المؤتمرنت - وكالات - ما زال موضوع من سيحل محل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أحد الالغاز الرئيسية في الحياة السياسية الداخلية، رغم أنه أبعد الآن الى المرتبة الثانية الى حد ما، بسبب انتخابات مجلس الدوما التي ستجري في الثاني من ديسمبر المقبل.
وتقول المعلقة السياسية لودميلا الكسندروفا: «تصدر بوتين القائمة الانتخابية لحزب روسيا الموحدة، لكن ما زال غير مفهوم حتى الآن ما هو المنصب الذي سيشغله بعد انتهاء فترة صلاحيات الرئاسة له في مارس عام 2008. كما ما زال غير واضح من بالذات يمكن أن يتنافس على كسب منصبه الحالي».
ولا يبرز المحللون الروس من بين الورثة المحتملين، أي شخصية مفضلة بجلاء، بينما تعتقد غالبية المجتمع أن «عملية الوريث» ستختتم في كل الأحوال بمفاجأة.
من جانب آخر، تتسع في البلاد الحملة لجعل بوتين «بطلا قوميا». وكتبت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» نقلا عن حاشية الرئيس، أنه لم يتخذ بعد القرار النهائي في الكرملين. وتؤكد أنه يبحث من بين السيناريوات احتمال مشاركة مرشحين اثنين على اقل تقدير يوافق عليهما الكرملين في انتخابات الرئاسة.
وكان بوتين المح في سبتمبر، بعد اعلان اسم المرشح الجديد لمنصب رئيس الوزراء الى احتمال طرح سيناريو مشاركة ورثة عدة في انتخابات الرئاسة. وقال «اذا ما ظهر مرشح واقعي آخر فستتوافر لدى الشعب الفرصة لاختيار أحد ما من بين عدد أكبر من الأشخاص». ويشير الخبراء الى أن موقف الكرملين من الوريث المحتمل «قد تغير في الفترة الأخيرة ويمكن ملاحظة ذاك من برامج قنوات التلفزيون المركزية». وحسب معطيات منظومة تحليل المعلومات «ميديالوجيا»، فان قنوات التلفزيون الاتحادية صارت تعطي فترة أقل فأقل الى تغطية نشاط سيرغي ايفانوف، النائب الأول لرئيس الوزراء.
ولئن ذكر اسم فيكتور زوبكوف، رئيس الوزراء في الفترة من اول اكتوبر الى 14 نوفمبر، 441 مرة، فان اسم دميتري ميدفدييف النائب الأول لرئيس الوزراء، ذكر 250 مرة، واسم زميله سيرغي ايفانوف 171 مرة، علما أن الوقت المخصص سابقا في القنوات الاتحادية الى نائبي رئيس الوزراء كان متساويا تقريبا. ونقلت «نيزافيسيمايا غازيتا» عن مصدر قريب من الكرملين أن مشروع ايفانوف «اغلق».
ومع ذلك، وحسب المعطيات الأخيرة لمركز «ليفادا - سنتر»، فاذا جرت الانتخابات الأحد المقبل، ولم يشارك فيها بوتين، فان ايفانوف كان سيحصل على أكبر عدد من الأصوات - 16 في المئة، بينما سحصل زوبكوف على 11 في المئة ودميتري ميدفيديف على 13 في المئة. وأوردت «نيوز ريو. كوم» قول ليونتي بيزوف من مركز «فتسيوم» لاستطلاع الرأي العام، ان الفرق في مستوى شعبية الورثة المحتملين الثلاثة، يبلغ حسب استطلاعاتهم نسباً مئوية عدة، علما أن ميدفيديف يتقدم الآخرين: «اننا حين نسأل الذين يجري استطلاع رأيهم من هو الشخص الذي تنصح بوتين بان يكون وريثه، نجد ان ميدفيديف يسبق ايفانوف بـ 2 في المئة، ويسبق زوبكوف بـ 3 في المئة». علما أن النائبين الأولين لرئيس الوزراء انتقلا الآن الى الظل، وقل ظهورهما على التلفزيون، لكن ميدفيديف يتمتع بشيء من التعاطف معه، فهو أصغر سنا وجذابا أكثر، حسب بيزوف.
كما اشار الى ان مواقع ايفانوف وميدفيديف بلغت الذروة، أما زوبكوف فهو أكثر حركة وقد تزداد شعبيته. ونظرا لولع بوتين بالقيام بخطوات مفاجأة، يتوقع الجميع بمن فيهم الروس البسطاء، ظهور متنافس جديد على المنصب في الكرملين. علما ان «ليفادا» يعتقــــد أن نصف الذين جرى استطلاع رأيهم يعتــــقدون بأن اسم سيد الكرملين المقبل، ليــــس من بين المرشــــحين الثــــلاثة.
وكتبت «نيزافيسيمايا غازيتا» أن «فتسيوم» المقرب الى الكرملين، يقيس أيضا مدى شعبية فالنتينا ماتفيينكو محافظ بطرسبورغ بين الناخبين. وأوردت قول مصدر قريب من الكرملين، انه اذا أصبحت عمدة المدينة رئيسة، فسيمثل ذلك أكبر تغيير في هيكلية السلطة والذي تحدث عنه بوتين وسيكون على رأس البلاد رئيس ضعيف وليس رئيسا قويا.
من جانب آخر، يزداد عدد المواطنين الذين يشاركون في الحركة الوطنية العامة التي تضع هدفا لها بقاء بوتين في السلطة بأي شكل ممكن. ففي 15 نوفمبر، شكل في مقاطعة تفير ممثلو 84 منطقة حركة اجتماعية روسية عامة باسم «من أجل بوتين». وقال بافل استاخوف، الحقوقي المعروف الملهم الرئيسي للحركة، ان الشيء الرئيس هو أن يبقى بوتين زعيما للبلاد. واعلن أنه تم جمع 30 مليون توقيع لدعم بقاء بوتين كزعيم.
كما نشرت في الموقع الالكتروني لحركة «روسيا الموحدة» اخيرا، وثيقة تضمنت الاقتراح بجعل بوتين زعيما قوميا والدعوة الى عقد ما يسمى «المحفل المدني»، الذي سيضفي الشرعية على وضعه. وصارت مثل هذه المبادرات المختلفة تزداد يوما بعد يوم وبضمنها مبادرات تتسم بالغلو. فمثلا اقترحت منظمة «نساء فلاديفستوك» التي الهمها مثال هيلاري كلينتون، أن تصبح لودميلا بوتينا قرينة بوتين، رئيسة. وجاء في نص بيان المنظمة الذي أوردته الصحيفة الالكترونية «نيوز ريو. كوم»، ان الناس في مركز بريموريه يدعون الى مواصلة سياسة الرئيس الحالي وضمان تواصل نهج السلطة. وتابع ان الدستور لا يسمح لبوتين بترشيح نفسه لرئاسة ثالثة على التوالي، ولهذا فان المنظمة الاجتماعية «نساء فلاديفستوك» تقترح أن ترشح لودميلا بوتينا لمنصب رئاسة الدولة.
بيد أن فكرة جعل بوتين «أبا للأمة» لا تحظى بعد، حسب رأي الباحثين الاجتماعيين، بدعم الغالبية. وقال بوريس دوبين، مدير قسم الأبحاث السياسية والاجتماعية في «ليفادا - سنتر» في موسكو، يوم الجمعة، ان نسبة 45 في المئة اجابت «سلبا في أغلب الظن» و«سلبا جدا»، فيما وأجابت نسبة 35 في المئة «ايجابيا كليا» و«ايجابيا في أغلب الظن». وأبدى 20 في المئة «صعوبة في الاجابة».
وحسب الباحث الاجتماعي، فانه طرح أيضا السؤال حول هل يستحق الأمر جعل بوتين رئيسا مدى الحياة. واشار الى أن ثلثي المستفتين عارضوا ذلك.
ويعتقد فاليري خومياكوف، المدير العام للمجلس الاستراتيجي الوطنية، أن بوتين سيكون في 2008 مجرد زعيم للحزب الحاكم.




بوتين يدعو الروس الأورثوذكس إلى لعب دور فعال في انتخابات الدوما

موسكو - يو بي اي - دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الروم الأورثوذكس، الى المشاركة في شكل فعال في انتخابات مجلس الدوما المقررة في الثاني من ديسمبر المقبل.
ونقلت «وكالة نوفوستي للانباء» عن بوتين، أنه يمكن «للمسيحيين الأورثوذكس أن يلعبوا دوراً فاعلاً في انتخابات 2 ديسمبر المقبل». وأضاف أثناء لقائه قادة الكنيسة الأورثوذكسية في الكرملين، اول من امس، «انا مقتنع أن الأورثوذكس المسيحيين، كغيرهم من المواطنين، سيتمتعون مجدداً بموقف مواطني فاعل».
وأشار بوتين الذي تنتهي ولايته الثانية في مارس المقبل ولا يحق له الترشح لمرة ثالثة متتالية، الى أن «الاستقرار الوطني وتتابع التغييرات المستمرة سيعتمد على نتائج انتخابات مجلس الدوما».
وكان رئيس مجلس المفتين في روسيا الشيخ عين الدين الراوي دعا المسلمين الى واجب المشاركة في انتخابات الدوما. يشار الى أن عدد أتباع الديانة الأورثوذكسية في روسيا يصل الى نحو 125 مليون نسمة من أصل نحو 143 مليوناً، هو الرقم التقريبي لمجمل عدد السكان، في حين تقارب نسبة المسلمين الـ 10 في المئة.