الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 12:21 م - آخر تحديث: 11:21 ص (21: 08) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
السِياسِيُون الحِزبِيُون الألمَان يَخدعون ويَكِذِبُون ويخُونُون شعبهم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
ثقافة
المؤتمرنت -
الجابري يناقش الهوية الوطنية وتحديات العولمة
العولمة بكل ما تحمله من خير وشر والتي يكمن فيها معيار الكاسب والخاسر بدرجة القوة و الضعف والسيادة والعبودية فهي ميدان واسع يستطيع كل أحد أن يجد له فيه مكان ولكن ذلك يضيق تدريجياً بقدر الاقتراب من الخطوط الحمراء أو حتى الصفراء التي لازال بيننا وبينها نحن العرب مسافات بعيدة لأننا لم نزل في أبعد أطراف هذا الميدان الفسيح على الرغم من قوة حضارتنا وإمكاناتنا وملائمتها وحاجة كل إنسان إليها في أي عصر ومكان إلا أنه استطاع خصومنا الوصول إلى مكامن الضعف فينا وأغلبه ما افتعلوه لهذه الغاية فتمكنوا منها ومنا إلى درجة عدم قدرتنا حتى على الدفع عن أنفسنا أبشع التهم والنعوت كل ذلك حدث بأيدي مندسين بيننا . هذا جزء مما انتهى إليه ضمنياً الدكتور رزق سعد الله الجابري أستاذ جغرافية السكان المساعد بكلية الآداب بجامعة حضرموت في محاضرة أدارها الشيخ عبدالله بن صالح الكثيري , بعنوان ( الهوية الوطنية وتحديات العولمة ) وتأتي هذه المحاضرة الذي نضمهم مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع بمدينة سيؤون ضمن أنشطته الأسبوعية المنتظمة .

وفي هذه المحاضرة تطرق المحاضر إلى محاور عديدة تناول فيها واقع العولمة وهمومه وخطورة المستقبل في كل جوانب الحياة , حيث بدأها بوصف مراحل و أحداث تاريخية هامة يمكن اعتبارها البداية الحقيقية للعولمة التي نشهدها اليوم , فلاستعمار الإنجليزي الذي فرض لغته قسرياً و التي تعمقت بحكم قوته العسكرية وسيطرته على التجارة العالمية في معظم مجتمعات العالم على حساب اللغة و اللهجة الأصلية لكل دولة , مما جعلها اليوم اللغة السياسية و الرسمية والتجارية لمعظم دول العالم بما في ذلك الدول العربية .

وقال :" إن الإبادة الجماعية للهنود الحمر في موطنهم أمريكا هي من أهم مراحل تأسيس العولمة التي تشكل اليوم انفجاراً وثورة في كل مفاصل الحياة التي تحيط بالإنسان وتحاصره إلى درجة تثير قلقه لعدم قدرته على الاستغناء عنها والتعمق المتزايد بارتباطه بها بقدر احتياجاته اليومية والعلمية والتجارية والتي غيرت كثيرا من أنماط حياته الموروثة و التقليدية , وتزايد معها هلعه من تداعيات العولمة على الهوية الوطنية والنمط المعيشي له وكل ما يحيط به وتنامي الضعف و الغياب الكامل لنا عن المساهمة في تشكيل ملامح هذا العالم الجديد ودونية لا تتجاوز دور المتلقي و المسخر لخدمة المسيطرين على عالم العولمة وفق ترتيبهم الهرمي .

وكذا خوفه الشديد من احتكار هذه القوة الخطيرة التي تتحكم في صناعة حركة الحياة اليومية لعموم العالم في مركزية قاعدة شبكة الإنترنت الأوحد في فلوريدا.

وقد أكد الدكتور رزق الجابري أن طبيعة تأسيس وتكون العولمة يؤكد لنا بما لا مجال للشك ووفق نواميس الحياة ومن قاعدة لا يدوم إلا الطبيعي قصر عمر العولمة الافتراضي فهي أسست على قواعد استعمارية وسادية وعنفية على حساب أمور كثيرة , وهذا مؤشر قوي لقصر عمرها وسرعة زوالها ولذا لابد من التفكير في إيجاد البديل سريعاً أو إقامة مراكز متعددة لها حول العالم ووضع حد للتجسس والاحتكار والسيطرة الأمريكية من خلالها على كل مجريات الأمور في العالم .

وقد استشهد الجابري بأمثلة من الواقع للنجاة من هذا الشرك برفض وعصامية ماليزيا وقبول اندونيسيا فالأولى رفضت وحققت بذلك وبعصاميتها وقوة ثباتها على مبادئها إنجازات أذهلت العام بأسره وفرضت عليه احترامها والأخيرة قبلت فتفكك مجتمعها وتجزأت بلادها فانفصلت تيمور وتداعت فيها الهوية الإسلامية ووجدت الثقافة الأمريكية فيها أكبر سوق في دولة إسلامية ناهيك عن التبعية السياسية و الاقتصادية على حساب السيادة الوطنية.

وعن تصورات الدكتور رزق للمستقبل فقد أبدى تشاؤم مقلق فجميع دول المنطقة العربية بما فيها الدول الغنية ستكون قريباً أقرب إلى دائرة الفقر أو في عمقه وبهذا ستكون أكثر استسلاما لسيادة القوي وطاعة لأوامره ونواهيه , وذلك لعدم وجود خطط ذكية تعي عمق الواقع وأبعاد الاتفاقيات المبرمة وبخاصة اتفاقية الجات وغياب فهم وتصورات المستقبل كما أن تركيزها المتعمد على عناصر بشرية من خارج المنطقة بعيدة عن لغتنا وعقيدتنا لها انتماءات قوية أخرى بما في ذلك السائقين والخادمات , مع تعمد عدم التأهيل الجاد لأبناء المنطقة وتهميشهم و الدفع بالعلماء منهم إلى الهجرة ووضع المزيد من الحواجز بين شعوب المنطقة وتعزيز الحدود الجغرافية و بث عناصر الفرقة والتباعد بينهم هو من أهم أسباب ذلك .

وقد حمل المحاضر جامعة الدول العربية مسؤولية كبيرة في صناعة هذا الواقع المؤلم أو على الأقل غض النظر عنه وإقراره ضمنياً , وهذا ما يتضح جلياً عند مقارنتنا بنظير لها كالاتحاد الأوربي عندها سنعرف حجم وفادحة الكارثة وما يدور بين أروقتها طوال العقود الأخيرة .

كما أكد الجابري أن افتعال و إذكاء قضية صراع الحضارات وإعادة صنع العالم الجديد ومن ثم الديانات والعقائد و افتعال الصراع بين المذاهب والطوائف, وما مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي ابتكره إسحاق شامير وتبنته وتفرضه أمريكا عن ذلك ببعيد , فكل ذلك جزء من المرتكزات الأساسية لهذه الغاية , مع غيبوبة كاملة لنا و عدم خلفيتنا و إدراكنا بأبعاده بل إننا نحن نكرس بحماقة شديدة هذه الخطط ونجعل بمسارها لتصب بغزارة في إناء العولمة .

وخلص المحاضر إلى أن الخيار الوحيد لترشيد العولمة هو تعزيز الانتماء للهوية الدينية والوطنية والثقافية في كل التعاملات وتقوية القناعة والثقة في الجذور والموروث بما في ذلك المطعم والمشرب وهما من الثغرات الأولية الواسعة للانسلاخ الثقافي والنماذج في ذلك كثيرة , والاهتمام وإبراز المخزون الثقافي الثري لدى عموم الأمة الإسلامية وترجمته لأخذ وضعه الطبيعي بين حضارات الأمم .








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "ثقافة"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024