المؤتمرنت - محمود الحداد - كشفت دراسة مسحية في مناهج التعليم العام عن توفر قيم الولاء الوطني في الكتب الدراسية للتعليم الأساسي والثانوي في اليمن بنسب متفاوتة.

وحددت الدراسة التي أعدها مدير مركز تطوير التعليم الجامعي الدكتور عبده المطلس بناء على تكليف من قيادة وزارة التربية والتعليم 10 قيم أساسية اشتملت على 58 معياراً، شملت تحليل جميع الكتب الدراسية ووثائق المنهج في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية، والبالغة عددها 78 كتاباً، بعضها مكون من جزئين .

وأكدت نتائج الدراسة وجود قيم الولاء الوطني حيث بلغ تكرارها في الكتب الدراسية (15898) جملة .

وحيث تفاوتت من مرحلة دراسية إلى أخرى بصورة متدرجة ينسجم مع التدرج في الزيادة الكمية لمحتوى المنهج وزيادة نمو التلاميذ وتقدمهم في الدراسة من حلقة دراسية إلى أخرى .

مشيرة إلى أن ترتيب قيم الولاء الوطني جاء بحسب نسبها المئوية على النحو التالي :
27% حب الوطن والإخلاص له، 17% دعم الاقتصاد الوطني، 13% الاعتزاز بالانتماء للأمة العربية و 11% الاعتزاز بالثقافة الوطنية، 9% احترام الدولة والنظام والقانون و 9% التمسك بالثوابت الإسلامية المؤكدة لسلوكيات المواطنة المسئولة و 5% التمسك بمبادئ الثورة اليمنية و 5% الحرص على الوطن ووحدته، 3% احترام مبدأ المواطنة المتساوية فيما جاء قيمة التمسك بالديمقراطية في ذيل القائمة بنسبة 1%.
الدراسة الوطنية التي يعتبرها معدها أنها واحدة من الدراسات الرائدة على المستويين الوطني والعربي في مجال غرس قيم الولاء الوطني لدى الناشئة والشباب من خلال المناهج التعليمية ومؤسسات التعليم الرسمية، ترى أنها قائمة قيم الولاء الوطني العشر التي استنبطتها من خلال مسحها للكتب الدراسية للتعليم الأساسي والثانوي هي ما ينبغي غرسها لدى المتعلمين الملتحقين في التعليم العام .. إضافة إلى ترجمة هذه القيم إلى معايير قيمية تعكس ما ينبغي أن يمتلكه المعلمون من معارف متصلة بقضايا الوطن، وما ينبغي أن يكونوا قادرين على القيام من مهارات ويحرصوا عليه من تصرفات وسلوكيات تجاه الوطن.. ولفتت الدراسة إلى أنها قدمت أول محاولة لتطوير المناهج وفق مدخل تطويري قائم على معايير علمية.

وبناء على هذه النتائج أوصت الدراسة باستكمال منهج التربية الوطنية في المرحلة الثانوية، وضرورة بناء بنية شاملة ومتكاملة من المفاهيم والتعميمات المتصلة بقيم الولاء الوطني في كل الكتب الدراسية الإنسانية للصفوف من (1-12).

وطالبت الدراسة ضمن توصياتها بإعادة النظر في الصياغات اللغوية للجمل التي تتصف بالضعف والركاكة والطابع التقريري وتفتقر للفاعلية اللازمة لغرس القيم المشار إليها في متن هذه الدراسة .

وكذلك إعادة النظر في الصياغات اللغوية للنصوص المرتبطة بقيم الولاء الوطني وتضمينها المشاعر التي تغرس حب الوطن في نفوس الطلاب والطالبات، ومعالجة الاختلال المتمثل في عدم شمول محتوى الكتب الدراسية لجميع معايير الولاء الوطني من خلال إعادة النظر في مصفوفة المحتوى في وثائق المناهج المختلفة بما فيها مجالات المواد الإنسانية وإعادة تصميمها على أسس علمية سليمة وبنائها في ضوء مرجعيات موحدة وعلى أساس منهجي واحد .

وشددت الدراسة على الاهتمام بتوفير النشاطات والتمرينات المعمقة لحب الوطن والتأكيد على القدوة الحسنة مما يقتضي اختيار المعلم المناسب وتدريبه أثناء الخدمة في مجال غرس قيم الولاء الوطني .

إضافة إلى تزويد الطالب بالقدر المناسب من المعلومات الثقافية عن الوطن والخبرات المختلفة وإكسابه المهارات اللازمة .

إلى جانب وضع الطالب في مواقف تفاعلية حقيقية يدرك من خلالها طبيعة مشكلات المجتمع بهدف تمييز إحساسه بمشكلات المجتمع الثقافية والاقتصادية والاجتماعية وإعداده للإسهام في حلها .

مع التأكيد على مشاركته في الألعاب الشعبية التي تعبر عن انتمائه للمجتمع والوطن وتبني قيم التعاون والألفة والمحبة مع الآخرين .

كما أن الدراسة لم تغفل ضمن توصياتها أهمية تنظيم رحلات وإقامة مخيمات ومعسكرات طلابية في مواقع معينة من الوطن، وذلك بهدف تعريف الفئة المستهدفة بتلك المناطق وجمع معلومات عنها بهدف تأكيد أهميتها وانتمائهم لها كجزء من الوطن تعزيزاً للمحافظة عليها .

وفي سياق متصل قدمت الدراسة تصوراً عملياً شمل مصفوفة معايير غرس قيم الولاء الوطني لدى تلاميذ التعليم العام وما يتصل بها من مستويات قياسية على مستوى حلقات التعليم العام الأربع وكذا بنية المفاهيم المتصلة بتلك المعايير والتي اقترحت الدراسة أن يتم تبنيها كموجهات ثقافية لمحتوى مناهج غرس قيم الولاء الوطني على اختلاف مجالاتها.

الجدير ذكره أن التصور المقترح لغرس قيم الولاء الوطني لدى التعليم العام يتكون من عشرة محاور، ابتداءً من التمسك بالثوابت الإسلامية المؤكدة لسلوكيات المواطنة المسئولة والتمسك بمبادئ الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر، وحب الوطن والإخلاص له.

ومروراً بالمحور الرابع الذي يؤكد على الحرص على الوطن ووحدته، ثم يليه احترام الدولة والنظام والقانون ثم التمسك بالديمقراطية ثم احترام مبدأ المواطنة المتساوية، إضافة إلى الاعتزاز بالثقافة الوطنية وكذلك دعم الاقتصاد الوطني.

وانتهاءً بالمحور الأخير وهو الاعتزاز بالانتماء للأمة العربية .