الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 06:24 ص - آخر تحديث: 07:17 ص (17: 04) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
الزواج المبكر .. يخطف الفتيات من أحلام المستقبل العلمي ويحرمهن مرح الطفولة(1-2)



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


الزواج المبكر .. يخطف الفتيات من أحلام المستقبل العلمي ويحرمهن مرح الطفولة(1-2)

الخميس, 10-يونيو-2004
المؤتمرنت-تقرير -ذويزن مخشف - يأمل كثير من اليمنيين -ذوي الدخل المحدود- أن تعيش بناتهم حياة الاستقرار المعيشي والسعادة الزوجية والأسرة الهادئة التي طالما حلموا بتشكيلها. وعندما يدفعون بهن إلى الزواج المبكر هروبا من تزايد أعباء الحياة المعيشية.. وليس كسراً تاه عن مخيلتهم وهم يرون المعاناة نفسها تتكرر.. ومع تعثر حلولها لدى الفتيات اللاتي رضخن لزواج مبكر حرمهن من مرح الطفولة وخطفهن من حقيقة ملامسة أحلام المستقبل الدراسي
واعتبر محللون ومختصون اجتماعيون بدء الاهتمام بمشكلة الزواج المبكر للفتيات باعتبارها من المشاكل التي أدت إلى ارتفاع نسبة الأمية بين النساء ومشكلة ارتفاع معدل وفيات الأمهات والأطفال ارتفاع معدل الخصوبة وغيرها من المشاكل التي تقف حجر عثرة أمام تحديث تنمية اليمن، وتطوره .
بكاء الأسرار
وتكشف الدراسات "السر" في جملة من الدوافع الأساسية والأضرار والانعكاسات الاجتماعية والنفسية والصحية للزواج المبكر، وإلى الرؤية الشرعية والقانونية والتوجهات الحكومية وغير الحكومية لمعالجة ظاهرة ما تزال بواطنها تتأصل في جذور القرن الواحد والعشرين في البلاد اليمنية.
كانت مها عثمان تجلس القرفصاء على أحد الأسرة بإحدى المستشفيات الحكومية بصنعاء وهي في حالة سرحان مع ذاكرتها التي عادت بها إلى فتاة تبلغ سن الثالثة عشرة تحلم بأن تكون طبيبة للنساء والولادة في يوم ما.. غير أن الحقيقة المرة تستفيق بها لتذكر أنها " إمرأة" خضعت قبل ساعات معدودة لعملية قيصرية لتعسر ولادتها.
وتقول مها وهي تجهش بالبكاء بعد علمها بوفاة جنينها مساكين بنات حواء. إلى أين سيمضي بهن الزمن.
ومع تلك اللحظة آبت والدتا المسنة إلا أن ترد: يا ابنتي": إن الزواج ستر للبنت، وإذا بلغت العاشرة لاداعي لان تجلس في بيت أبيها، فمصيرها الزواج الذي سيجعلها تتحمل المسؤولية في وقت مبكر ومواجهة ظروف الحياة المنزلية والزوجية.
وتواصل الأم حديثها الحزين لـ" المؤتمر نت": هذه مها لم تستكمل دراستها، للسبب نفسه، وقالت": إن حجم البيت لم يعد بمقدوره وسعنا.. ومن مهرها بنينا غرفة على السطح تفتقر لأبسط مقومات السكن.
ولم تخفي الأم، المتشحة بالسواد كعادة النساء اليمنيات في ارتداء ملابسهن، حلمها الجائش بالماضي إلا أنها رغبت أن تعلم بناتها وتدخلهن الجامعات كغيرهن حتى يشتغلن ويصرفن على أنفسهن، ولكنها أبدت أسفها لذلك قائلة": ما نعمل الفقر هو ما دفعنا لنزوج ( مها) التي لا تعرف ماذا تعني الحياة الزوجية ولا تعي شيئا غير أنها تريد أن تلعب.
ولا غريب في أن تعود الأم التي جاءت بابنتها من الريف لأن تصدح بسرها علنا وتقول "واليوم كما نرى لم نجلب من زواجها إلا المرارة والألم.
واليمن البلد الواقع في شبه الجزيرة العربية تحاول الحكومة مجابهة الأوضاع الاقتصادية بشتى طرق مع البنك الدولي إلا أن العادات والتقاليد طاغية على معظم مشاكل وأزمات العديد من الظواهر إحداها "الزواج المبكر".
لم آخذ حقي في التعليم
وتشعر مريم وهي فتاة لم تبلغ بعد سن الـ18 عاماً وتسكن في أطراف العاصمة صنعاء بالغيض لسيرة ذكر "الزواج المبكر" وتقول بصوت مبحوح: والدي فقير ونحن سبعة أخوة: أربع بنات وثلاثة ذكور، لم نتعلم إلا للصف الرابع الابتدائي أنا واختي وبعدها زوجنا أبي أبناء عمومته.
وقالت البنت لا بد أن تتزوج والابن هو الذي يدرس فقط أخوتي يأخذون حقهم في التعليم والبنات لا يعطونهن شيئاً.
وتنتشر ظاهرة الزواج المبكر في الكثير من مناطق اليمن إن لم نقل كلها، ولكل منطقة تميز في شيوع وانتشار هذه الظاهرة. فالبنت لا تتعلم ولا تكمل تعليمها بسبب عدم وجود المدارس المخصصة الكافية للإناث في أكثرية المناطق اليمنية وتؤكد الدراسات أنه يتم تزويج الفتاة في المناطق الريفية بالذات للقيام بالأعمال الزراعية.
وتسترسل مريم قائلة لـ(المؤتمر نت): أنها تزوجت وعمرها لم يتجاوز سن الـ12 عاما وكانت حينها خائفة وتعرضت لمواقف صعبة وأضافت: (كنت أبكي كل يوم وأحياناً أعود إلى بيت أسرتي إلا أن والدي كان يلومني ومن ثم يعيدني لبيت أهل زوجي.. وحالياً تعلمت الكثير خلال الثلاث السنوات لزواجي وبتٌّ أماً لطفل عمره ثمانية أشهر.
الانعكاسات الاجتماعية والنفسية:
وتشير دراسات علم الاجتماع إلى أن الزواج المبكر يضاعف من نسبة الأمية والفقر في المجتمع اليمني بشكل عام وبين النساء بشكل خاص، وتفيد أنه عامل أساسي من عوامل ارتفاع نسبة الخصوبة في المجتمع اليمني والبنات المتزوجات في سن مبكرة يتعرضن لضغوط اجتماعية تؤثر بشكل عام على صحتهن.
وتقول دكتورة/ نجاة الصائم- أستاذة علم الاجتماع جامعة صنعاء إن الفتاة التي تقبل بالزواج المبكر، ولم يكتمل نضجها النفسي ولم تكتسب الشخصية والهوية والثقة بالنفس، وما زالت بعد بحاجة إلى الدعم والتفهم من قبل الأهل والأقرباء.
وتضيف: "لم تكتمل مرحلة النمو النفسي نتيجة الزواج وتصبح عرضة لمسؤوليات الزواج والأسرة والأولاد، فهي تضطر لقبول ما يقرره لها الآخرون وعادة ما يكون تقييمها لنفسها سلبيا من ناحية أدائها كزوجة وأم، لذا سيصعب عليها أن تلم بحقوقها وواجباتها الأسرية على الوجه الأكمل.
وواصلت القول: يكون الزوجان غير مؤهلين تماما للزواج والذي يتم بناء على رغبة الأهل، وما يترتب على ذلك من إنجاب الزوجة للأطفال الذي يؤثر بدوره صحيا ونفسياً.
وأكدت أن علم الاجتماع أثبت أن فرصتها في تطوير نفسها ثقافيا معدومة نتيجة لمسئوليتها المنزلية، في حين أن الرجل يتمكن من مواصلة تعليمه وتحسين دخله المادي ولذلك فإن أول شيء يفكر فيه هو الزواج من فتاة يختارها هو لا الأهل




comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024