السبت, 20-أبريل-2024 الساعة: 05:29 م - آخر تحديث: 03:56 م (56: 12) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
ثقافة
المؤتمر نت -
المؤتمرنت -
احمد فؤاد نجم: هزيمة 67 جعلت مني شاعرا
على مدى نحو 40 عاما وقسم كبير من المحللين السياسيين العرب يدفع بأنه عندما أمر الرئيس المصري جمال عبد الناصر بإغلاق مضيق تيران أمام الملاحة الاسرائيلية في أيار/مايو عام 1967 لم يكن يريد الحرب مع إسرائيل ولا كان يتوقع أن تكون نتائجها على هذا النحو المدمر.


ربما كان ناصر يتحدث عن الحرب كنوع من الاستهلاك المحلي بحسب هؤلاء المحللين وان كل ما كان يبغيه هو مشاركة اكبر للمجتمع الدولي في حل المشكلة الفلسطينية.


كان يعتقد أن التلويح بالحرب لا شنها على نحو ما حدث في حرب السويس عام 1956 سيجعل القوى الكبرى تهب لنجدته وفرض تسوية على إسرائيل.


صار كل هذا تاريخ الان. لكن نكسة 1967 أحدثت موجات صدمة في المجتمع المصري والعربي آنذاك.


فإذا كان مدى نطاق الحرب قد باغت النظام المصري فان الهزيمة الكاسحة على أيدي الإسرائيليين هى التي حطمت معنويات المواطن المصري العادي.


وحتى يومنا هذا يظل طوفان 1967 هو اشد التجارب الجماعية إيلاما بالنسبة للمصريين الذين عاصروا الحدث ويتذكرون تلك الأيام العصيبة صيف عام 1967.


كان احمد فؤاد نجم أبرز نجوم الشعر السياسي في مصر كما يقال في الثامنة والثلاثين من عمره انذاك.


يقول نجم الذي بلغ الثامنة والسبعين في وقت سابق من الشهر الحالي "هزيمة 67 جعلت مني شاعرا".


لم يكن نجم الذي صار واحدا من اشهر شعراء العامية في العالم العربي الآن والذي يوصف ببابلو نيرودا الشرق معروفا على نطاق كبير قبل الحرب.


فحتى وقتها كان نجم شاعرا صاعدا يحاول أن يكسب قوت يومه من بيع الاغاني التي يكتبها لمطربين مغمورين. كان يعيش في القاهرة القديمة يتقاسم غرفته مع ملحن ضرير موهوب هو الشيخ إمام عيسى الذي كان يلحن أغانى نجم ويؤديها على عوده.


يقول نجم "قبل 5 حزيران/يونيو عام 1967 كنا نصدق ما تقوله لنا وسائل الاعلام الحكومية عن قوة مصر العسكرية. كنا نصدق اننا اكبر قوة ضاربة في الشرق الاوسط".


وأضاف "قبل الحرب مباشرة كتبت قصيدة "رسالة" عن مواطن مصري صعيدي كتب خطابا إلى ابنه الجندي في الجبهة يحثه فيه على القتال بشجاعة لتحرير فلسطين والاخذ بثأر شقيقه الذي قتله الإسرائيليون".


وبايماءة ساخرة يتذكر نجم "في 9 حزيران/ يونيو ذهبت إلى مقر المجلة التي كانت تنشر لي بعض قصائدي كي اطلب منهم نشر هذه القصيدة".ويردف "صعقت عندما سمعت من الصحفيين أننا خسرنا الحرب".


لم يكن نجم المصري الوحيد الذي لم يكن يعرف كيف تسير الحرب حتى يومها الخامس تلك الحرب التي باتت تعرف بحرب الايام الستة.


ففي تلك الايام كانت الرقابة صارمة على موجات الأثير المحلية وكان التشويش على الاذاعات الاجنبية وحتى التاسع من حزيران/يونيو وكانت وسائل الاعلام المصرية تصر على أن الجيش المصري يتقدم وان العدو يتراجع.


ولذا استمع المصريون ومن بينهم نجم وهم غير مصدقين إلى رئيسهم وهو يخبرهم عبر شاشات التليفزيون وفي بث حي مساء 9 حزيران/يونيو أن الجيش المصري ينسحب وانه- عبد الناصر- يقدم استقالته إقرارا منه بالمسئولية عن الهزيمة.


نزل مئات الالوف من المصريين وهم يترنحون تحت وقع الصدمة إلى شوارع القاهرة مطالبين عبد الناصر بالبقاء في موقعه حتى الثأر من الهزيمة.


ثم امتدت المظاهرات إلى كافة أنحاء مصر حتى أعلن عبد الناصر في اليوم التالي انه باق في السلطة لحين إزالة آثار العدوان.


بيد أن رد نجم على خطاب ناصر الصاعق جاء مختلفا. فقد جلس وكتب قصيدة عن الضباط العائدين من جبهة القتال انتقد فيها الاوضاع السائدة في مصر كما انتقد عبد الناصر بصورة مستترة.


كانت القصيدة لاذعة في انتقادها لقادة الجيش غير الاكفاء الذين حكموا البلاد على مدي 15 عاما تحت ذريعة الاعداد للمعركة الحاسمة مع إسرائيل لكنهم ولوا الادبار عندما وقعت الواقعة.


لحن الشيخ امام القصيدة بسرعة وكان الثنائي إمام- نجم الذي ولد من رحم هزيمة 67 مثيرا عاصفة في العالم العربي.


يتذكر نجم "كنا نغني في كل مكان في الحفلات الخاصة والتجمعات الشعبية والمقاهي وعلى أسطح المنازل وفي أي مكان نجد فيه أناس يرغبون في الاستماع إلينا".


يقول نجم "في تلك الايام كنت اكتب قصيدة جديدة كل بضعة أيام . في الصباح أقرا القصيدة على الشيخ امام وفي المساء تصير أغنية جاهزة لإسماعها للناس".


وبسرعة كان يجري إعداد مجموعة كبيرة من الاغنيات السياسية أغنيات تتحدث عن الحاجة لمكافحة الطغيان والقمع وعن تحرير الارض المحتلة عن حرب شعبية على طريقة الحرب الفيتنامية وعن الاحرار في كل مكان في العالم من هوشي منه إلى تشي جيفارا.


في البداية حاولت الدولة اغراء الثنائي فدعتهما لتقديم بعض أغنياتهما في الاذاعة والتليفزيون على أمل أن يمارسا نوعا من الرقابة الذاتية.


يقول نجم "قبل 1967 كان الناس يخشون الكلام مخافة الزج بهم في السجون. كان ثمة خوف جماعي هو الذي أدى إلى الهزيمة. فعاهدت نفسي ألا أخاف بعد اليوم مهما كانت العواقب".


واثر الفشل في السيطرة على الثنائي أمر شعراوي جمعة وزير الداخلية آنذاك بايداعهما المعتقل حتى تفتر همتهما هناك.


يقول نجم "ولكننا غنينا في السجن غنينا للمساجين ولحراس السجن بل وحتى للضباط وكنت اكتب قصائد جديدة طول الوقت".


أفرج عن نجم وإمام عام 1971 بعد وفاة عبد الناصر بشهور وحوكم وزير داخليته نفسه على يد خليفته أنور السادات.


لكن نجم وامام سخرا من الرئيس الجديد بشكل اكبر متهمين إياه بالعمالة للامبريالية الغربية. لذا كان من الطبيعي أن يعتقلا عدة مرات إبان حكم السادات.


لكن الغريب حقا أن نجم أشاد بعبد الناصر بعد وفاته بسنوات في واحدة من اقوي قصائده. ففي قصيدة "زيارة إلى ضريح ناصر" رفع نجم ناصر إلى مصاف القديسين وأنهاها قائلا "وإن كان جرح قلبنا..كل الجروح طابت".


يقول نجم "ناصر كان ديكتاتورا مثل أى ديكتاتور آخر لكنه كان رجلا شريفا. زعيم وطني حقيقي ليس مثل الذين حكموا مصر من بعده".
ميدل ايست اون لاين








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "ثقافة"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024