الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 10:20 ص - آخر تحديث: 05:05 ص (05: 02) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
المناظرات القرآنية تخفف الإرهاب



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


المناظرات القرآنية تخفف الإرهاب

الخميس, 10-فبراير-2005
بقلم الكاتب –جيمزبراندن -ترجمة –مجدي عبد الحميد منصور - بقلم الكاتب –جيمزبراندن
المصدر-الجريدة الأمريكية "كريستين ساينس موليتر"
ترجمة –مجدي عبد الحميد منصور
عندما أعلن القاضي حمود الهتار أنه وأربعة علماء مسلمين آخرين يدعون سجناء القاعدة إلى مبارزة فكرية حذر خبراء معادون للإرهاب من أن هذه المغامرة ستنتهي بكارثة.
في مواجهته لخمسة سجناء من القاعدة في صنعاء مال القاضي الهتار إلى التوافق ورمى بعرض الحائط ببعض الاعتبارات التقليدية بما في ذلك شكوكه الشخصية وقرر هذا الشيخ الشاب، بأمل أن يأتي بالسلام إلى بلاده، قرر المغامرة.
إذ تمكنتم من إقناعنا بواسطة القرآن بأن أفكاركم صحيحة سننضم إليكم في صراعكم هذا ما قاله الهتار ثم قال ولكن إذا تمكنا نحن من إقناعكم بأفكارنا فحينها عليكم أن ترفضوا العنف.
وافق السجناء بحماس :
والآن ومع مضي سنتين لم يفرج عن هؤلاء السجناء فحسب بل إن سلاماً نسبياً يسود اليمن وإن نفس الخبراء الغربيين الذين شككوا في تجربة الهتار هم الآن يغازلونه ومتحمسون لمعرفة كيف أدى حواره الفكري مع المقاتلين الإسلاميين إلى تهدئة هذا البلد ذو الطبيعة الجبلية القاسي فقد كانت اليمن تعتبر في السابق من قبل أمريكا دولة فاشلة حالها حال أفغانستان والعراق.
ومنذ أن انتهت المرحلة الأولى من الحوار في ديسمبر 2002 لم نشهد هنا أي عمليات إرهابية، على الرغم من أن الكثيرين اعتقدوا أن اليمن ستصبح عاصمة للإرهاب قالها الهتار وعيناه تبرق بشدة من تحت عمامته الزمردية الخضراء ثم قال: تم اطلاق سراح 364 شاباً بعد خوض الحوار ولم يذهب هؤلاء ليحاربوا في أي مكان آخر.
من المؤكد أن الطريقة اليمنية غير تقليدية إلا أنها حققت نتائج ما كان لنا أن نحلم بها، هذا ما قاله دبلوماسي أوروبي لم يرد أن يذكر إسمه ثم قال: تحولت اليمن من مشروع عدو إلى حليف لا غنى عنه في الحرب على الإرهاب.
وللتوضيح، فإن سياسة الإفراج عن السجناء ليست السبب الوحيد في اختفاء العمليات الإرهابية، فقد قامت الحكومة بجملة من الإجراءات في مكافحة الإرهاب من إغلاق المدارس المتطرفة –تتهم المدارس الإسلامية أحياناً بنشر الكراهية- إلى ترحيل المقاتلين الأجانب.
يرحب الهتار بالأجانب في منزله بحماس شديد للحديث عن نجاحاته بتشديد على تلك النجاحات وبتقديم فناجين الشاي اللامتناهية في العدد ومع ذلك تجد أن بيته العادي محاط بسيارتين جيب عسكريتين وجنود يبحلقون في الظلام المحيط الذي تتخلله السيارات في حين تمر الرياح على الشوارع غير المعدة رافعة سحب التراب ومعها أطراف معاطف الرجال مظهرة خناجرهم الوطنية ومسدساتهم وهواتفهم النقالة على الجانبين.
وبينما الهتار يجلس بجانب الكتب الدينية ونسخ من القرآن نجده يوضح أن أسلوبه بسيط فهو يدعو المقاتلين إلى أن يأتوا بأدلة من القرآن تبرر اعتداءاتهم على المدنيين وعندما يعجزوا فإنه يريهم عدة آيات تحث المسلمين على عدم الاعتداء على المدنيين وعلى احترام الديانات الأخرى وعلى القتال فقط عند الدفاع عن النفس.
وعلى سبيل المثال فهو يقرأ (من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً) إنه يستخدم هذه الآيات ليؤكد حجته ضد الاعتداء على الأهداف الغربية في اليمن، هذه الاعتداءات كما يقول تناقض القرآن ويقول أيضاً بأن القرآن يؤكد بأنه لا يمكن قتل الأطفال والنساء تحت أي ظرف.
إذا أعلن السجناء بعد أسابيع من الحوار تخليهم عن العنف فإنه يطلق سراحهم ويتم إعطاءهم دورات تدريبية ومساعدتهم في الحصول على وظائف.
إن اعتقاد الهتار بضرورة الاهتمام بالمتطرفين الذين تم تدريبهم من قبل أسامة بن لادن وبالتالي إمكانية تغيير اتجاهاتهم لم يقبل في البداية من قبل الدبلوماسيين الغربيين في صنعاء باعتباره ساذجاً وخطيراً ولكن الطريقة التي يسلكها رجال الدين المثقفون تختلف عن الطرق الأخرى في محاربة المتطرفين فبدلاً من توبخيهم وتهديدهم فهو يستمع إليهم.
ويقول الهتار: إن الجزء المهم في الحوار هو الاحترام المتبادل، مع الاعتراف بحرية التعبير الفكري والرأي ويجب عليك أن تستمع وتظهر اهتماماً بما يقوله الطرف الآخر.
والهتار لا يبدأ بتصحيح أفكارهم تدريجياً إلا بعد أن يكسب ثقتهم ويقول بأن معظم المقاتلين هم أشخاص عاديون ثم اقتيادهم إلى الطريق غير السوي وكما تم تعليمهم مبادئ القاعدة فإنه بالإمكان تعليمهم أي مبادئ أخرى يقول الهتار: إذا درست الإرهاب ستدرك بأن وراءه نظرية فكرية والفكر لا يحارب إلا بالفكر.
إن نجاح هذه الطريقة قد فاجأت حتى الهتار نفسه. لقد كان اسم اليمن ولسنوات مرتبطاً مع التطرف الإسلامي، فهي الموطن الأصلي لأسامة بن لادن، ومنها شغلت مخيمات أفغانستان بثلثي مقاتليها وكانت معروفة باختطاف الأجانب وبضرب المدمرة الأمريكية كول التي قتل فيها 17 أمريكي.
يقول فارس السنباني مستشار سابق لرئيس الجمهورية ورئيس تحرير صحيفة يمن أوبزرفر وهي جريدة أسبوعية باللغة الإنجليزية: من المنطقي أن الطريقة الوحيدة في التعامل مع هؤلاء الأشخاص هي من خلال عقولهم وقلوبهم، إذا ضربت هؤلاء فإنهم يزدادون قساوة يتلذذون بالألم وهذا جزء من معتقداتهم والبديل هو أن نمسح الأفكار التي تلقونها ونفهمهم بأن الإرهاب يضر اليمن، وعندما يفهمون هذا فإنهم يتحولون إلى مقاتلين لأجل الحرية والديمقراطية ومقاتلين من أجل الإسلام الحقيقي.
بعض المقاتلين المطلق سراحهم تغيروا كثيراً إلى درجة أن بعضهم دل الجيش اليمني إلى أماكن الأسلحة المخفية وقدموا النصائح في طريقة التعامل مع المقاتلين الآخرين، وقد كان نجاحاً باهراً عندما قصف أبو علي الحارثي وهو قائد القاعدة في اليمن بضربة جوية أمريكية كان دليلها مقاتل أصلحه الهتار.
ومع النجاح الذي تحقق في اليمن إلا أن بعض الدبلوماسيين الأمريكيين ينتقدوها بسبب إطلاق سراح المقاتلين مع ضمانات قليلة لعدم معاودتهم أعمالهم السابقة.
وتجادل اليمن بأن معاقبة هؤلاء لن يؤدي إلى لسخط أكبر مع توضيحها أنه بالنسبة للمهاجمين الفعليين للمدمرة كول وحاملة النفط الفرنسية ليمبورج فقد تلقوا عقوبة الإعدام.
وكتب تشارلز شميتز متخصص في الشؤون اليمنية في تقرير 2004م لمؤسسة جاميزتاون إن لليمن أهدافاً سياسية بعيدة المدى بينما للأمريكيين أهدافاً قصيرة.
وهذه الأهداف ليست بالضرورة متناقضة فيما بينها لكن غموضها تسبب في الاحتكاك بين الحكومتين.
بعض أعضاء الحكومة اليمنية متحمسون أيضاً لطريقة أكثر صرامة وما زالت اليمن على مستوى تنبه عال لأي هجمات قادمة والطائرات العسكرية تحلق دورياً على انخفاض في مدينة صنعاء الطينية القديمة لإرسال رسائل إلى المقاتلين.
وهناك سبب آخر للاحتكاك بين اليمن وأمريكا هو أن اليمن مع نجاحه في إعاقة الاعتداءات على حدوده وداخل أراضيه إلا أنه لم يصنع شيئاً حيال الأفكار المعادية للغرب ولا حيال الفساد والفقر وقلة فرص العمل التي كلها تغذي العنف الإسلامي.
يقول أحد الدبلوماسيين الغربيين ما زالت اليمن تواجه تحديات جدية ولكن رغم الصعوبات يجب أحياناً أن نعترف بأن اليمنيين يعرفون اليمن أفضل منا وإذا كانت طريقتهم ناجحة فمن نحن لنتذمر.
وكنتيجة لبروز النجاح النسبي لأسلوب الهتار تم دعوته ليتحدث إلى أخصائيين في الإرهاب في سكوتلند يارد في لندن وكذا البوليس الفرنسي والألماني أملا في منع نمو العنف في وسائط المهاجرين الإسلاميين.
والدبلوماسيون الأمريكيون قد اقتربوا من رجل الدين هذا ليروا فيما إذا كان بالإمكان اتباع أسلوبه في العراق وأفغانستان.
يقول الهتار: قبل أن يبدأ الحوار كانت هناك طريقة واحدة لمكافحة الإرهاب وهي القوة أما الآن فهناك طريقة أخرى إنها الحوار.
تعليق من المترجم
· إن الكاتب وبأسلوبه الخاص يبدي إعجابه الشديد بطريقة الهتار من دون أن يذكر فيها كلمة إعجاب أو وصف وإنما ينقل جملة من الحقائق تجعل القارئ يعجب بذلك الأسلوب الهتاري، ثم ومن دون أن يصف ينقل إلينا كلمات الهتار وكأن لسان حال الكاتب يقول إنها الحكمة اليمانية إنها الحكمة اليمانية.
· إن الكاتب لم يطلق على أولئك الأشخاص كلمة إرهابيين إلا مرتين مرة في العنوان لضرورة إثراء المعنى ومرة أخرى على لسان الهتار نفسه إنما أطلق عليهم ما بين متطرفين مقاتلين.
· أن الكاتب ينهي مقالته بجملة للهتار ليؤكد أخيراً على إعجابه بحكمته ليترك الكاتب يفكر بعد قراءة السطر الأخير دقيقتين في جمال تلك الجملة التي تعنى أن الحوار بصير والقوة عمياء.
· إن الكاتب بدأ بعنوان يحمل النقائض وأنها مقالته أيضاً بالنقائض.
· إن الكاتب منصف وإذ يبدي إعجابه بالطريقة الهتارية فهو يتفهم الإصرار الأمريكي على الشدة ويذكر بأن أجزاء كبيرة من عوامل الإرهاب لم تفعل اليمن شيئاً إزاءها وخاصة الفساد والفقر.
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

محمد "جمال" الجوهريقراءة متآنية لمقال بن حبتور (مشاعر حزينة في وداع السفير خالد اليافعي)

28

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالسِياسِيُون الحِزبِيُون الألمَان يَخدعون ويَكِذِبُون ويخُونُون شعبهم

22

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024