الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 08:46 ص - آخر تحديث: 05:05 ص (05: 02) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
قراءة متآنية لمقال بن حبتور (مشاعر حزينة في وداع السفير خالد اليافعي)
محمد "جمال" الجوهري
السِياسِيُون الحِزبِيُون الألمَان يَخدعون ويَكِذِبُون ويخُونُون شعبهم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
ثقافة
المؤتمر نت - اليمن : بلد آمن وشعب مضياف
المؤتمرنت - ترجمة- عماد طاهر -
اليمن : بلد آمن وشعب مضياف
بإمكانك أن تسمع عنه كل القصص وتنظر إلى كل صوره الفوتوغرافية لكن لا شيء يهيئك لأخذ أول نظرة لليمن ، إنها أرض تجذرت في كل عصور الكتب السماوية ، والمكان الذي حكمت فيه سبأ في القرن العاشر قبل الميلاد وكذلك رحلتها إلى محكمة سليمان في القدس موضوع الحكايات بما ذلك قصة الهدهد الذي قيل أنه نبه سليمان بقدومها.. إن مساحتها تقريباً بحجم مساحة فرنسا ويبلغ عدد سكانها حوالي (22) مليون نسمة ويتزايد سنوياً .

و ليس من الغريب أن تجد فيها مواقع ومناطق تراثية كثيرة محمية من قبل منظمة اليونسكو ، بما في ذلك مدينة صنعاء التي يعتقد أنها أسست من قبل سام بن نوح .

فيها شبام التي يقال لها ـ( مانهاتن الصحراء ) وجزيرة سقطرى التي يوجد فيها (300) من أصل (800)نوع من أنواع الحياة النباتية والحيوانية الغير معروفة في أي مكان آخر.

يوجد حول كل منعطف منها سلسلة من الجبال السحرية ، وقرى مبنية على الجبال الشواهق فوق المدرجات المنحدرة بمئات الأمتار .
هناك أطفال حفاة يحاولون القفز فوق عربتك ورجال ذو منظر حسن يلبسون الجنابي المثبتة على أحزمة محاكة بشكل دقيق ، ونساء محجبات يمدون الخطى فوق أرض وعرة يوازنين أوعية الماء التي فوق رؤوسهن و سائقي دراجات نارية يتحاشون حشود الناس والأغنام والماعز والجمال والسيارات بشكل عجيب .

صنعاء التي هي عاصمة البلد يبلغ عدد سكانها حوالي (3) مليون ، تقع على ارتفاع (2.300) متر فوق سطح البحر والتي تشتهر بمبانيها المرتفعة والمحتفظة بلونها البني المائل إلى الأحمر مبنية بصخور بركانية وطوب من الطين المجفف بالشمس، مزخرفة بالجبس الأبيض بشكل نادر وقمريات فوق النوافذ مزخرفة بالزجاج الملون بشرفاتها الشبكية.

هناك ستة أو سبعة طوابق محلقة بالهواء تأوي العائلات الكبيرة -إنه لمن الخيال أن تدرك أنها كناطحات السحاب الخليجية الحديثة .

وفي صنعاء باب اليمن الذي بني في العام 1870م من قبل الترك ويقع في إطار أسوار حول مدينة صنعاء القديمة والذي يغلق حتى الآن في المساء ، المبايعة هي شيء أساسي في ممراته الملتوية المفعمة بالدكاكين الصغيرة التي تبيع المجوهرات الفضية المصنوعة يدوياً والمرصعة بالآلاء ، والفيروز ، والكهرمان ، والمرجان والجنابي ذات الشفرة المعقوفة والأحزمة المحاكة والمعاوز القطنية المنسوجة يدوياً والعسل المحلي والحناء والقهوة ( موكا ) والحلاوة كل هذه الأشياء تنافس للحصول على مكان بين المواد الإلكترونية والأحذية والسجاجيد وحزم القات ( المادة المخدرة ذات الوريقات القاسية ) التي يمضغها حوالي (86%) من رجال اليمن .

وبعد منتصف النهار سترى منظر رائع للرجال وهم جالسون في مداخل البيوت وجناتهم منتفخة قريبة للانفجار ، وكأنه يعاني من ورم ضخم ،وعيونهم العمشاء تكشف من وميضها هذه المادة المخدرة اللينة التي تكلف الربطة منها حوالي (5) دولارات أعاقت التقدم لهذا المجتمع الفقير.

غادرنا صنعاء في رحلة مكونة من ثلاث سيارات لاندكروزر يقودها مرشدنا السياحي سعيد رجل يمني ذكي وحماسي والذي أمتعنا بمعرفته الواسعة لبلده .

السواقة في اليمن ليست لأصحاب القلوب المرتجفة فإن معدل السرعة يبلغ (100) كيلو متر في الساعة بغض النظر عما إذا كنت في طريق سريعة أو طرق ملتوية .

في القرى الصغيرة يبدو كل إنسان وكأن له الحق في الطريق وتشغيل بوق السيارة شيء إجباري ومع ذلك فإن سائقنا الفارس عبد الرحمن استطاع أن ينقلنا إلى ما بعد مسافة تقدر بـ(1000) كيلو متر بدون أي حادث .

وادي ظهر الواقع على بعد (10) كم خارج صنعاء هو وادٍ خصب يترأسه دار الحجر مقر إقامة الإمام الأخير يحيى ومعظم المبنى المصور في اليمن وهذا الأعجوبة في الهندسة المعمارية يقع على صخرة واحدة وبشكل مثير للجدل.

وتعقباً لطريق الملكات والأسطورات القديمة ذات المشاهد الطبيعية الخلابة الواقعة في المرتفعات الغربية على طريقنا إلى مدينة تعز عاصمة الدولة ألرسوليه مررنا بالأماكن التلالية العالية لجبلة إب .

وصلنا إلى قرية الكيف التي تقع في منتهى الجبل وقمنا بنزهة وأطلعنا على مشهد طبيعي خلاب للمدرجات التي تكسو المنحدرات في الأسفل .
احتلت اليمن من قبل اليونانيين ، الرومانيين ، الأتراك وأصبحت في القرن السادس الميلادي إسلامية ، إنها أرض مليئة بالأعاجيب .

وكانت اليمن أغنى أرض عربية ومكاناً للحيوانات البرية التي تتجول في الغابات ذات الشلالات التي تغمر الجبال وتمد الوديان بماء ثمين .

وكانت أيضاً المصدر الرئيسي للبخور والذي كان يشحن عبر الصحراء في قوافل من الجمال إلى بلاد ما بين النهرين والهند .

ونتيجة لارتفاع نسبة الحصاد وعبر القرون فإن قشرة اللحاء الثمين توجد اليوم في عمان وسقطرى فقط ، وبالرغم من فصول الرياح الموسمية من أبريل وحتى يونيو والتي تجعل البلد مخضراً فإن هذه الأرض تعاني من الجفاف بشكل منتظم .

نسبة كبيرة من اليمنيين يعيشون في الفقر مع أنهم يمتلكون هذه الأرض ويعيشون في نفس الأسرة حوالي 200 سنة .

في عام 2006م جذبت اليمن ما يقارب (400.000) زائر من ( عرب ، وإيطاليين ، وفرنسيين ، وألمان وغيرهم ) وتقر اليمن أن السياحة مصدر دخل ضخم ، وتعمل جاهدة على الترويج لشواطئها وبحارها المحتفظة بنقائها.

وللهندسة المعمارية الفريد لها ومواقعها التاريخية وتضاريسها الصعبة التي تعمل على اجتذاب المتخصصين بالمغامرة والسياحة والبيئة أكثر من الناس العاديين ، وتعمل على إبعاد السمعة السيئة عنها من اختطاف وإرهاب .

يقول نائب المدير التجاري للخطوط الجوية اليمنية ( إن سفرائنا يتدربون ليكونوا متخصصين بالسياحة ولكي يخلقوا وعياً ثقافياً دولياً بأن الإرهاب ليس خاصاً باليمن وإنما هو تهديد للعالم بأكمله.

إن المدن الرئيسية في اليمن هادئة وآمنة جداً وإذا أراد الناس أن يسافروا إلى أماكن أخرى من المستحسن اصطحاب رفقة سفر معروفة.

يقول الأردني صالح فرحات الذي يعمل في فندق اكور ( إن اليمنيين أصدق وأكرم وأخلص ناس في الجزيرة العربية إنهم إذا وثقوا فيك صاروا لك أصدقاء على مدى الحياة ) .

إننا لم نرى إلا جزءاً بسيطاً من مفاتن اليمن المذهلة وأنا لست إلا واحداً من الذين لا يستطيعون الانتظار للعودة ليستكشفوا ( العربية السعيدة ) أكثر.

المصدر / Gulf Weekly








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "ثقافة"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024