المؤتمر نت - تجدد الجدل عن تدنيس القرآن الكريم في الولايات المتحدة مرة أخرى، إنما هذه المرة بسبب اقدام واعظ على وضع لافتة تحمل اساءة للقرآن الكريم أمام مبنى كنيسته في ولاية شمال كارولاينا على أكثر الطرق السريعة ازدحاما في البلاد. وفيما عبر مسيحيون أمريكيون عن رفضهم لوضع لافتة أمام كنيسة دانيال تاون المعمدانية تقول "القرآن في حاجة لأن يرمى في المرحاض"، حث مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) الأمريكيين من الأديان والمعتقدات كافة لاظهار ردات فعلهم بقراءة نسخة مجانية من القرآن الكريم.
ونقل موقع "العربية.نت" أن الاشارة الواردة في هذه اللافتة، قرنت مفرداتها بالأنباء التي تواترت عن تدنيس القرآن الكريم في معتقل غوانتنامو بواسطة جنود أمريكيين. وقال مسؤول العلاقات الوطنية في (كير) إبراهيم هوبر "المسيحيون دائما ما يتساءلون ماذا كان ليفعل المسيح"، موضحا أنه لا يعتقد أبدا بأن المسيح، الذي يحبه المسلمون، والذي تحدث عنه القرآن، كان سيستخدم مثل هذه العبارات التي تحث على الكراهية والتفرقة.
وأهاب هوبر بالأمريكيين لاتخاذ خطوات متقدمة حيال عرض (كير) الحالي بتوفير نسخ مجانية من القرآن الكريم للقراءة "لكل انسان يرغب في الالمام بالحقيقة حول الإسلام والمسلمين". وأضاف بأن الواعظ الذي وضع تلك اللافتة أمام الكنيسة على طريق سريع يمر به الآلاف يوميا، على الرغم من حقه في حرية التعبير، إلا أنه أذى العلاقات الإسلامية المسيحية، وشوّه صورة الولايات المتحدة.
وقالت صحيفة "ديلي كورير" المحلية في ولاية شمال كارولاينا إن واعظ الكنيسة كريغتون لوفليس لم يبادر بالاعتذار، موضحا أنه يؤمن بأن الكتاب المقدس (الانجيل) يعلو ما سواه. وعبرت سيما ريلي وهي مسلمة من أصل باكستاني عن استيائها من رؤية اللافتة. وقالت للصحيفة ذاتها إنها شعرت بالغضب عندما رأت اللافتة على الطريق السريع وهي في طريقها إلى الريف السبت الماضي.
من جهته قال البروفسير دونالد سيرنغ الذي يقوم بتدريس العلوم السياسية بجامعة شمال كارولاينا، إن وضع لافتة كهذه في مكان عام تصرف ينم عن قلة احترام تجاه المواطنين الآخرين. وشدد سيرنغ على أن مثل هذا التصرف يعرض للخطر "قيم الحرية التي ترقد في قلب ديمقراطيتنا".