الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 08:58 م - آخر تحديث: 04:17 ص (17: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
ثقافة
المؤتمر نت - نادية الكوكباني
قصة /نادية الكوكباني -
نصف أنف.. شفة واحدة..
يداهمني كلما أسدل لي جفناً...! يلاحقني بقبحه، يلهث مستميتاً وراء عزيمتي كلما حاولت انتشالي من بين براثنه. إلى متى يستمر بي الحال هكذا..؟ شاردة الذهن، يسفح من ذاكرتي كابوس يتقاذفني منتشياً بين أركانه الكئيبة.
رجوتهم مراراً؛ أهلي.. أصدقائي.. جيراني؛ أن يفسروه لي...! أن يساعدوني على معرفة مايكون..! لكنهم يتفننون في الهروب؛ بأجوبتهم الملتوية؛ يرفضون مد يد العون لي إلاّ بأقراص تجعله يتجول في أوردتي وبين شراييني حتى أفيق.
وعدتهم باحتضان تفسيرهم الذي سيقذفونه علي لأنام قريرة العين مطمئنة البال، لكن هذا لم يحدث. يستفزني سكوتهم، ويحرضني هروبهم للبحث عن أسباب هجومه الشرس كلما أغمضت عيني لأراه ملتصقاً بجفوني محتلاً فضاءاتها المشرقة بظلامه.
ترى متى أنام دون أن يلفظني سريري مرات ومرات..؟! متى أنام دون أن توقظ ارتعاشات جسدي غطائي مذعوراً...؟
أعجز تماماً عن تذكر أي شيء.. قبل أن يقض مضجعي ليسكن تفاصيل حياتي الصغيرة ويعتلي عرش ذاكرتي ليجعلها تدور في فلكه ليل نهار.. تحيرني؛ بل تقتلني نظرات الآخرين كلما وقعت أعينهم علي..! دهشة ممزوجة بخوف يتوارى خجلاً، ابتسامة شاحبة تلفظ شفاههم تأدباً، وشفقة تتسع بحجم الكون رحمة.. لماذا؟! لا أدري.. حقاً.. لا أدري.
أشعر أن شيئاً ما ابتلعته حوائط حجرتي.. داري.. أماكن زياراتي.. وأركان تواجدي؟ ماهو..؟ لا أدري..! ياإلهي متى تتطاير أشلاء هذه الرأس لتريحني..؟ متى يجمعها اليقين ولو كان هذا اليقين جحيماً..؟!! أصبح لأيامي مذاق مُرّ يتجرعه جسدي مرغماً منذ بدأ ذلك الكابوس؛ التسكع في دهاليزه؛ الحيرة.. أتذكره.. إنه جسدي وجه.. لا بل نصف وجه.. بل ثلث... ربع.. لا أدري.. لا أدري...!! عين مشتعلة، نصف أنف، فم؛ شفة واحدة.. شعر يغطي نصف رأس، يلتصق بوجهي كلما أغمضت عيني.. يتوغل.. أنزعه.. أشده.. ينخرط؛ يتوغل.. ينخر تحت جلده.
ياإلهي.. لم هذا الوجه يخيفني .. يخنقني.. من سيريحني.. الطمأنينة غادرتني منذ احتلال ذلك.. الكابوس.. أكاد أنتهي.. أكاد أجن.
فجأة داهموني بقرارهم الخلاص.. علت أصواتهم؛ نال السماء.. ارتدّ صداه.. فقأ عيني.. صمّ أذني.. شلّ جسدي: ليس كابوساً.. إنه بقايا وجه.. إنه آخر ماوقعت عليه عيناك في مرآة .

من مجموعتها القصصية ( زفرة ياسمين )
*********************








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "ثقافة"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024