الثلاثاء, 23-أبريل-2024 الساعة: 12:37 م - آخر تحديث: 01:27 ص (27: 10) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
حوار
المؤتمر نت - محمد حسين العيدروس
المؤتمرنت -
العيدروس يتصفح أوراق الثورة في حوار
على الرغم من مضي أربعة عقود ونيف من السنوات على انتصار الثورة اليمنية المجيدة (سبتمبر، واكتوبر) .. فلا زالت الكثير من الاسئلة تثار حول هذه الثورة وماسبقتها من مخاضات ، وكذا ما أحدثته من تحولات في واقع الحياة اليمنية.
- فمن عاصروا سنوات الماضي ، وتجرعوا مرارتها ومتاعبها .. يدركون جيدا أنه لا مكان للمقارنة بين ما كانت عليه اليمن إبان العهد الإمامي الكهنوتي والتسلط الاستعماري ، وبين الواقع اليوم.
- بل إنهم الذين يشبهون الصورة بوجهين متنافرين الأول: يرتسم في تلك الحالة الموحشة من العزلة والتخلف والتجزئة..
- أما الوجه الثاني: فإنه الذي يتجسد في حالة البطولة والصمود والتضحية التي استطاع من خلالها الشعب اليمني أن يحفظ بقاءه ويصون حياته، ويستعيد كرامته، ويواجه ظروف الكبت والحرمان بإصرار نادر .. ليقلب المعادلة لصالحه .. لكونه لم يكن يملك خيارا آخر غير خيار الثورة.
- ومع أن مثل هذا الطرح يتصف بدرجة عالية من الإقناع ولاتعوزه الحجة والبراهين والدلائل المؤكدة على صحة ما ذهب إليه.. فإن ما يؤخذ على شخوصه ، وخاصة منهم الذين اتجهوا لإصدار مذكراتهم عن تاريخ الثورة اليمنية ومراحل النضال الوطني.. تلك التباينات التي تظهر بطريقة سردهم لتلك الأحداث .. الأمر الذي شوش ذهنية المتلقي من الجيل الجديد.. والأخطر في ذلك التباين أنه الذي يوحي للمتلقي غير الحصيف بأن الثورة اليمنية لم تكن تحتكم بفلسفة تضبط ايقاعها وخطاها أو أنه لم يكن متوقعا لها أن تنجح على ذلك النحو الباهر الذي رافق مسيرتها.
وقد حرصنا على أن نطرح مضمون تلك التساؤلات على عدد من الأساتذة الأجلاء ممن لهم باع طويل في رصد الأحداث وتقييمها .. إن لم يكن البعض منهم قد ساهم في صنعها.

اليوم نستضيف الأخ الاستاذ/ محمد حسين العيدروس الذي بادر إلى الإجابة على اسئلتنا بترحاب يشكر عليه..
تشير كل الحقائق إلى أن معطيات النضال الوطني اليمني قد ارتبطت في أحداثها بواحدية المصير والهدف لتتمخض عن نتائجها واحدية الثورة اليمنية (26 سبتمبر/ 14 أكتوبر).. في رأيك ماهي الدروس التي تركتها لنا تلك المسيرة لنتعلم منها اليوم ؟

- بداية نبارك للشعب اليمني حلول الذكرى الـ43 لثورة السادس والعشرين من سبتمبر، ونبارك لفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح بهذه المناسبة ونتمنى أن تعود على القيادة والشعب بكل خير وازدهار..
إن الحقائق التاريخية، ومعطياتها وأحداثها، تقدم لنا أهدافاً ستة للثورة اليمنية الواحدة 26 سبتمبر 1962م و 14 أكتوبر 1963م.. تلك الأهداف الستة كانت هي الشعار وهي المضمون للثورة اليمنية من أقصى الوطن إلى أقصاه، حيث كان التخلص من الظلم والجور الإمامي في الشمال وتحرير الجنوب من المستعمر هو الهدف الموحد والواضح الذي عمل من أجله والتف حوله المناضلون الأحرار في عيبان، ونقم، وردفان، وشمسان، وعلى كافة التراب اليمني طوال سنين الكفاح الثوري المسلح.. وذلك يدلنا على مستوى الوعي والنضج الفكري والوطني الذي تمتع به المناضلون والثوار الأوائل في منتصف القرن العشرين، ويدل على وضوح الرؤية وبعد النظر بالرغم من كل التعقيدات والظروف الصعبة التي قامت الثورة من أجل إزالتها والقضاء على ثنائي الاستبداد والاستعمار ومن ثم النهوض بالوطن إلى مصاف العصر..
ولعل واحدية المنهج والهدف، كانت هي الدرس البليغ الذي يجدر بنا أن نستوعبه، حيث تكون الفكرة والرؤية أبلغ وأبعد من المتغيرات اليومية والآنية لتستشرف آفاقاً أكثر ما تكون تعبيراً عن حقيقة الثورة الشاملة التي تتطلع إلى التغيير الشامل على المديين البعيد والقريب.


جهود فردية
ط إذا كنت قد قرأت المذكرات التي صدرت عن الثورة اليمنية خلال الأربعة العقود الماضية فما هي وجهة نظرك في ما قرأت منها؟

- المذكرات التي نشرت حول الثورة اليمنية، تأخذ أكثر من طابع، منها الانطباعات الشخصية، وتسجيل المشاركة الفردية لعدد من المناضلين، وهي غالباً تعبر عن رؤية للثورة من زاوية الفعل الفردي والإسهام الفردي، وهي أيضاً تسجيل أحادي ينطلق من زوايا فكرية وعسكرية وميدانية واستراتيجية... الخ.
ولكن هذه الكتابات والانطباعات والتسجيلات الفردية تصب جميعها في استكمال صورة الثورة، وإثراء المشهد الثوري الوطني العام، وهناك تسجيلات وتوثيق قام بها باحثون ومراكز أبحاث في مقدمتها مركز الدراسات والبحوث اليمني، وغيره، وكذلك الأقسام المتخصصة في الجامعات اليمنية والعربية، سواء بتسجيل الشهادات أو باستعراض الوثائق ودراستها وتحليلها، أو بالعودة إلى المصادر المتعددة الأولية منها والثانوية لقراءة الثورة اليمنية ولمعرفة ما حدث، ولماذا حدث؟
وفي الواقع أن كل هذه الجهود الفردية والمؤسسية والبحثية كلها تصب في نهر الثورة العظيم الدائم الجريان، الذي سيظل يجدد نفسه على الدوام ويمنحنا رؤية متجددة وأفقاً رحباً لقراءة وفهم واستيعاب التاريخ الوطني، ومثلما أن الثورة مستمرة فإن قراءتها مستمرة والنظر إليها يتجدد كل يوم.

ط مناسبات أعياد الثورة اليمنية.. لاشك أنها تمثل تذكرة دائمة أن تلك الثورة قد صنعها كل اليمنيين.. ولأن الأمر كذلك فعلاً.. فلماذا نشهد في أحايين كثيرة تباينات في سرد الأحداث من قبل من عاصروا مجريات أحداث الثورة؟

- كون فعل الثورة العظيم صناعة كل اليمنيين فهذه حقيقة تاريخية لا يرقى إليها الشك، وإلا لما كانت ثورة بالأساس.. لأن الثورة، هي فعل شامل وتغيير شامل ورؤية شاملة لا تستطيع أن تقوم بها أو تعبر عنها فئة محدودة، وإنما تكون طلائعها معبرة عن الإرادة الجمعية لكل أبناء الوطن وهو ما تجسد في الثورة اليمنية 26 سبتمبر 1962م و 14 أكتوبر 1963م.
أما التباين في السرد فهذا أمر طبيعي لأن كل سارد يسجل فعله الذي لا شك أنه ليس كل الأفعال، ويسجل رؤيته التي هي ليست كل الرؤى، ويدون مشاهدته التي تنوب عن كل العيون، ويسجل سمعه الذي يعبر عن كل الآذان.. ذلك أن حدثاً وطنياً ثورياً كبيراً بحجم الثورة اليمنية لا يمكن أن يكون سجلاً شخصياً، ولكن بجمع تلك التسجيلات وذلك السرد المتباين تكتمل صورة الحدث من جميع زواياه وتنتظم الصورة للدارس والمحلل والمنقح والمراجع, وهذه طبيعة كتابة التاريخ، وهي مرحلة أدبية من كتابة التاريخ وأعني بها مرحلة التسجيل، نحن في كتابة تاريخ الثورة اليمنية ما نزال في مرحلة التسجيل وجمع المعطيات والمعلومات، ويأتي دور التحليل والقراءة المتعددة لاحقاً وفقاً لمناهج التاريخ التي لا تقف عند حدود ما حدث، بقدر ما تجيب على السؤال: لماذا حدث ذلك؟
وتباين السرد القائم يعكس عظمة المشهد وعظمة الثورة التي شارك فيها كل الشعب بجميع فئاته وتمثيلاته السياسية والفكرية والإيديولوجية، والمشارب الفكرية والثقافية، وتمثل حاجات جميع فئات وشرائح الشعب..

ط في تقديركم ماهي أزهى مراحل الثورة اليمنية ومراحل التقدم التي تحققت للمواطن في ظل الثورة؟

- أي ثورة تمر بمراحل تبدأ ربما بالكفاح المسلح أو السلمي، وتنقض على الأوضاع القائمة إلى أن تمتلك زمام الأمر فتتحول إلى تجسيد وتطبيق أهدافها من خلال العمل الدؤوب والجاد والمستمر..
والثورة اليمنية حتى نهاية الستينات ظلت ثورة مسلحة تلاحق الاستبداد والاستعمار وتطهر الأرض اليمنية من رموزهما، وتقارع القوى الرجعية التي تكالبت عليها..
فبعد أن حققت طرد المستعمر والتخلص من الاستبداد والظلم والحكم المتخلف، انبرت لتدافع عن نفسها من هجمة الإمبريالية والرجعية، لكي تبقى وتستمر وتعيش أملاً للشعب اليمني وأداة لنهوضه..
ثم انتقلت الثورة اليمنية من طور الدفاع عن النفس إلى طور ترسيخ القيم الثورية، وترسيخ الأمن والاستقرار للوطن.. ثم انتقلت بعد ذلك إلى طور البناء والتنمية وهذه مرحلة متقدمة من الثورة شاء التاريخ أن يكون فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح هو رائدها.. وصانعها.. فكان الزعيم الوطني الذي انتقل بالثورة من مرحلة الدفاع عن نفسها إلى مرحلة تحقيق الأمن والاستقرار ومن ثم تدشين مرحلة البناء والتنمية..
وكان لهذا الانتقال أهمية بالغة حيث توفق في اختيار أدوات هذا الانتقال التي تمكنت من تحويل الصراع المسلح إلى خطاب سياسي وفكري وثقافي، عبر الديمقراطية والحوار والمشاركة الشعبية الواسعة.. وهو ما أفضى إلى مرحلة البناء والنهضة التنموية.. تحقيقاً وتجسيداً للأهداف الستة التي منها رفع مستوى الشعب اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، والقضاء على ثالوث التخلف "الجهل، الفقر، والمرض".
ذلك لتدخل الثورة معركة جديدة أدواتها الديمقراطية والبناء والمشاركة الشعبية الواسعة.
لكن أهداف الثورة مع وجود مرحلة التشطير ظلت مشطرة ومجزأة من حيث التفسير ومن حيث الأدوات التي استخدمت لتجسيدها.. وظل تجسيد تلك الأهداف مستحيلاً مع الانشطار في النظام السياسي حتى تحققت الوحدة في الـ22 من مايو 1990م وبإعادة تحقيق الوحدة الوطنية، تشكلت القاعدة الطبيعية لاستكمال تجسيد أهداف الثورة اليمنية بالروح الوطنية الواحدة وبالآلية والرؤية الواحدة، وتوحدت الوسائل والوسائط لاستكمال تحقيق تلك الأهداف، التي هي أهداف مستمرة ومتجددة، غير مقيدة بالزمان، وهذا يدل على عبقرية من صاغوها وعلى رؤيتهم الثاقبة إلى المستقبل البعيد الذي أرادوه لأمتهم.

ط يقال أن الثورة اليمنية قد تأثرت بفكرة القومية العربية التي التصقت بثورة الـ23 من يوليو المصرية في سنواتها الأولى.. فهل انعكس ذلك على المدلول الثقافي والاجتماعي والسياسي للثورة اليمنية وخصوصياتها؟

- الثورة اليمنية تأثرت بكل حركات التحرر في العالم من حولها.. حيث كانت الأربعينيات والخمسينيات والستينيات من القرن العشرين هي عقود حبلى بالثورات وحركات التحرر والانفلات من قيود الواقع الرتيب الذي فرضه الاستعمار وأعوانه المحليون، بل كانت ثورة 1948م في اليمن هي من الثورات المبكرة التي قدحت شرارة التحرر من الظلم والاستعمار والتخلف..
وتفاعل الثورة اليمنية مع الأحداث ومع ذلك الزخم الثوري السائد طبيعي ومنطقي.. وما كان لها أن تنجح لو أن أهدافها بقيت في حدود محليتها، وانكفأت على نفسها.. ذلك أن تفاعلها مع محيطها العربي والإسلامي والعالمي، هو الذي منحها آفاقاً واسعة للتعبير عن ضمير العصر وإيقاعه، وبذلك لا نستغرب أن تكون طلائعها الأولى هم ممن تعلموا في المحيط العربي والإسلامي والعالمي، وهم من كونوا الفكرة العصرية للخروج بالوطن من نفق التخلف الذي فرضه الاستعمار والاستبداد..
ولا أتصور أن تكون الثورة اليمنية قامت بمعزل عن التيارات والقوى والمحاور والتكتلات القائمة آنذاك إقليمياً ودولياً، وإلا لكانت حدثاً لا تأثير له ولا ثورية له..
إلا أن أصالة الثورة اليمنية واضحة في قراراتها للوضع الداخلي والخارجي وفي صياغة أهدافها ومراحلها.. وفي اختيار أدواتها وأساليبها.. حيث ظل اليمن هو محور الارتكاز لكل مفردات الفعل الثوري السياسي منه والعسكري والثقافي..
واستطاعت الثورة اليمنية أن تتشرب التعدد السائد من حولها لتصنع منه مشهدها الخاص وطابعها الثقافي الوطني الخاص، وأن تحافظ على يمنية الثورة وعروبتها وإسلاميتها وتقدميتها..
ولا شك أن ساحة الثورة اليمنية أيضاً كانت بيئة خصبة لتجريب الأفكار وتصدير الإيديولوجيات، ونقل التجارب، وقد استغلت سلباً وإيجاباً، في هذا الإطار، إلا أن ذلك منحها قوة إضافية وثراءً كبيراً جعل كل القوى الاستعمارية والرجعية تستشعر خطرها الكبير ومن ثم تكتلت قوى الشر منذ الثورة وأخذت حرباً عالمية ضد الثورة اليمنية إقليمياً إذا تذكرنا جيداً كيف حوربت وكيف تكالبت قوى الاستعمار والرجعية للقضاء عليها، ولخنقها ووأدها..
ولولا الطاقة المتعددة التي اختزلتها الثورة اليمنية وصلابة أهدافها وقوة إيمان روادها لكانت أكثر عرضة للضعف..
لذلك نرى أن تأثرها المتعدد بما حولها هو الذي منحها المناعة والقوة والقدرة على الصمود.

ط هناك من يعتقد أن التاريخ قد عاد ليكرر نفسه مرة أخرى في الثاني والعشرين من مايو 1990م معتبراً أن إعادة الوحدة اليمنية قد شكل ثورة ثانية لا تقل في أهميتها عن الثورة الأولى (26 سبتمبر، 14 أكتوبر) فهل تتفق مع هذا الطرح؟ أم أن هناك وجهة نظر أخرى؟

- إعادة تحقيق الوحدة اليمنية ثورة بحد ذاتها، إلا أنها تظل كحدث استمراراً لأهداف الثورة اليمنية العظيمة 26 سبتمبر و14 أكتوبر، ذلك أن إعادة تحقيق الوحدة اليمنية ظلت في الصدارة من الأهداف الستة التي صاغها الثوار، وهذا دليل آخر على عظمة تلك الأهداف وعظمة الطلائع الثورية التي صاغتها، إذ جعلوا كل ما يشهده الوطن خلال مسيرة الثورة منطلقاً من تلك الأهداف وتجسيداً لها.. وهذا يلفت النظر إلى قدرة أهداف الثورة على التجدد والمواكبة والتطور، حيث تظل حاضرة في قلب كل الأحداث والمنعطفات الجديدة التي يمر بها الوطن..
وحدث الثاني والعشرين من مايو يرتقي إلى مصاف الفعل الثوري الوطني، وكما قلت آنفاً، يشكل القاعدة الطبيعية لأهداف الثورة اليمنية والحامل الوطني الطبيعي لتلك الأهداف والرؤى والتطلعات..
إذ أن قيام الجمهورية اليمنية هو اللبنة الأولى للدولة المؤسسية الوطنية الحديثة، وهو اللبنة الأولى لصرح الديمقراطية والحريات والمشاركة الشعبية، بمفهومها الحديث والجديد والمتجدد.. وما كان لقيم الثورة تلك أن تستكمل في وضع تشطيري ومجزأ، فموسم الثاني والعشرين من مايو هو موسم نضوج القيم الثورية وتحويلها إلى أسلوب حياة حرة وكريمة بمعالم مؤسسية ومنهجية وفكرية واضحة، حيث كان دستور دولة الوحدة هو أول دستور يستكمل الإرادة الوطنية والمشهد الوطني الشامل ويعبر عن واحدية الثورة وواحدية المسيرة، وواحدية الهدف والرؤية وأول ترجمة شاملة لأهداف الثورة وقيمها، بعيداً عن الاجتهادات التي فرضتها مراحل التشطير بإرادات داخلية وخارجية..
وبهذا يكون قيام الجمهورية اليمنية بجهود ومثابرة وإرادة ونضال فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح ومعه كل الشرفاء من أبناء الوطن الذين وقفوا إلى جانبه في تحقيق هذا الهدف النبيل، وفي الدفاع عنه يكون ثورة ثانية وليدة لثورة الـ26 من سبتمبر والـ14 من أكتوبر..

ط ما هو الخطاب الذي ترى أن يطرح ويقدم للأجيال الجديدة حيال الثورة التي ناضل من أجلها آباؤهم وأجدادهم حتى انتصرت وترسخت مبادئها على أرض الواقع.. وما هو الأسلوب الأمثل الذي يتعين اتباعه لربط هذه الأجيال بقيم تلك الثورة؟

- بعد مرور 43 عاماً على مسيرة الثورة اليمنية، وانبعاث أجيال يفصلها الزمن عن هذا الحدث العظيم، يبقى عهد الثورة دفاقاً ومتجدداً على محورين:
الأول يتجسد في قيم الثورة ومبادئها التي انتصرت لكرامة الشعب وحريته ونهضته وتقدمه.
والثاني في قيمها المادية المتجسدة في الإنجازات التنموية وفي النهوض بمستوى الشعب اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وفكرياً..
وهي منجزات بشقيها المادي والقيمي حاضرة بيننا ونعيش معها وتعيش معنا، كما تصورها الثوار الأوائل وتنعم الأجيال الحاضرة بهذه القيم التي تنمو باضطراد..
إلا أن الذاكرة الجمعية تحتاج إلى تحفيز دائم وتذكير مستمر بمسيرة الثورة وبماهيتها وبأهميتها وبضرورتها لكي تقدر القيم التي انبثقت منها، ولكي يحافظ أكثر على مكتسباتها ولكي تقدر التضحيات الجسيمة التي بذلت من أجل هذه القيم، وتظل التربية هي الأساس في ترسيخ قيم الثورة وتجسيدها.. والحفاظ عليها وتجديدها وتطويرها بما يتفق ومتغيرات الزمن والعصر.. ولكي تظل جذور الثورة مشتعلة ووقادة في ضمير الأجيال المتعاقبة..
عن: صحيفة (الثورة)








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "حوار"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024