فيصل الصوفي - سجلوا.. أول وزيرة لحقوق الإنسان في تاريخ حقوق الإنسان ترفع دعوى قضائية ضد حرية الرأي والتعبير، وتقييد حرية الصحافة.. حدث هذا في اليمن ولأول مرة منذ نشأت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان عام 1998م ومنذ استحدثت وزارة لحقوق الإنسان، وبطلة هذه الفضيحة الإنسانية هي السيدة حورية مشهور وزيرة حقوق الإنسان في حكومة الوفاق الوطني.

وزارة حقوق الإنسان وكذلك وزيرتها معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، وأول هذه الحقوق حرية الصحافة وحرية التعبير والإعراب عن الرأي التي تقع في قلب الحقوق السياسية أب وأم الحقوق كلها. وبدلاً من قيام الوزيرة بواجبها تقدم على خطوة غير مسبوقة برفعها دعوى قضائية ضد صحيفة "المؤتمر نت" الإلكترونية.

سجلوا.. هذا لم يحدث في أي مكان في العالم بحسب علمنا، ولم يحدث في اليمن إلا في عهد وزارة وزيرتها حورية مشهور.

تقول الوزيرة: إن "المؤتمر نت" نشر خبراً أشار إلى مطالبتها بالحرية الجنسية ومنع تعدد الزوجات وإلغاء تشريعات قرآنية وإلغاء قانون الحصانة، وقالت إن الذين نشروا الخبر " تجاوزا الخطوط الحمراء" صارت الوزيرة " خطأ أحمر" وتصرفاتها " خطوطاً حمراء".

لنفترض أن في الخبر شيئاً من التشهير كما تدعي الوزيرة، ألا يكفيها نفي الخبر مراراً.. هذا فضلاً عن أن وزارة حقوق الإنسان أول من يتجاوز الهفوات ويتلمس الأعذار للآخرين… فلا لزوم لرفع دعوى قضائية من وزيرة حقوق إنسان وتكون كالمدبر يغسل العار بالعار.

إني أنصح الوزيرة حورية مشهورة بحسب دعوتها من النيابة حرصاً على سمعتها وسمعة الوزارة، وأن لا تدع النزق يدفعها إلى هذا الموقف الشنيع إلى نهايته.. وأعتقد أن تحقيق نيابة الصحافة في القضية سيفضي إلى نتيجة بأن لا وجه لإقامة الدعوى، بالنظر إلى ما استند إليه "المؤتمرنت" عند كتابة نشر الخبر.. ونقول للوزيرة أيضاً" هبي أن الخبر يتضمن إساءة لكِ. فأنت شخصية عامة ووزيرة ومن الطبيعي أن تكوني أنت وكل شخصية عامة أو موظف عام عرضة للنقد. ثم أنت وزيرة حقوق إنسان ولست أي وزيرة. مهمتك أن تذودي عن حقوق الناس وتدافعي عن حرية الصحافة وحرية الرأي والتعبير، وموقعك يفرض عليك التجاوز عن الهفوات والتعالي على التحيزات، ثم إن القانون قد أعطاك سلاح "الرد والتصحيح" فكيفي نفي الخبر وتصحيح الخطأ إن وجد.. إننا هنا لا ندافع عن "المؤتمر نت" في مواجهة الدعوى القضائية التي رفعتها الوزيرة، رغم أن ذلك حقه علينا وعلى غيرنا، ولكننا بصدد لفت عناية الوزيرة أن الخطوة التي أقدمت عليها بوصفها وزيرة حقوق إنسان خطوة منكرة، بل فضيحة.

عن صحيفة اليمن اليوم