الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 08:52 م - آخر تحديث: 04:16 م (16: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
ثقافة

هوامش على ملتقى الرواية العربية والألمانية في اليمن

المؤتمر نت - حين وصلتني دعوة الشاعر الكبير د.عبدالعزيز المقالح ـ رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني للمشاركة في «ملتقى الرواية العربية والالمانية» لم اتردد لأكثر من سبب. فهي دعوة من كريم ودعوة الكريم لا ترد. ولأهمية هذا الملتقى ايضا الذي يكاد يكون عالميا وليس عربيا، فأهم ضيوفه الكاتب الالماني العالمي ـ غونتر
المؤتمرنت-بقلم: ليلى العثمان -
حوارات ساخنة حول السؤال الراهن: هل نعيش زمن الشعر أم زمن الرواية؟! بقلم الروائيةالعربية الكويتية( ليلى العثمان)
حين وصلتني دعوة الشاعر الكبير د.عبدالعزيز المقالح ـ رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني للمشاركة في «ملتقى الرواية العربية والالمانية» لم اتردد لأكثر من سبب. فهي دعوة من كريم ودعوة الكريم لا ترد. ولأهمية هذا الملتقى ايضا الذي يكاد يكون عالميا وليس عربيا، فأهم ضيوفه الكاتب الالماني العالمي ـ غونتر غراس ـ الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1999. كما حضرت وفود من المانيا، النمسا، وسويسرا. كل وفد يمثل باقة مبدعين. من قصاصين مثل إلغو شوالتسه الذي كانت روايته «قصص بسيطة» احد مصادر شهرته. والكاتبة يوديت هيرمان وهي الآن نجمة الشباب في كتابة القصة. وهما المانيان. والكاتبة النمساوية كاترين روغلا. والعديد من المستشرقين والسينمائىين والشعراء. اما وفود الدول العربية فقد شارك نخبة من المبدعين. من مصر ميرال الطحاوي، احمد الشهاوي، جمال الغيطاني. من تونس الكاتب حسن بن عثمان. من لبنان حسن داوود وهدى بركات. مبارك ربيع من المغرب ومن العراق شارك كتاب كبار مثل فؤاد التكرلي ومهدي عيسى صقر وطه الشبيب وعبدالرحمن مجيد الربيعي. ومن الكويت ـ بكل تواضع ـ كنت المدعوة. وقد شجعتني هذه القائمة على الحضور. فليس هناك من «دخلاء» سواء ممن ليس لهم علاقة بالابداع او ممن هم على هامش الثقافة ويفرضون حضورهم ويحرجون اصحاب الدعوة. وحين حدث هذا في هذا الملتقى، ورغم ان ـ الحاضرة ـ روائىة وصحافية معروفة ادعت ان اسمها سقط سهوا من البرنامج، اعلنت الشاعرة امل جبوري (المسؤولة عن التنظيم) بأنها غير مدعوة. وكونها حضرت للاستماع فأهلا بها. وكم اتمنى لو تملك بعض ـ الملتقيات ـ جرأة «هذه الأمل». ما حفزني ايضا لتلبية الدعوة.. انها المرة الاولى التي ازور فيها اليمن وما ندمت على ذلك.

لم يكن الملتقى يشبه ما اعتدنا عليه من الملتقيات الثقافية العربية، ففي اليمن لا يثقلونك بالوجبة قبل ـ طبق فتح الشهية ـ فقبل الدخول الى معمعة العمل من قراءات ومناقشات كان البرنامج فاتحا للشهية. ومن خلال تعرفنا على حضارة اليمن، تراثها، فنونها وجمال طبيعتها الساحر.

افتتاح مختلف

حفل الافتتاح كان هو الآخر مختلفا عن كل ما اعتدنا عليه. لم يكن في قاعة احد الفنادق الكبرى. مما جعل الكاتب ـ غونتر غراس ـ ان يعلق على ذلك بقوله: «وهل هناك مفارقة أكثر من ان يتم افتتاح هذا الملتقى الادبي في صالة اكاديمية الشرطة؟».

كلمات الافتتاح كانت غير التي اعتدناها في كل الملتقيات. والتي يقف فيها الداعون والوزراء ليلقوا خطبا مملة يكررون فيها الاحلام والطموحات ذاتها والتي غالبا ما تنتهي على ورق يحفظ على الرفوف ولا يتحقق من الاحلام الا ما يشاء ـ السياسيون ـ .

ابتدأ الشاعر الكبير د.عبدالعزيز المقالح ـ الداعي للملتقى ـ بكلمة ودودة، جميلة ومختصرة. عبرت عن اهمية هذه الملتقيات وبأنها الصلة الباقية للإخاء البشري في زمن الاحباطات وتعثر الرؤى والايديولوجيات. اما وزير الثقافة الاستاذ خالد الرويشان فقد اختارها كلمة شاعرية خاطب بها جمهور الحضور بـ«انتم البهاء. انتم الحب. انتم من ترسمون بريق ايامنا وتنقشون بماء حنين قلوبكم فاتحة اعيادنا». اثارت الكلمة التصفيق والدهشة. وقالت يوديت هيرمان: «في المانيا لا تجد من يتحدث هكذا». وكأنها قد صدقت فقد جاءت كلمة الكاتب الالماني شوالسه مباشرة وخالية من التنسيق اللغوي، عبر فيها عن اهمية التواصل بين الشعوب واعترف بان الكتاب العرب يعرفون عن الادب الالماني اكثر مما يعرف الالمان عن العرب.

اما الكاتب الكبير غونتر غراس فقد جاءت كلمته مرحة. وطالب ان يسود المرح جلسات الحوار. لم تستغرق كلمات الافتتاح اكثر من نصف ساعة. كانت «المختصر المفيد. والمريح ايضا».

الشعر والموسيقى

هل يذكر احدكم محفلا عربيا واحدا اعتنى ان يكون للشعر والموسيقى حضورهما الجميل في حفل الافتتاح؟ ألسنا ـ نحن الجمهور ـ من يعاني دائما من ثرثرة الكلام حتى ليسمع الواحد «شخير جاره» او الانسحاب من القاعة ليفر كل واحد من سطوة الخطباء!
في هذا الافتتاح الحال مختلف. كلمات قصيرة ذات رنين جميل، ثم قراءة مقاطع من شعر ـ غونتر غراس ـ وشدت المطربة اللبنانية بغناء بعضها مما قامت بتلحينه، ثم فاصل من الاغنيات الشعبية اللبنانية ـ التي لم تكن ضمن البرنامج لكن الحضور العاشق طالبها بذلك ـ هكذا خرج الجمهور من قاعة الاحتفال غير مثقل ولا متبرم ولا ساخر من كلمات اصبحت اشبه «بالكليشيهات» في كل ملتقى.
الجلسات
في قاعة من قاعات فندق الشيراتون اقيمت جلسات الملتقى صباحية ومسائية. سادتها روح المودة والاختلاف غير المفسد. واود ان اشير هنا الى التنظيم الباهر من توزيع ملفات الملتقى، الى اعداد القاعة وتوزيع اجهزة الترجمة ليس للمشاركين في الملتقى وحدهم. بل كان بعض الجمهور المستمع يحظى بهذا. اما المترجمون ـ اجانب وعرب ـ فقد بذلوا جهدا واضحا في نقل الترجمة. وان كانوا بين وقت وآخر يقاطعون المتحدث، طالبين عدم السرعة في الكلام كي يتمكنوا من ترجمة كل كلمة.
تم اعداد مكان اشبه بالكافتيريا الصغيرة للشاي والقهوة وقليل من التمر والحلوى. لا بذخ لا بوفيهات «تسد النفس» وتشغل هواة الأكل عن الالتزام بدخول القاعة بالموعد المحدد. وهناك ملاحظة اخرى هي «قلة وقاحة الهواتف النقالة» نادرا ما تسمع صوتا يقطع متعة الاستماع. او تجد احدهم ممن «ينصح غيره وينسى نفسه» يتحدث بالموبايل بصوت عال دون مراعاة الذوق وحرية الاخر.
ما يبهج في هذا الملتقى مشاركة ادباء واديبات اليمن ليس حضورا فقط، بل بالمناقشة والمداخلات والاسئلة المفيدة. ليس لمجرد ـ الظهور الفارغ واثبات الوجود ـ كانوا جديين في نقاشهم وتعليقاتهم.
محاور الملتقى
توزعت الجلسات على خمسة محاور: الرواية والسينما ـ الرواية والمكان ـ الرواية والزمان ـ الرواية والشعر ـ الرواية والخيال العلمي ـ وقد استبعد هذا المحور لعدم وجود المتخصصين في هذا المجال الابداعي في الملتقى، وهو تخصص نادر ومن يمارسونه في وطننا العربي يعدون على الاصابع. بعضهم يملك خياله الخاص، وبعضهم ينقل ويترجم ويدعي انه المبدع وكل منقول او مسروق يفضح صاحبه. وبهذا تحولت الجلسة الاخيرة الى موضوع آخر مثير. تلي بعدها البيان الختامي المهم الذي حمل عنوان «اعلان صنعاء ويستمر الحوار». وقد تلاه الروائي الكبير جمال الغيطاني بصوت جهوري معبر. ومما جاء في بنوده: التأكيد على ضرورة استمرار الحوار الثقافي بين الثقافات كلها، وخصوصا بين الشرق والغرب. كما اكد البيان على اشاعة التسامح والتفاهم ونبذ ثقافة العنف والمصادرة والتطرف. ورفض الرقابات على الابداع وملاحقة المبدعين. ولم تكن قضية الرقابات على الابداع مطروحة. ركزت على هذا ـ البعبع الرقابي ـ الذي يتسلط على الكتاب ويرعب المواهب الجديدة التي تتفتح، مما يؤدي الى اطفاء جذوتها في بدء التكون. لهذا كان التأكيد على هذه القضية ضمن البيان الختامي.
الأوراق ـ الرواية والسينما
لم نتمكن من الحصول على جميع الاوراق المشاركة. بعضهم لم يهتم بإرسال مداخلته في حدود الوقت المطلوب. فلم تتم طباعتها وترجمتها. وبعضهم فضل الحديث الشفاهي. بعضهم ايضا التزم بالصفحات المحددة للمداخلة (صفحة ونصف) وبعضهم ـ كعادة بعض المبدعين ـ يسرف في كتابة الاوراق والتي غالبا ما تضطره رئاسة الجلسات الى اختصارها مما يربك صاحبها، ويشتت جهده الذي بذله في اعداد الورقة. بعضهم التزم بالوقت المحدد للقراءة. وبعضهم استحق تدخل المنصة ليتوقف. في المجمل كانت اوراق العمل مفيدة وناجحة. استمعنا لتجارب الالمان والسويسريين والنمساويين في علاقتهم بزمان ومكان الرواية. ولتجارب البعض ممن تحولت رواياتهم الى السينما. وهل يشوه هذا الروايات ام يضيف اليها. وقد اكد الروائي غونتر غراس على انه كان يرفض عروضا لتحويل روايته «الطبل الصفيح» الى فيلم، حتى اعلن المخرج «شلوندروف» عن رغبته في اخراجها. واثار جمال الغيطاني قضية الاختلاف بين الكتابة الروائىة والعمل السينمائي مستشهدا بتجربة الروائي نجيب محفوظ الذي كتب 77 قصة للسينما وهي نصوص لا تدرج ضمن ادبه. اما مداخلة حسن داوود فقد رأى ان السينما بدأت تكتسح الرواية لانها تدخل تقنيات كالموسيقى، والالوان، والصورة والكلام مما يحرك كل ما يبدو صامتا في الرواية.


الرواية والمكان والزمان
كان هذا المحور مكتسحا من قبل العنصر النسائي، وقد علقت على هذا الامر بان الجلسة الاولى كانت ـ لقوامة الرجل ـ وهنا تأتي ـ قوامة المرأة ـ كنت اولى المتحدثات. وقرأت ورقتي التي حرصت ان اؤكد فيها علاقتي بالمكان وانه الجزء المهم الذي ركزت عليه، والذي يثبت قدرة الكاتب على تشكيل عالمه المكاني عبر نصوصه الابداعية. ويمنحه التفرد والخصوصية ويثبت مصداقيته لدى قرائه ممن يعرفون المكان الذي يكتب عنه او اولئك الذين يتخيلونه. اما الصديقة الكاتبة ميرال الطحاوي فأكدت على انها مغرمة بخلق مكان لا ينتمي اليه غيرها. واعتبرت ان الاماكن هي التي تسكن الانسان وليس العكس. وفي وصفها لذلك البيت القديم الذي كانت تراه كبيرا وهي طفلة. تحدثت عن صور العائلة التي كانت تعلق على الحائط بحسب الاعمار من الجد الى الجدة الى الابناء الى الاحفاد. كان وصفها رومانسيا مثيرا، مما جعلني لا اتابع بقية حديثها. فقد انبثقت من وحي كلامها فكرة الى عقلي فبدأت اكتب قصة قصيرة وعدتها ان اهديها اليها. وقد قمت فعلا بتنقيح القصة حال وصولي الى الكويت تحت عنوان «الصفعات».
اما الكاتبة الالمانية يوديت هيرمان فقد اعترفت انها لا تكتب في السياسة وتتعمد الابتعاد عن ذلك. وكتاباتها تدور حول الذات.
الروائي المغربي مبارك ربيع في ورقته اكد اهمية المكان وعلاقته بالرواية وعلاقة الرواية بالاشياء الاخرى كالزمان والبشر والحركة. اما الكاتب التونسي حسن عثمان فقد رأى ان علاقة الروائي بالمكان تصل الى حد التماهي والتلبس بما يجعل الروائي يتحدث بلسان المكان ويطلق النبوءات التي تتحقق.
الرواية والشعر
كان السؤال المطروح في هذا المحور: هل نعيش زمن الشعر ام زمن الرواية؟
دار نقاش ساخن حول هذا السؤال. وبقدر ما تحمس الشاعران احمد الشهاوي وعلي الشلاه للدفاع عن الشعر كونه ـ ديوان العرب ـ كان حماس الروائيين اكبر واكثر اقناعا، مستشهدين بان كبار الشعراء قد تحولوا الى الرواية وان دور النشر اليوم تقبل على طباعة الرواية اكثر من دواوين الشعر. لم يمنع هذا الخلاف الصحي ان الفنون تتشارك. وان اغلب الروائيين اليوم يدخل الشعر ضمن ابداعاتهم. وقد قامت الكاتبة اللبنانية الكبيرة هدى بركات بقراءة فقرة من روايتها الاخيرة «حارث المياه» التي اعتبرها النقاد نصا شعريا. كما اكد الروائي العراقي طه الشبيب على «حالة اقتحام اللغة الشعرية لكيان الرواية» وان فن الرواية طور من اطوار استحالة فن الشعر تتشكل تحت وطأة الحاجة لاستيعاب التغيرات الكبرى في يوميات مدارك الانسان. وقد كان تعليق الروائي العالمي غونتر غراس على هذا النقاش بان «المشاركين العرب يفهمون الشعر باعتباره لغة جميلة مفعمة بالصور بينما قد يكون جافا قاسيا ومصدما».
الجلسة الاخيرة
كما ذكرت ان محور الرواية والخيال العلمي قد استبعد. وانتقل المحور في الجلسة الاخيرة الى اتون الحرب في محور ـ الادب والحرب ـ مما اشعل القاعة بالنقاش حول العراق وصدام حسين، ومواقف الغرب من الحرب وقضية فلسطين وقد اختتم غونتر غراس النقاش بان «الادب لم يمنع ابدا نشوب الحرب. فليس هذا هدف الادب. ولكن مهمته معالجة آثار الحرب على الانسان.
في نهاية كل ملتقى يتسلل شعور الحزن لفراق الاصدقاء. وما يخفف منه هذا التواصل الجميل الذي يجعل الادباء والشعراء يتفرقون وقد حمل كل واحد منهم عطر الآخر ودفقات روحه وعرق جهده. انها الكتب المتبادلة، تلك الهدايا المجدية الثمينة التي تبقى، على مر الازمان، شهادة الانسان على واقعه وربما على نفسه.

نقلاً عن افبس الكويتية








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "ثقافة"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024