا سياسيا، حيث انخرطت فيه وزارة الخارجية والداخلية ومكتب رئيس الوزراء نفسه. ولم تذكر اللجنة شيئا عن العالم الذي كلفته الوكالة الحكومية لتحقيق تنفيذ المشروع ولا عن الشيخ محمد، الشيخ المتنور الذي يسمح لنفسه بشرب الويسكي في قصره الاسكتلندي ويكتفي بالماء البارد في قصره في منطقة شهر الجبلية. والشيخ محمد بني تهامة هو احد السادة الذين رصدوا ملايين من الدولارات لبناء وتحقيق هذا المشروع العملاق، بحسب ديفيد سادجن المسؤول عن لجنة ودائرة الابحاث السمكية في المركز الحكومي (خمسة ملايين جنيه استرليني)، وكان مدفوعا بالايمان باهمية تحقيق هذا المشروع ونقل سمك السلمون من حظائره وبيئته المائية الباردة الي مناطق اليمن الحارة، وكان الشيخ محمد بني تهامة يؤمن بقدرة العلم علي تجاوز كل العقبات في ضوء توفر المال. والزايدي هو رجل اعمال معروف لديه الكثيرمن المصالح العقارية في بريطانيا وثري معروف في مناطقه القبلية، وانجلوفايل (محب للإنكليز) بالفطرة ولكنه ملتزم بالدين علي الاقل حسب تفسيره، وهو صديق للشيخ محمد بن مكتوم امير دبي، الذي دعاه الي رحلة صيد في المرتفعات الاسكتلندية وقدمه الي هواية صيد السلمون التي يمارسها الانكليز والبريطانيون عامة للمتعة وليس للاكل حيث يرمون ما يصيدونه بعد يوم من الترفيه علي حواف القنوات والانهار. بالنسبة للشيخ محمد فان تربية السمك وتوليده في اليمن سيكون بمثابة الخطوة لتقريب الناس. فلسفة السيد اليمني ان بريطانيا المتقدمة والمتطورة لم تستطع التخلص من غرورها وتفريقها بين الطبقة الراقية والعاملة، ولكن الفروق الطبقية تختفي والغرور يزول عندما يحمل كل شخض صنارته مهما كانت اهميته الاجتماعية ويقف لممارسة هواية صيد سمك السلمون، حيث يعبيء الطعم ويرمي الشبك بانتظار السلمون ليقفز ويتناول الطعم. هذه الفلسفة هي وراء مشروع يعتبره الكثيرون تجديفا ورجما بالغيب. ولكن الشيخ محمد تعامل مع الفكرة بمثابة الحياة او الموت، فهو ان فشل فسيكون للامر حسابات اخري سياسية، وهنا يدخل تنظيم القاعدة علي الخط، اذ يتم اعتراض عدد من الرسائل الالكترونية، وكلها تدعو نشطاء التنظيم لتصفية الزايدي حتي لا يفتح المشروع الذي يقوم بالاعداد له الباب علي مصراعيه لدخول قوي الشر والكفر الي ارض اليمن الطاهرة، ومن هنا يرسل احد قادة التنظيم في الباكستان، طارق انور، الي زعيم محلي اسمه اسد يطلب منه اتخاذ الاجراءات اللازمة وتجنيد شخص من منطقة فينتشلي في شمال لندن لملاحقة السيد والثري اليمني الزايدي، ويخبره ان اوامر الشيخ ابو عبدالله اسامة بن لادن تقضي بتصفية الشيخ محمد، ويقول ان المال تم تحويله عبر البريد لان الامن لا يقوم عادة بفحص الاموال المحولة عبر البريد. وعندما يرسل اسد، وهذا اسم قائد التنظيم اليمني، تحفظات حول القرار مذكرا ان الزايدي هو من الاسياد ورجل محترم ومتدين، يكتب انور مذكرا له ان الشيخ ابو عبدالله يعود في اصوله لليمن، حضرموت، وهو يعرف كيف يفرق بين الصالح والطالح. وبالنسبة لعدم وجود ناشطين في لندن بسبب القبضة الامنية البريطانية علي النشاط الاسلامي هناك، يقترح انور في رسالة اخري ارسال شخص من اليمن يعرف الانكليزية، ويتخفي في زي احد الحراس او حاشية الشيخ، وعندها يقوم بالاغتيال. يرد القائد الميداني انهم وجدوا راعياً فقد اغنامه كلها وهو بحاجة ماسة للمال، حيث يوافق علي القيام بالمهمة. تفاصيل عملية الاغتيال لم تنشر في الصحف البريطانية ولكن الامن البريطاني الذي حقق في وفاة رئيس الوزراء واختفاء جثته مع الشيخ محمد ومدرب الصيد كولن ماكفرسون اكد ان هذا الحادث الفاشل الذي تعرض له الشيخ محمد في قصره يشير الي قصور امني في معرفة وفحص الاوضاع قبل سفر جي فينت.
ما سبق ليس تقريرا صحافيا، ولكنه جزء من فكرة روائية وردت في رواية مثيرة وأولي لبول توردي (ولد عام 1946)، وهو هاو لصيد سمك السلمون، درس الادب الانكليزي في اوكسفورد، وعمل معظم حياته في الصناعة، وزار العديد من الدول العربية. الرواية مثيرة لانها تقرأ كتقرير صحافي او مدونة ساخرة من الحياة المعاصرة ومن السياسة والاعيبها، حيث يمزج الكاتب هنا بين اكثر من اسلوب، ويتخلي عن السرد التقليدي في الرواية، مع اننا هنا امام مستوي متعدد من السرد، الا ان هذا وان تحقق عبر سرد كل شخص موقفه او روايته، لكن الكاتب استعاض عن هذا بتكنيك مزج بين المراسلات الرسمية بين المؤسسات الحكومية والخاصة المعنية بتطوير وانجاز مشروع السلمون اليمني، كما اعتمد علي يوميات الشخصية الرئيسية في العمل، اضافة الي الرسائل الالكترونية المتبادلة بين المسؤولين في الحكومة والشركات والخاصة بين الشخصيات نفسها. كما اعتمد علي فكرة التقارير الصحافية، ومقتطفات من تعليقات الصحف البريطانية واليمنية حول المشروع الذي ارادت الحكومة ان يكون لها طرف فيه من اجل استخدامه في تحسين صورة الحكومة ورئيس الوزراء، كما نقل الكاتب تعليقات القراء الذين استهجنوا التقارير التي تتحدث عن مشروع سلمون في اليمن البلد الحار والذي لا يعرف تقاليد صيد الاسماك. فيما اعترض قراء علي فكرة نقل الثروة السمكية ونقلها الي بلد اجنبي. وشارك احد المحاربين القدماء اثناء الاستعمار البريطاني لعدن، في الجدال مدافعا عن اليمنيين الذين قال انهم صيادون بالفطرة وناجحون، وارسلت وزارة الثروة السمكية توضيحا نشر في صحيفة يمنية تصدر باليمن عن عدم علمها بالمشروع. كما اعتمد توردي علي فكرة نشر مقتطفات من مقابلات صحافية وتلفزيونية اجرتها الصحف ومؤسسات التلفزة البريطانية مع رئيس الوزراء فينت، الذي اكد علي اهمية دعم مشروع كهذا في اليمن. وقال لاحد مقدمي البرامج المشهورين اندرو مار شخصية حقيقية انه معني بالمشروع وانه يعبر عن حبه لصيد السمك، فيما تردد او تجنب الاجابة عن الاسئلة المتعلقة بالحرب والقوات البريطانية في العراق. مع هذا اغني توردي سرده الروائي بمقتطفات من مذكرات روبرت ماكسويل التي تحدث فيها عن طموحاته وطبيعة عمله الدائم، وعدم اهتمامه بالروايات، ومرافقته الدائمة لرئيس الوزراء الذي يكن له احتراما كبيرا، ويعتبره اعظم شخصية في العالم، ولقاءاتهما الخاصة معا بدون الحشم او المرافقين، حيث يتحرر رئيس الوزراء من الرسميات وقيود الوظيفة كما يحلو لتوني بلير، رئيس الوزراء وصف عمله. وما دام اسم بلير ذكر، فيبدو ان توردي صمم شخصية جي، لكي توائم شخصية توني بلير، الحريص كل الحرص علي تراثه، وعلي انجازاته ويحاول التخلص من لعنة العراق التي ورط نفسه فيها وما الي ذلك. ضمن هذا العالم السردي المتنوع يقدم توردي رواية مثيرة، وحكاية عن السياسة، والمصالح، والمثالية، وعن عالم الاسماك، وعن اشكالية الانسان المعاصر في بريطانيا. فالرواية هي في النهاية عن الفرد جونز، احد كبار الباحثين في علم الاسماك والمخلوقات البحرية في المعهد الوطني للسمكيات الممتازة، والذي قدم ورقة نالت اعجاب الكثيرين من زملائه خاصة ديفيد سادجن، مدير المعهد، وتتحدث الورقة الاكاديمية التي تعتبر رائدة في مجالها عن مستوي الحمض في مياه تعيش فيها انواع من السمكيات. الفرد جونز، الباحث متزوج من ماري التي تعرف عليها اثناء دراستهما في اوكسفورد، هو كان يدرس علم البحار، اما هي فكانت طالبة في الاقتصاد، ماري تعمل الان في مؤسسة مالية كبيرة، وهي في موقع بارز، وتسافر كثيرا، كلاهما، ماري والفرد قررا عدم انجاب اطفال من اجل الاستمتاع وتكريس حياتهما للعمل الاكاديمي، يمثلان في طريقة حياتهما الطبقة المتوسطة، مع ان راتبهما في مجمله يعتبر كبيرا، الفرد يقدم نفسه علي انه انساني، ولا يؤمن بالدين، ويقوم بالقاء محاضرات في مركز الحي الاجتماعي، عن الالحاد وغياب الايمان، كطريقة ومن اجل ان يكون فردا نافعا في المجتمع، هواياته القراءة وممارسة هواية صيد السلمون التي تعلمها من والده. نتعرف علي السيد جونز بعد ان نقرأ سلسلة من المراسلات والرسائل الالكترونية عن مشروع سلمون اليمن. وهو يحدثنا عبر كتابة يومياته، حيث يكتب في حزيران (يونيو) عن زوجته ماري التي ستحضر من نيويورك حيث كانت هناك في رحلة عمل، وهو يحضر من اجل استقبالها خاصة ان هذا اليوم هو الذكري العشرون لزواجهما، ويخطط ان يقدم لها هدية اشتراك في مجلة الايكونوميست . نعرف من يومياته ان حياتهما عادية، مرتبطة بضغوط العمل، ففي هذا اليوم نسي ان يشتري قهوة للصباح وقد أدي الطعام الهندي السريع الذي اشتراه من مطعم قريب من بيته الي لخبطة في معدته، اثرت علي مزاجه. لكن ما كان يشغل بال جونز، ليس انشغال زوجته التي تشكو دائما من ضغط العمل، وعلي سفر دائم، واحيانا لا تجد وقتا للاستماع الي مشاكل وهموم زوجها، فكل همها هو التطور والترفيع ومراكمة المال. لكن هموم الزوجة جزء من قلق الفرد فهو لا يكن حبا لرئيسه الدكتور سادجن، وهو نفس الرئيس الذي سيطلب منه الاشراف علي مشروع سلمون اليمن بعد تلقيه مراسلات من الخارجية البريطانية ومن مؤسسة فيتزهاريس اند برايس وهي المؤسسة التي تقوم بادارة العقارات وتقديم الاستشارات حولها. ومع ان الفرد جونز، يستبعد فكرة اقامة حوض لسمك السلمون في اليمن باعتبارها غير عملية، لان سمك السلمون يحتاج لمناخ معين، وحرارة وظروف تكاثر خاصة، لان سمك السلمون يعيش في الانهار ويسبح عكس تيار النهر، حيث يقوم برحلة قاسية وطويلة ضد تيار النهر الهادر من اجل التكاثر ووضع بيضه، حيث يموت الكثير منه في الرحلة او يتعرض للصيد، ولكن سادجن الذي وجد في المشروع فرصة لتمويل المركز الذي يتبع في النهاية وزارة البيئة والغذاء وشؤون الريف يحث جونز علي الرد علي رسائل مسؤولة مؤسسة فيتزهاريس اند برايس هارييت تشيدوودي - تالبوت، والتي يكتشف جونز انها سيدة جميلة وراقية، وتشبه زوجته في طريقة ادارة العمل لكنها تتعامل مع الشياكة في العمل والعطر الانثوي كمكون من مكونات المرأة العاملة الناجحة. هارييت تقول انها تدير عقارات الكثير من الاثرياء العرب، وهي تريد دراسة جدوي عن مشروع تربية السلمون في اليمن لاحد عملائها المهمين. علاقة العمل تقود الي حب خفي بين الفرد وهارييت مع معرفته انه متزوج، وانها ستقترن قريبا، الاستلطاف لم يتطور الي علاقة حب عميقة، بسبب ان هارييت كانت قلقة علي مصير خطيبها الكابتن روبرت ماثيوز الذي ارسل للعراق واختفت اخباره. والرواية تقدم بذكاء الحرب في العراق والمراسلات بين هارييت وماثيوز التي تتعرض لمقص الرقيب العسكري، والذي يقوم بحذف اي اشارة عن مكان تواجد الجنود حتي لا يستدل العدو عليهم ويقتلهم. تختفي رسائل ماثيوز، كما ان رسائل هارييت تعود الي مرسلها، وتعرف هارييت أن خطيبها اختفي، ويكشف انه ارسل في مهمة خاصة لداخل ايران دون معرفة وزارة الدفاع حيث تفترض الوزارة انه مات. وسيكون لهذا اثر كبير علي نفسية هارييت التي تصاب بانهيار عصبي وتلتزم البيت. قبل هذا تقود هارييت لمقابلة الشيخ محمد بني تهامة في مقره في مرتفعات اسكتلندا، القريب من انفرنيس، حيث ينقل بطائرة خاصة الي مكان الشيخ في غلين تولك ايستيت برافيت ، وهناك يقضي ليلة مع هارييت في انتظار انتهاء الشيخ من مشاغله، ويقدم توردي هنا صورة عن الجو الانكليزي الراقي والحياة المرفهة التي يعيش فيها الشيخ. بعد عودته للندن يعلن سادجين عن رضاه عن الزيارة لكنه عندما يكتشف ان الفرد جونز صار في المقدمة يعترض، خاصة ان بعض الباحثين في المعهد ارادوا توسيع فكرة سمك السلمون واخذوا يبحثون عن سيناريوهات مستقبلية عن امكانية توالده في المحيط الهندي، نوع من الفنتازيا العلمية، سادجن رسم ببيروقراطية شديدة خطة العمل بحيث يكون في المقدمة دون ان يبذل جهدا، فالفرد هو حمار الشغل، والصيت الحسن سيكون لسادجن.
مع تطور مشروع السلمون ودخول الحكومة علي الخط، اخذت التزامات وسفريات الفرد تكثر، حيث اخذ يفكر في كل جوانب المشروع من ناحية تحويل الوادي لبحيرة وبناء المنشآت لنقل السمك، وتوفير المولدات والطاقة للحفاظ علي برودة المياه لتوائم الاسماك واخيرا توفير السمك من مصادره الاصلية، لكن تسريب المعلومات عن المشروع ادي لاحتجاج مؤسسات الثروة السمكية ورفضت السماح بنقل السمك البري او الاصلي لليمن مما اضطر المؤسسة للبحث عن مزرعة لتأمين كمية السمك المطلوبة للبحيرة.
كلما تقدم الفرد جونز في المشروع ازدادت مشاغله، وهنا وفي سياق وضعه العائلي تخبره زوجته انها نقلت الي جنيف لفترة غير محددة، بسبب وفاة مدير الفرع هناك وستقبل المهمة لان الطريق الي الوظيفة الكبيرة في لندن يبدأ من جنيف، عندما يعترض تسافر زوجته غاضبة ويصبحان في حكم المنفصلين مع انهما لم يطلقا.
ينهي الفرد جونز العمل في المشروع ويصبح كل شيء جاهزا لعدسات المصورين التي حلم بها روبرت ماكسويل مدير اتصالات رئيس الوزراء، ويسافر جي فينت الي صنعاء حيث يجتمع مع الرئيس علي عبدالله صالح الذي يقبل علي مضض فكرة ذهاب رئيس الوزراء لافتتاح مشروع الشيخ محمد، يتقن رئيس الوزراء الدور الذي طلب منه، حيث تتسابق كل عدسات التلفزة علي التقاط صورته مع الشيخ محمد وهما يصطادان من مياه الحوض، لكن المطر، وارتفاع منسوب المياه الذي انحدر باتجاه رئيس الوزراء ومضيفه ادي لغرقهما وهو خطأ لم يحسب حسابه الفرد، وانتهي المشروع بكارثة، ملايين الجنيهات انفقت علي المشروع ولم تصطد منه الا سمكة واحدة، اصطادها السائق ابراهيم. علي الرغم من النهاية الكارثية، فقد كان المشروع انجازا كبيرا لالفرد الذي فصل من عمله بعد الكارثة، فيما رحلت هارييت الي باريس حيث بدأت حياتها اما هو فقد وجد عملا في مزرعة للسمك في نورثامبرلاند، حيث يعيش، بعد ان باع شقته وانتقلت زوجته الي دوسلدوروف كمديرة للفرع. اما حوض وادي علين فقد جف وماتت اسماكه واستولت عليه وزارة الثروة السمكية اليمنية التي تديره بعد وفاة الشيخ.
رواية توردي جديدة في نوعها، اذ انها تجمع الكثير من الموضوعات، عن السياسة، الحرب، الحياة المعاصرة وضغوط العمل والايمان والطموح والسباحة ضد التيار، خاصة ان سمك السلمون يسير عكس التيار، وفوق كل هذا عن البيروقراطية الادارية، والمراسلات ودور الاعلام والميديا في صناعة الاخبار، واشغال الرأي العام بموضوع السلمون بعيدا عن فظائع الحرب. وهي رواية سهلة القراءة نظرا لتنوع اساليب السرد، التي اضاف اليها في النصف الاخير التحقيقات التي اجرتها الشرطة مع المسؤولين عن المشروع لتحديد الطريقة التي مات فيها رئيس الوزراء.
ناقد من اسرة القدس العربي








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "ثقافة"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024