معايير الولاء الوطني
الخميس, 24-مارس-2016 د/ علي مطهر العثربي - اثبت المؤتمر الشعبي العام أنه إرادة شعبية صلبة تستمد قوتها من الإرادة الإلهية التي لا غالب لها على الإطلاق، ولذلك امتلك اليمنيون المتمسكون بقدسية الارض البأس الشديد الذي تحدث عنه القرآن الكريم في سورة النمل حيث قال تعالى :(قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ) صدق الله العظيم .
نعم لقد قال الملأ في الامبراطورية السبئية عندما شاورتهم ملكة اليمن آنذاك في أمرها وأمررسالة نبي الله سليمان عليه السلام بعد حوار ونقاش بحجم اليمن الكبير : نحن ذوو قوة على القتال وأهل البأس الشديد في الحرب ، والأمر أيتها الملكة إليك في القتال وفي تركه فانظري من الرأي ما ترين فمرينا نأتمر لأمرك ، ومن ذلك تظهر إرادة البقاء وأهمية المشاركة السياسية( الشورى) وحكمة الفعل المؤيد للعقل والمنطق التي أظهرت مقتضيات الولاء الوطني لقدسية التراب اليمني الطاهر الذي تربى عليها اليمنيون الأحرار جيلاً بعد جيل ، ولكم اليوم أن تنظروا بعين الحصيف إلى عظمة المؤتمر الشعبي العام وقيادته الحكيمة ممثلة في ابن اليمن المعيني السبئي الحميري علي عبد الله صالح الذي يمتلك فكراً وطنياً متجدداً ينطلق من إرث وتراث وفكر الحضارة اليمنية الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ الإنساني ، ولكم أن تعودوا إلى دليله النظري الميثاق الوطني لتتعرفوا
على مفهوم الولاء الوطني ذلك المبدأ الشريف الذي لا ينسجم بأي حال من الأحوال مع التبعية أياً كان شكلها أو نوعها لتدركوا أن الشعب اليمني صاحب الارادة الكلية يدرك أهمية البعد التاريخي لجذوره الحضارية ويمنح الثقة لمن يجسد مفهوم ذلك المبدأ قولاً وعملاً ويرفض التبعية والمتاجرة بالوطن ، ولذلك فإن المؤتمر الشعبي العام يحظى بالتقدير المطلق من كافة المكونات البشرية والجغرافية لليمن الواحد والموحد ، لأنه انطلق في تصديه الجبار لتحالف الإرهاب الذي تقوده المملكة السعودية ضد اليمن من معايير الولاء الوطني التي نص عليها الميثاق الوطني الدليل النظري والفكري والسياسي للمؤتمر الشعبي العام فما هي تلك المعايير؟!.
إن معايير الولاء الوطني جاءت من صميم ذلك المبدأ الذي هو ولاء لله رب العالمين ، لأن حب الوطن من الإيمان ، وقد نص الميثاق على أن الولاء ليس شعاراً غامضاً مهزوزاً في ضمير الإنسان ولكنه عقيدة تتجسد سلوكاً والتزاماًبمعيير الولاء الوطني التي تتمثل في :
- الحفاظ على سيادة الوطن واستقلاله باعتبار ذلك قمة المصلحة العليا للوطن وعقيدته وأية تبعية خارجية مادية أو فكرية أو التزاماً تنظيمياً يعتبر خيانة وإضراراً بمصلحة الوطن العليا وإخلالاً بالولا الوطني .
- التمسك بأهداف الثورة اليمنية ( سبتمبر وأكتوبر) وتجسيدها فكراً وسلوكاً في المحافظة على النظام الجمهوري وإرساء قواعدة وأسسه الديمقراطية، والالتزام بها قولاً وعملاً والوفاء لشهداء الوطن الأبرار .
- الحفاظ علي الوحدة الوطنية والابتعاد عن التعصب الطائفي أو السلالي أو القبلي أو الحزبي ، وغيرها من التعصبات التي تمزق الوحدة الوطنية وتضر بمصلحة المواطن والوطن ( ليس منا من دعا إلا عصبية ) حديث شريف.
إن الالتزام بعايير الولاء الوطني بات اليوم مقياس المواطن اليمني يطبقه على القوى السياسية ليدرك من الذي يستحق الثقة والالتفاف حولة ، بمعنى أن الذين كانوا يزايدون بالوطنية والدين والقومية والاشتراكية وغيرها من الشعارات قد سقطوا في مستنقع الارتهان والتبعية ولم يعد لهم مكان في الوطن لأنهم خانوا الأمانة وجعلوا من الدين وكافة المبادئ وسيلة لتحقيق أهداف شخصية، وقد جاء تحالف العدوان ليعري أصحاب الشعارات الجوفاء الذين تاجروا بدماء أبناء اليمن.
نعم تلك حقائق بات اليمنيون الذين تصدوا للعدوان على علم بها وقادرون على التمييز بين الصادق الأمين والخائن الدنيئ ، ومن أجل ذلك سيرسم اليمنيون يوم السبت الموافق٢٦ مارس ٢٠١٦ م لوحة الولاء الوطني بكل معاييره ويقدمون من خلالها رسالة للعالم بأسره بأن اليمنيين كافة يداً واحدة يواجهون العدوان البربري الإرهابي على ، مدى عام من الفجور والقتل الذي استهدف إنسان اليمن وأن هاما تهم لا تنحني إلا لله الواحد القهار.
التحية والاكبار لكل الشرفاء والنبلاء الذين صمدوا على تراب الوطن اليمني الواحد الموحد بإذن الله.
---
رئيس دائرة الفكر والثقافة
عضو الأمانة العامة