الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 09:00 م - آخر تحديث: 04:16 م (16: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
ثقافة
المؤتمر نت -
هايل علي المذابي -
البردوني يعود في هيئة حصان
ماذا يمكن أن يقال عن هذا الضرير الذي استحوذ بنفاذ بصيرته على كل ما هو جميل وساحر في اللغة صرفاً ومعنى، وجعل القصيدة التي يكتبها كعبة يحج إليها النقاد وعاشقو الحرف واللغة، ومدرسة يتخرج منها المئات من المبدعين، وكيف لا وهو الذي كسا القصيدة ببردة الحسن والقداسة والجمال.. ربما هي حكاية القائل بكروية الأرض، والحلاج و.. و.. و.. وكل من لم يسعفه زمنه بأن يفهم معاصروه ما نشده وصبا إليه رغم ذلك فربما بدت المعادلة ناقصة لو تحقق ذلك.
لقد كان سابقاً لعصره وأونه بنظرته التي تتخطى الأجناس والحضارات والأقاليم وتتجاوز الأزمنة والأمكنة إلى وحدة شاملة تلتقي كقطرات الغيوم وتتجمع وتتلملم لتنسكب في حضن الأوقيانوس العظيم لترقى بنا إلى ذورة النشوة حيث الإبداع وحيث الإعجاز وحده.
هذا الضرير عاش زمناً كان الدهر فيه أسير كلمته، ويجدر بي أن أنتقي قصيدة من قصائده لتكون محط الحديث، وهي في مجموعها - أي قصائده - تذكرني بمثل عربي قديم قالته فاطمة بنت الحوثب الأنمارية امرأة زياد العبسي وكان لها سبعة أولاد ذكور من نجباء العرب.
فقيل لها يوماً أي أولادك الأفضل، قالت الربيع.. لا بل عمارة.. لا بل فلان، ثم قالت: ثكلتهم إن كنت أعلم أيهم أفضل «هم كالحلقة المفرغة لا يُدرى أين طرفاها.
نعم قصائد البردوني كذلك كالحلقة المفرغة لا يُدرى أين طرفها، رغم ذلك فسأختار منها قصيدة بسيطة تأسر اللب وزناً وحرفاً ومعنى وتلامس بعفويتها ورمزيتها أفق العالمية محلقة في فضاءات لا يلحق بها فيها جناح..
من ديوان «زمان بلا نوعية» قصيدة «للقاتلة حُباً»..
وفيها أحد أنواع التناص التاريخي أو استعارة الهياكل ولكن بتقنية حديثة جداً توحي بذكاء صريح وخبرة بناء ماهر في رصف الحجر، يقول مقطع منها:
اجتثيني من عرقي
يخضر مكاني بعدي
تورق ذراتي خيلاً
أقلاماً حُباً رعدي
من كل حصاةٍ ينمو
فلاحٌ يزهو جندي
من تحت ركامي يحبو
آتيك يغني عهدي
قتلي يبدي من سري
ما أعياني أن أُبدي.
في هذه الأبيات يتجسد التناص التاريخي والميثيولوجيا الراقية التي تُدهش وتسحر بجمالها وتبين عمق نفس هذا الضرير وعبقرية موهبته.
تقول الأسطورة: «إن الأبطال عندما يموتون يعودون إلى الحياة ولكن في هيئة خيول وأحصنة، ومن ملك أي من هذه الأحصنة فإنه - أي الحصان - كفيل بحمايته وإرشاده» ذُكرت هذه الأسطورة في حكاية الملك آرثر، والصورة واضحة فالبرودني يقول:
تورق ذراتي خيلاً
أقلاماً حُباً رعدي
وفي هذا دليل واضح على نفاذ بصيرته وجودة السبك لديه وحسن الانتقاء وسلامة الذوق والمهارة والبراعة في التوظيف للميثيولوجيات، والرجل في هذه المقاطع من القصيدة يرى في نفسه فيلقاً من الأبطال والمبدعين لا فرداً، ولعمري إنه من أبلغ من استخدموا التناص التاريخي في قصائدهم وحكاياهم.أكتفي بذلك فالحديث ذو شجون وحسبي الخلاصة.. وألاَّ يغمط هذا الضرير حقه.


[email protected]








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "ثقافة"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024