الأحد, 07-ديسمبر-2025 الساعة: 04:21 م - آخر تحديث: 02:33 م (33: 11) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
سياسة النبي في نشر الدعوة الاسلامية



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من دين


عناوين أخرى متفرقة


سياسة النبي في نشر الدعوة الاسلامية

الثلاثاء, 02-مارس-2004
تكتبها : آلاء الصفــار - قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز (إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ). اتضح لنا ان شعوب الأرض هو امتداد لذرية سيدنا آدم عليه السلام وزوجته حواء فبدأت الحياة بأثنين ثم تكاثروا حتى اصبحوا قبائل تسكن الأرض وتكاثرت تلك القبائل فأصبحت شعوبا وتوسعت تلك الشعوب فصارت امماً فتقاسموا الأرض لتكون دولاً لها حدود ورايات وعادات وتقاليد فكان على رأس كل دولة ملكاً او زعيماً أو قائداً يدير حياة مواطنيه في دولته وعلى كل المستويات العسكرية منها او الاقتصادية او الاجتماعية وكذلك التربوية والثقافية واستمر الحال الى ان بدأ الانحراف عن الفطرة السليمة عندها تحركت عناية الله للبشر فأرسل الرسل وبعث الأنبياء لهداية الناس الى عبادة الله الواحد الصمد وإقامة العدل بين الناس ونشر وبث الوعي الديني والوازع الخلقي فيهم لتستمر الحياة كما أرادها الله لهم وكان خاتم الأنبياء والرسل وآخرهم هو سيدنا محمد بن عبد المطلب الهاشمي القريشي الذي اختاره الله سبحانه وتعالى من بين الناس ليكون مبشرا ونذيرا وداعيا الى الله بأذنه وسراجاً منيرا وليقود أمة تأخذ على عاتقها نشر دين الله الإسلام في ربوع الأرض.
تحرك النبي محمد صلى الله عليه وسلم في نشر هذا الدين بأسلوب قل نظيره وبتعامل اذهل العرب وخاصة قريش ففي اليوم الأول من دعوته جمع قريش عند الكعبة وقال لهم لو أخبرتكم ان خلف هذا الجبل عدو يريد الهجوم عليكم فهل انتم مصدقي؟ قالوا نعم لأننا نعرفك صادقاً اميناً ولم نجرب عليك الكذب. فأجابهم قائلاً بعثني الله سبحانه وتعالى رسولاً إليكم أدعوكم الى عبادته وحده لا شريك له وترك عبادة الأصنام والأوثان التي انتم لها عابدون او كما قال لهم وأدعوكم الى الخير والعمل الصالح والخلق الكريم لتفوزوا بخير الدنيا والآخرة، فقالوا الهذا جمعتنا فتركوه ولم يؤمنوا بدعوته لأن التعالي والتكبر عميق في نفوسهم. لم يتنه صدود قريش عن دعوته واخذ بعرض نفسه ودعوته على أقاربه وعلى المستضعفين من الناس ثم على القبائل التي تأتي الى مكة من اجل الحج الى بيت الله الحرام وتبادل المنافع الاقتصادية بأسلوبه الجميل والقول الفصل والحكمة البالغة وبالكلمات الواضحة الدافعة وبالخلق الرفيع الذي اتصف به صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
استمرت دعوته ثلاث عشرة سنة في مكة وامتاز بقوة بيانه الذي يسحر القلوب فتراه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يدعو الناس الى الله ويثبت اتباعه على الدين الجديد تارة ويبشرهم بالجنة والفوز بها تارة ثانية ويتنقل بين زعماء قريش وساداتهم يدعوهم الى الحق والى شهادة لا اله الا الله محمد رسول الله تارة أخرى.
واتخذ من دار الأرقم بن أبي الأرقم مدرسة يجتمع بها إليه من آمن بالله وحده لا شريك له وبمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يتدارسون الآيات التي تتنزل عليه ويناقشون في ما بينهم الآراء والمقترحات في كيفية نشر هذا الدين والدعوة وتجنب اذى قريش واسلم حمزة بن عبد المطلب وبعده اسلم عمر بن الخطاب فقويت شوكة المسلمين بإسلامهما وخرجا ويتقدمهم رسول الله والمؤمنون من ورائهم يطوفون في مكة ويصرحون بكلمة لا اله الا الله ولا معبود سواه وثارت ثائرة قريش وبدأت قريش تؤذي رسول الله وأصحابه بكل الوسائل حتى ضاقت عليهم مكة وسعتها فتجلت عبقرية المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم حين امر اتباعه بالهجرة الى الحبشة لأن فيها ملكاً لا يظلم عنده أحد وبقي رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في مكة ينشر دينه ويدعو الناس إليه وضاق زعماء قريش منه ومن دعوته فقرروا مقاطعة بني هاشم وإدخالهم شِعْبَ أبي طالب وظل الحال ثلاث سنين ولاقوا صنوف الاضطهاد والعذاب حتى انهم أكلوا من خشاش الأرض لعدم وجود الطعام والنبي يثبت اتباعه ويبشرهم بالفوز والنجاة بما هم فيه ويسقط الحلف ويعود النبي صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه وبنو هاشم إلى ديارهم في مكة وهو يزداد إصراراً على تبليغ دعوته ونشر الإسلام بين صفوف قومه ولكن الأقدار التي وقعت في تلك السنة أحزنته حيث مات عمه أبو طالب وزوجته خديجة الكبرى وكثر إيذاء قريش لأتباعه لكنه لم يتأخر عن دعوته ولم تنكسر شوكته او تضعف بل بقي يواصل سيره في نشر دعوته يسانده فيها أصحابه ومن آمن به.
مما تقدم يتبين لكل ذي لب ان المصطفى صلى الله عليه وسلم كان سياسياً بارعاً صرّف الأمور على نحو من الثقة بالله اولاً وبالاعتماد على النفس ثانيا وتحمل ما شاء له ان يتحمل في نشر دينه وبلوغ غاياته وأهدافه.
صبر وتحمل كل أنواع الأذى والاضطهاد وبقي ذلك الفارس المقدام في ساحات المعارك لم يساوم في امر دينه ولم ينحن أمام جبروت قريش ولم يستكن حتى أظهره الله على المشركين ومكنه من نشر تعاليم الإسلام والشريعة الإسلامية حتى وصلت رايات الإسلام إلى الصين شرقاً والى إسبانيا غرباً.
تلك هي سياسة الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وهاهي سيرته وذاك هو جهاده ينير الطريق للسائرين على هداه فجزى الله نبينا عظيم الجزاء والخير
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العاميومٌ مجيدٌ

29

قاسم محمد لبوزة*30 نوفمبر المجيد.. عنوان كرامة وبداية وعي جديد

30

محمد الجوهريقراءة لمقال بن حبتور في الذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر

10

أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتورالشَّهِيدُ هَاشِم الغُمَارِي سَيَظَلُّ قِنْدِيلاً مُتَوَهِّجاً فِي مَسِيرَتِنَا

26

عبدالقادر بجاش الحيدريموسوعة البروفيسور بن حبتور... حين يُرمم الفكر وجعَ الوطن المكلوم

13

حمير بن عبدالله الأحمر*شجونٌ سبتمبرية وأكـتوبرية

09

توفيق عثمان الشرعبيفي ذكرى 28 يوليو.. شراكة المؤتمر وأنصار الله خيار وطن لاصفقة سلطة

28

أحمد أحمد الجابر*آن أوان تحرير العقول

23

غازي أحمد علي محسن*لا مستقبلَ لنا إلا بالوحدة

20

محمد حسين العيدروس*الوحدة.. الحدث العظيم

20

عبيد بن ضبيع*مايو.. عيد العِزَّة والكرامة

20

إياد فاضل*في ذكرى الوحدة.. آمالنا أكبر

20

د. عبدالوهاب الروحانيالوحدة التي يخافونها..!!

20

أحلام البريهي*نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر

29

جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025